أعاني من كوابيس وأحلام مزعجة مستمرة، فكيف أتخلص منها؟

0 617

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من كوابيس وأحلام مزعجة مستمرة، أتذكر جميع الأحلام والكوابيس التي تمر علي، حتى إن بعض الكوابيس التي أذكرها مرت علي منذ ثلاث سنوات، وأستيقظ على الحال التي كنت عليها أثناء الحلم وقد أتكلم وأنا نائمة أحيانا، ولا أستطيع التمييز بين الواقع وما رأيته في الحلم، هناك شخصية رأيتها عدة مرات في الحلم أشعر بأنها حقيقية وأعيش معها بل وأكن لها مشاعر كبيرة، فما سبب المشكلة؟ وما والحل؟

ولك مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ش حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن حركة الدماغ قد تكون شديدة جدا في بعض الأحيان خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم بعض سمات وأعراض القلق، خاصة في مرحلة اليفاعة ومرحلة البلوغ وما بعدها، والذي أتصوره أن هذه الأحلام المزعجة قد تكون مرتبطة بهذه الحركة الدماغية، والتي هي في الأصل مرتبطة بالقلق.

الأحلام لها عدة مسببات، وهنالك نظريات كثيرة حول هذا الموضوع لا أريد أن أخوض فيها، فقط أريدك أن تعرفي أن هذه تكون مرحلة طبيعية عابرة وقد يكون لديك قلق، والسبب الآخر هو أنه ربما تكون مقدرتك على التعبير عن مشاعرك ليست بالصورة المطلوبة؛ وذلك ليس ناتجا من ضعف في تركيزك أو قدرتك المعرفية أو ضعف في شخصيتك، إنما الإنسان قد يميل إلى الكتمان خوفا من إحراج الآخرين، لذا تترسب لديه أفكار كثيرة غير مرضية لا يعبر عنها، وفي مثل هذه الحالة تعتبر الأحلام المزعجة أو الأحلام العادية نوعا من صمام الأمان الذي يعبر الإنسان من خلاله عن الأشياء المكبوتة والمكتومة، أو بعض الآمال التي لم تتحقق، أو ربما تكون أفكارا عارضة سخيفة ليس لها أي معنى.

أنصحك بالآتي:

أولا: تجنبي النوم في أثناء النهار.

ثانيا: قللي من تناول الشاي والقهوة في فترة المساء خاصة بعد الساعة السادسة مساء.

ثالثا: تناولي وجبة العشاء مبكرا جدا، ويجب أن تكون وجبة خفيفة وغير دسمة.

رابعا: عليك أن تذهبي إلى النوم في وقت معين، ويجب أن لا يكون هنالك تقلب وتباين في الزمن الذي تذهبين فيه إلى الفراش. بمعنى آخر: إذا كنت تنامين في الساعة العاشرة مساء فيجب أن يكون هذا الوقت هو الوقت المحدد لك.
أنا أريد أن أنبهك لهذه النقطة لأن البعض يخلون بصحتهم النومية وذلك من خلال التباين الشديد في الأوقات التي يتخيرونها للنوم، فتجد الواحد قد يذهب ينام عند الساعة التاسعة مساء وفي اليوم الثاني عند الساعة الثانية صباحا، وهكذا، هذا أمر ليس جيدا ويضر كثيرا بالصحة النومية، فأرجو أن تثبتي على منهج وطريقة ووقت واحد فيما يخص النوم.

خامسا: كوني حريصة جدا على أذكار النوم، ويجب أن تطلعي على هذه الأذكار من أحد المصادر والمراجع المعروفة ككتاب للإمام النووي المعروف باسم الأذكار.

سادسا: تدربي على تمارين الاسترخاء، وللتدرب على هذه التمارين أرجو أن تتصفحي أي موقع من المواقع التي توضح هذه التمارين.

سابعا: يجب أن لا تحكي هذه الأحلام أبدا، بل طبقي ما ورد في السنة المطهرة: استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، واسألي الله تعالى خير الأحلام، واتفلي ثلاثا على شقك الأيسر. هذا يكفي تماما.

ثامنا: إذا استيقظت من النوم، وذلك نسبة لهذا الحلم المزعج، هنا حاولي أن تغيري موضوع الحلم، فإذا كانت القصة مزعجة حاولي أن تدخلي إدخالات من نفسك واجعلي للحلم نهاية سعيدة.

هذا هو الذي أنصحك به، وإن شاء الله تعالى هذه التمرينات سوف تكون كافية جدا لأن تقضي على هذه الأحلام.

وبطبيعة الحال: الصحة النفسية للإنسان حين تتطور وتكون جيدة وصحية هذا يساعده في حياته بصفة عامة، فلذا كوني مجتهدة في دراستك، تواصلي مع صديقاتك، شاركي في أعمال المنزل مع الأهل، كوني حريصة على الصلاة في وقتها وتلاوة القرآن، هذه الأنماط الحياتية الصحيحة تساعد الإنسان على الاستقرار النفسي، والاستقرار النفسي يزيل القلق، وإزالة القلق تزيل الأحلام المزعجة إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات