أعاني من التلعثم والاضطراب عندما أتكلم مع الآخرين... ما السبب وعلاجه؟

0 364

السؤال

أنا عندي مشكلة كبيرة جدا، باختصار أنا حين أتكلم مع نفسي بصوت مرتفع أتكلم بطلاقه، وحين أتكلم مع الناس أضطرب وأتلعثم، وأتكلم بسرعة، وأشعر أني غير قادر على الكلام، وأيضا الكلام يخرج غير مكتمل، وأيضا أنسى الكلام، والكلام لا يكون حاضرا، ولا أستطيع أن أعبر عن ما أريد أن أتكلم فيه.

أفيدوني بالعلاج، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنك تشير إلى حالة نفسية اجتماعية بسيطة تسمى بالخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي البسيط، وما تشعر به من اضطراب وتلعثم هو ناتج من التفاعل أو المواجهة مع الآخرين، وشعورك بأنك غير قادر على الكلام، وأن كلامك غير مكتمل هذا ناتج أيضا من الخوف الاجتماعي؛ حيث إن الإنسان في مثل هذه المواقف يريد أن ينهي ما يقوم به بسرعة، ويكون في شيء من العجلة، وهذا يجعل الإنسان يقلق أكثر ويراقب نفسه، وغالبا ما يأتيه شعور أن أداءه ليس جيدا.

الذي أؤكده لك أن ما تحس به من تلعثم لا يشعر به الطرف الآخر، لأن هذا التلعثم حقيقة ليس موجودا أو على الأقل شدته ليست كما تتخيل، وحتى شعورك بعدم إخراج الكلام بصورة جيدة مفهوم هذا أيضا ناتجا من القلق والتوتر.

أخي الكريم: العلاج إذن يتمثل في أن تفهم بأن هذه الحالة حالة بسيطة، وقد قمنا بشرح ذلك.

ثانيا: لا تراقب نفسك أبدا في أثناء الكلام.

ثالثا: تذكر أنك لا تقل أبدا من بقية الناس في أي شيء، نحن مطالبون بأن نحترم الآخرين ونقدرهم، لكن لا نرفعهم فوق إنسانيتهم، فهم مثلنا سواء، مهما بلغ شأن الإنسان فهو في الآخر إنسان يأكل ويشرب، وينام ويمرض ويموت، وهكذا، إذن هذا الشعور لابد أن نبنيه في ذواتنا حتى لا نشعر بالرهبة في بعض المواقف التي تتطلب مقابلة، والتحدث مع بقية الناس، خاصة من أصحاب المناصب وهكذا.

رابعا: يجب أن تكثر من التواصل الاجتماعي، التواصل الاجتماعي الفعال: أن تشارك الناس في كل مناسباتهم الاجتماعية، أن تكون دائما في الصفوف الأول، خاصة في الصلاة، أن تتبادل أطراف الحديث مع زملائك في العمل، أن تكون أيضا مستمعا جيدا، أن ترفع مستواك الإدراكي والمعرفي والثقافي، وذلك من خلال الاطلاع ومتابعة الأحداث الجارية.

الإنسان حين يكون لديه رصيد كبير من المعرفة لا يهمه أبدا الطريقة التي يتحدث بها، وهذا يجعل كلامه أكثر سلاسة وسهولة عليه وعلى الآخرين.

أخيرا: هنالك علاجات دوائية بسيطة، وأعتقد أن أحد هذه الأدوية سوف يفيدك كثيرا.

الدواء يعرف تجاريا باسم (لسترال)، ويعرف أيضا تجاريا باسم (زولفت)، ويعرف علميا باسم (سيرترالين)، يمكنك أن تتناوله بجرعة بسيطة، هذه الجرعة تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – تناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلا لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقف عن تناولها.

هذا الدواء يتميز بأنه مضاد للقلق والخوف خاصة الخوف الاجتماعي، وجرعة هذا الدواء يمكن أن تكون حتى أربع حبات في اليوم، لكنك أنت محتاج للجرعة الصغيرة فقط التي ذكرناها، وهو من الأدوية السليمة وليس إدمانيا أو تعوديا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات