ضيق النفس وسرعة ضربات القلب وكتمة عند النوم.. ما التشخيص والعلاج؟

1 431

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في بداية الأمر كنت أعاني من ضيق في التنفس أول وثاني أيام العيد، أما في اليوم الثالث كنت في الخارج مع أحد الأصدقاء وحدث ما حدث.

شعرت بضيق تنفس، فاتصلت بأحد الأصدقاء حتى يذهب معي إلى المستشفى، وفي الطريق إلى المستشفى حدث لي أمر غريب، بدأت معي بتنميل في الأطراف، وكان التنميل يزيد في باقي الجسم مع الشعور بضيق التنفس، وبدأت أشعر بثقل في لساني، وأني أتحدث بصعوبة، وكنت أقول الشهادة لأني كنت أشعر أني سوف أموت، وذراعي كانتا متشنجتان ولا أستطيع تحريكهما، وعند الوصول إلى المستشفى بدأت كل هذه الأعراض تذهب، والأمر لم يأخذ أكثر من 5 دقائق ثم قال لي الدكتور بعد إجراء الفحوصات أني سليم 100%، ثم أعطاني إبرة اسمها على ما أتذكر ديكسا، وقال لي: أن الأمر ضغط نفسي ليس أكثر، علما بأني كنت سعيدا ولا يوجد ضغوط نفسية، ومن ذلك اليوم فأنا لا أستطيع الخروج من البيت، حاولت مرة الخروج فشعرت ببداية الأعراض وهو التنميل في الأطراف وضيق في التنفس.

علما أني عندما أمارس الرياضة لا أشعر بالكتمة، وذهبت إلى عيادة خاصة للتأكد فقال لي الطبيب: أني سليم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه النوبة التي أصابتك قد وصفتها وصفا دقيقا وممتازا، وأقول لك أن الحالة بسيطة جدا بالرغم مما سببته لك من إزعاج، هذه الحالة هي نوع من القلق النفسي المفاجئ الذي قد يأتي دون أي أسباب أو عوامل أو دون أي مقدمات، يفاجئ الإنسان بصورة مفزعة جدا، ويسمى بنوبات الهرع أو الهلع.

وأنت ذكرت وبصورة واضحة أن هذه النوبة حين أتتك لم تكن تحت أي ضغط نفسي، وهذا مطابق للحقيقة تماما.

أعتقد أن الطبيب حين قال لك أنك قد تعرضت لضغوط نفسية: ربط بين القلق والضغوط النفسية، لأن القلق كثيرا ما يكون مرتبطا بالفعل بالضغوط النفسية، لكن هذا النوع من القلق بالذات - والذي يسمى بنوبات الهلع أو الهرع – في كثير من الأحيان لا نجد له أي سبب ويحدث بصورة فجائية، ويحدث في جميع الظروف ولأسعد الناس، هو حالة نفسية خاصة، يظهر أن بعض الناس لديهم الاستعداد لحدوث هذه الحالة، والحالة كما ذكرت لك تعرف على أنها نوع من القلق النفسي.

طريقة العلاج: أنت أشرت حقيقة أنك حين تمارس الرياضة لا تشعر بالكتمة، فإذن الرياضة أحد وسائل العلاج الرئيسية فأرجو أن تداوم عليها.

العلاج الآخر: هو أن تمارس تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين مفيدة جدا، وللتدرب عليها يمكنك أن تتحصل على كتيب أو شريط من أحد المكتبات، أو تتصفح أحد المواقع على الإنترنت، أو تتواصل مع أخصائي نفسي - وليس طبيبا نفسيا - وسوف يقوم الأخصائي بتدريبك عليها.

ثالثا: أريدك أن تحقر فكرة الخوف، وأنا أؤكد لك أن كل الأعراض التي حدثت لك وجعلتك تتهيأ أن المنية قد دنت وبدأت في ترديد الشهادة، هذا حقيقة جيد منك أن يتذكر الإنسان أن الموت قد يأتي في كل لحظة ويحضر نفسه لذلك، ويكون حريصا على كلمة التوحيد، هذا أمر طيب وجيد. لكن في نفس الوقت أقول لك أن هذا الأمر هو مجرد مشاعر وليس أكثر ذلك، لا علاقة له بالموت لا من قريب ولا من بعيد، والشعور بالدوخة وفقدان الطاقات النفسية والجسدية وأنك سوف تسقط وأنك لن تسيطر على الموقف، هذا كله تفاعل نفسي وليس تفاعلا جسديا.

رابعا: يجب أن تشغل نفسك، ولا تترك للفراغ أي مجال، مارس الرياضة كما قلنا، اجتهد في دراستك، تواصل مع أصدقائك، رفه عن نفسك بما هو مشروع ومباح، زر أرحامك، شاهد البرامج التلفزيونية الجيدة، شارك في الأنشطة الثقافية والخيرية والاجتماعية، احضر حلقات تلاوة القرآن متى ما أتيحت لك الفرصة... هذا يجعلك تحس بقيمتك الذاتية وبكينونتك الحقيقية، وبقيمتك الصحية، وفي نفس الوقت يصرف عنك -إن شاء الله تعالى- الشعور بالقلق والخوف والتوتر.

النصيحة الأخيرة هي أن تتناول أحد الأدوية: هنالك أدوية ممتازة جدا فاعلة وسليمة، وهي مضادة لقلق الفزع أو الهلع، هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) ويعرف علميا باسم (استالوبرام) ويعتبر من أفضل الأدوية، وجرعته هي عشرة مليجرام، يتم تناولها يوميا لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن تناوله.

هذا الدواء يعاب عليه أنه مكلف بعض الشيء من الناحية المادية، فإن لم يكن بالإمكان الحصول عليه فالبديل هو العقار الذي يعرف تجاريا باسم (موادبكس) وهذا أيضا دواء جيد، ومتوفر في مصر، وسعره معقول جدا، واسمه العلمي هو (سيرترالين) فتناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا، تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا ما أود أن أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات