اضطراب الأنية.....ماهيته ونسبة الشفاء منه

0 647

السؤال

السلام عليكم.
أود السؤال عن ما هو اضطراب الأنية؟ وهل هو جزء من مرض أو مرض بنفسه؟ وما هو علاجه؟ وما نسبة الشفاء منه؟ ومتى من الممكن أن يشعر الشخص بالتحسن الملحوظ عند تناول مضادات الاكتئاب والقلق مثل الزولفت والسيبرالكس؟

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن اضطراب الأنية مشتق من التشخيص الذي ورد باللغة الإنجليزية (Depersonalization syndrome)، والذي يقصد بهذه الحالة - وهي حالة من حالات القلق النفسي – أن الشخص يحس بشعور غريب يتمثل في أنه قد أصبح غريبا على نفسه، أي أنه لا يدرك ذاته بالصورة المألوفة، وقد يحس الإنسان أيضا أن العالم أيضا أصبح متغيرا دون أن يحدد نوعية هذه التغيرات بصورة واضحة، والإنسان يشعر في داخله أيضا بنوع من الخواء وقد لا يتفاعل مع محيطه بالصورة التي يريدها، لكنه يكون مدركا تماما لهذه التغيرات، وربما يشعر بقلق بسيط.

هذا هو اضطراب الأنية بصورة مختصرة جدا.

اضطراب الأنية يمكن أن نقول أنه نوع من القلق النفسي، ولا يصل لدرجة المرض النفسي الحقيقي، إنما هي ظاهرة أكثر مما هي مرض حقيقي، وفي بعض الأحيان يكون اضطراب الأنية مصاحبا لأمراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب النفسي الشديد، وقد يكون أيضا مصاحبا لمرض الوسواس القهري، وحتى بعض مرضى الفصام الذين لديهم درجة من الإدراك والاستبصار المعقول يصفون ما يمكن أن نسميه باضطراب الأنية في بعض الأحيان.

بالنسبة لعلاجه: علاجه يتمثل بـ:

أولا: أن نشرح للإنسان طبيعة هذا المرض؛ لأن الظاهرة غريبة وتزعج صاحبها، فحين نوضح أنه نوع من القلق النفسي العابر، هذا يفيد، ومن وجهة نظري هذا جزء علاجي مهم جدا.

ثانيا: أن يتجاهل الإنسان بقدر المستطاع هذه الحالة.

ثالثا: تطبيق تمارين الاسترخاء.

رابعا: ممارسة التمارين الرياضية.

خامسا: تناول الأدوية المضادة للقلق، وبعض المرضى لا يستجيب إلا بتناول عقار زاناكس، والذي يعرف باسم (ألبرازولام) وهذا الدواء جيد في علاج هذه الحالة، ولكنا لا نفضله كثيرا لأنه ربما يؤدي إلى نوع من التعود أو الإدمان.

الجزء الثاني من سؤالك: أولا مضادات الاكتئاب فعاليتها تعتمد على الجرعة، ومدى التزام الشخص بها، ومضادات الاكتئاب تبدأ فعاليتها من الأسبوع الثالث من تناولها، وبعد هذه المدة – أي انقضاء أسبوعين والدخول في الأسبوع الثالث – معظم الذين يعانون من الاكتئاب يحسون بشيء من التحسن البسيط، والقلق تقريبا يختفي تماما، لكن فترة البناء الكيميائي عند بعض الناس تتطلب مدة أطول، فقد لا يشعر الإنسان بتحسن حقيقي إلا بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة، وقد رأيت من تحسن على هذه الأدوية بعد مضي ستة شهور من بداية العلاج، لكن بكل أسف الكثير لا يصبر على هذه المدة، وقد يتنقل بين الأطباء، وهذا من وجهة نظري أمر مضر جدا بالصحة النفسية.

السبرالكس ربما يكون أسرع في فعاليته من الزولفت، لكن هنالك تقارب كبير بين الاثنين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات