أعاني من التأتأة في الكلام أمام الناس... فما الحل؟

0 379

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 19 سنة، وأدرس بإحدى الجامعات السعودية، لكن أعاني من التأتأة بالكلام، خاصة في محاضراتي بالجامعة، وفي الاجتماعات، مع أني لما أجلس مع نفسي لا أرى ذلك، ولا أجد مشكلة بالكلام! فقط عندما أكون أمام مجموعة من الناس.

أريد منكم الدلالة على طبيب أو علاج لحالتي، التي ربما تنهي مستقبلي، وأترك الجامعة بسبب هذا الداء.

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الواضح أن درجة التأتأة التي تعاني منها هي من الدرجة البسيطة جدا، ويظهر أنها مرتبطة بالمواقف الاجتماعية، حيث إن المواجهة الاجتماعية ربما تؤدي إلى الشعور بالقلق لدى بعض الناس.

أولا: أريدك أن تكثر من الدعاء {رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي}، تمعن في هذه الآيات الطيبات وأكثر من الدعاء بها.

ثانيا: أرجو أن لا تراقب نفسك أثناء الكلام، فأنت لا تقل عن الآخرين في أي شيء، ويجب أن تبني على هذا الشعور، واجعل كلامك سلسا وتلقائيا، لا تراقب أبدا نفسك، ولتساعد نفسك في ذلك، حاول أن تتكلم بصورة بطيئة.

ثالثا: أرجو أن تعيد تعلم مخارج الحروف، هذا مهم جدا، اذهب لأحد المشايخ وجالسه، وتدارس معه القرآن، ومن خلال ذلك ركز على مخارج ومداخل الحروف.

رابعا: قم ببعض التمارين السلوكية البسيطة في البيت: اجلس على كرسي، وتخيل أنك أمام مجموعة كبيرة جدا من الناس، فيهم بعض أستاذة الجامعة وطلب منك أن تقدم محاضرة في موضوع معين، وأنت قمت بتحضير هذه المحاضرة، وأريدك أن تقوم بإلقائها، لأنك في وضع حقيقي، وقم بتسجيل ما تلقيه على الناس، وبعد ذلك استمع لما قمت بتسجيله، هذا التمرين يجب أن تكرره بمعدل مرتين في الأسبوع.

خامسا: تدرب على تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه جيدة جدا، ولتعلم هذه التمارين يمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية إجادة هذه التمارين، أو تتحصل على كتيب أو شريط لتوضيح هذه التمارين.

سادسا: بالنسبة للعلاج الدوائي، حقيقة أنا أفضل أن تذهب إلى الطبيب النفسي، إذا كان ذلك ممكنا، توجد الكثير من الأدوية التي أثبتت فعاليتها الآن لمساعدة الناس للتخلص من المخاوف والقلق، الذي يثير لديهم التأتأة والتلعثم.

هذه الأدوية كثيرة، أولا منها عقار يعرف تجاريا باسم (هلوبريادول) هذا من الأدوية القديمة ويستعمل بجرعة صغيرة، ويوجد دواء آخر يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) أيضا يساعد، وهنالك دواء ثالث يعرف تجاريا باسم (زيروكسات)، ودواء رابع يعرف تجاريا باسم (لسترال) والآن توجد دراسات جيدة تشير أن عقار زبراكسا، والذي يستعمل أصلا في علاج الأمراض الذهانية، وجد أنه بجرعة صغيرة يفيد في علاج التأتأة خاصة إذا تم إعطاؤه مع أحد الأدوية المضادة للمخاوف مثل الزيروكسات.

الأمل كبير جدا أيها الفاضل الكريم، اذهب إلى الطبيب وطبق ما ذكرته لك من إرشادات، وإن شاء الله تعالى ينطلق لسانك، ولا تنس أبدا أنك قد وصلت إلى مرحلة الجامعية، هذه مرحلة فيها الكثير من النضج والاستبصار، ولا شك أن التأتأة دائما تكون أكثر في مراحل العمر الأولى.

أنت الحمد لله تخطيت الابتدائية والإعدادية والثانوية، ووصلت إلى مرحلة من النضوج النفسي والاجتماعي، وكذلك الأكاديمي، فإن شاء الله هي عثرات بسيطة وسوف تتخلص منها تماما، وأنا أؤكد لك أن التأتأة، حتى وإن وجدت لا تنقص الإنسان شيئا أبدا، وإن كانت تنقص الإنسان شيئا، فلماذا دعا سيدنا موسى عليه السلام الله تعالى ليحل العقدة من لسانه؟ وهذا ربما يكون دليلا أنه كان يعاني من علة ما في الكلام والله أعلم.

علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: (265295 - 266962 - 280701 - 2102145)

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات