ما هو الحل لمن يعاني من الفراغ العاطفي، وكيف أشبعه؟

3 721

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب أعزب دخلت سوق العمل في عمر الثامنة عشر وما زلت أعمل، ولكن أشعر أنني لا أعمل حيث أعاني من فراغ عاطفي لا أدري أعمل لمن، أو أنفق على من؟ لدي مشاعر مكبوتة أريد إخراجها، أريد أن أحب وأحب وأقدم الهدايا, أريد أن أهتم بشخص ويهتم بي أو أن يكون لي أطفال لدرجة أني قمت بشراء هدايا لأطفال أصدقائي وأقوم باللعب معهم.

تعرفت على أكثر من فتاة، ولكن لم أشبع الفراغ العاطفي داخلي، وتوقفت عن ذلك لأنها علاقات محرمة ويشوبها الكذب من كلا الطرفين.

أرغب بالزواج منذ أن كان عمري 21 سنة، ولكن والدتي دائما تقول نريد أن نبحث لك عن الزوجة الصالحة ولا تستعجل، أو أن تختار بنت خالتك وأنا لا أريد بنت خالتي.

أنا أحتاج للحب والحنان، وهذا الفراغ العاطفي يكاد يقضي علي أخشى مع مرور الوقت أن أصبح كالحجر أو متبلد الإحساس.

فما هو الحل لمن يعاني من الفراغ العاطفي، وكيف أشبع الفراغ العاطفي داخلي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا، في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله أن ييسر أمرك، ويشرح صدرك، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تملأ عليك حياتك، وتسعد بها وتسعد بك، وتكون محور اهتمامك وهي محور اهتمامك، وأن يمن عليك بذرية صالحة طيبة مباركة تربيها تربية صالحة على الإسلام الحق لتكون قرة عين لك في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الفاضل- وليد: فإنه مما لا شك أن وصولك لهذه السن وعدم ارتباطك بزوجة صالحة تأنس بك وتأنس بها أمر فيه قدر كبير من الإزعاج، لأنك في السابعة والعشرين من عمرك الآن، وهي سن ليست بالهينة خاصة أنك لم تكن مشغولا خلال الفترة السابقة بدراسة نستطيع أن نقول: إنها أخذت منك عمرك أو شبابك أو حياتك، وإنما -كما ذكرت- أنك دخلت إلى ميدان العمل في الثامنة عشر من عمرك، أي دخلت وأنت رجل، وكان من الممكن لو قدر لك زوجة خلال هذه الفترة لكنت أبا لأبناء في سن العاشرة أو التاسعة أو الخامسة على الأقل الآن.

ولذلك مشكلتك في عدم وجود الطرف الآخر الذي تطمئن إليه، ويطمئن إليك، والذي تفضي إليه بمشاكلك ومشاعرك ويبادلك نفس الشعور، وأقول لك أخي الكريم: إن مثل هذا الأمر لا يتوقف على الصدف والمفاجآت، وإنما يحتاج إلى بحث وجد واجتهاد، وأتصور أنك لم تبذل الجهد الكافي للبحث عن شريكة حياتك التي تشعرك بالاهتمام، وتشعرك بذاتك، والتي تجعل لك هدفا ساميا في الحياة.

ومن هنا فإني أقول لك أخي الكريم إنه يتعين عليك البحث عن الزوجة الصالحة، وأن تجد وتجتهد في ذلك، ودعك من العلاقات المكذوبة كما ذكرت لأنها علاقات محرمة وغير مشروعة، وأطرافها لا تصلح أن تؤسس أسرة، إنها كما ذكرت تقوم على المجاملات والخداع.

ابحث عن زوجة بصدق ومن أعماق قلبك، وابحث حولك، وستجد يقينا فإن الأمة الإسلامية وصل الحال بها إلى أن نسبة الفتيات فيها إلى نسبة الفتيان خمسة إلى واحد، بمعنى أن كل رجلا يقابله خمس من النساء، فالأمر ليس نادرا، والعملة المطلوبة ليست صعبة، وإنما سهلة وميسورة.

وعليه فإني أقول لك اجتهد في البحث، وابحث في محيطك وخارج محيطك، وأسأل أقاربك وأسأل أقرانك، وأسأل كل من ترى، وحاول أن تجتهد بارك الله فيك في البحث، وإذا كنت لا ترغب بابنة خالتك فلا ترتبط بمن لا ترغب، لأنه في الحقيقة لن تستطيع إشباع فراغك العاطفي ما دمت لم تكن مستريحا لها، فابحث واجتهد وتوكل على الله، وعليك بالدعاء والإلحاح في الدعاء أن يمن الله عليك بالزوجة الصالحة.

أخي الكريم: الفتيات كثيرات، ولكن لعلك لم تأخذ بالأسباب الجادة، أو الطبيعية التي تصل بك إلى أن تحصل على مبتغاك ومناك.

فاجتهد في هذا الأمر لأنه أمر حيوي، لأنك تخشى على نفسك -كما ذكرت- أن تتبلد أحاسيسك ومشاعرك، وأن يتحول صدرك إلى حجر لا يعرف رقة ولا عاطفة ولا حنانا مع مرور الزمن.

علاجك -أخي الكريم- هو: الزوجة الصالحة التي حثك النبي -صلى الله عليه وسلم- على اختيارها أن تكون صاحبة دين، ولا مانع أن تكون أيضا جميلة وحسيبة وذات مال، فكل هذا مما تميل إليه النفس وتشتهيه.

ابحث -أخي الكريم- وستجد وتوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يكرمك بالزوجة الصالحة عاجلا غير آجل، واطلب من والدتك الدعاء، واسأل من إخوانك الصالحين الدعاء أيضا، ونحن هنا في الموقع نسأل الله أن يمن عليك بالزوجة الصالحة، التي تستطيع أن تشبع فراغك العاطفي، وأن تحولك إلى إنسان تتدفق شفقة وحنانا، وأن يمن عليك منها بالذرية الصالحة التي تكون محور اهتمامك وتغمرك بعطفك نسأل الله أن يكون ذلك عاجلا غير آجل.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات