أصاب بالتوتر كثيراً ولا أقدر أنام وأخاف من الموت...أفيدوني

0 586

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، انتابني منذ حوالي شهر شعور بدوار وهبوط وسرعة في ضربات القلب، وأشعر ببرودة في جسدي وأكون متوترا جدا، ذهبت إلى أكثر من دكتور قلب وصدر، وقمت بعمل إشاعات على القلب والصدر، وكلها سليمة، وذهبت إلى طبيب باطني قال إن عندي شيء اسمه (العصب الحائر) هو ما يسبب لي ذلك، وقد كتب لي (دوجماتين 50)، لكني وبسبب ذلك أصبحت حالتي النفسية سيئة جدا ومشدودة، وأصبحت أخاف أن أموت وأتوتر كثيرا، ولا أقدر أن أنام وأصبح موهوما جدا، وأخاف من الموت.

أنا الآن أقوم بأخذ (calmepam 1.5)، وأيضا (paroxetine 20)، و(durazac 90) الرجاء إفادتي ماذا أفعل أصبحت أتخوف من النزول بمفردي خشية أن أموت وحدي؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأؤكد لك أن حالتك بسيطة، وحقيقة أنا لست بأفضل من الأطباء الذين قاموا بفحصك قبلي، لكني سأحاول جل جهدي أن أملكك الحقائق العلمية، وأسأل الله تعالى أن يساعدك ذلك في التقليل من همك وقلقك وتوترك.

أرجع مرة أخرى وأقول لك إن حالتك بسيطة لكنها مزعجة، والذي حدث لك من شعور مفاجئ بالدوار وهبوط، وسرعة في ضربات القلب، وشعور بالبرودة والتوتر، هذا وصف مثالي لما نسميه بنوبة الهرع أو الهلع، وهو نوع من القلق النفسي المفاجئ وليس أكثر من ذلك، هي حالة مخيفة جدا، بعض الناس يشعر أن المنية قد دنت، وأنا يأتيني من يقول أن الله تعالى قد ألهمه في تلك اللحظات ليردد كلمة التوحيد، تصور أخي أحمد فظاعة هذا الشعور، لكن المؤكد تماما وبصورة قطعية أن لا شيء يحدث له إن شاء الله تعالى.

التجربة مخيفة في بدايتها، لكن حين نشرح للناس طبيعتها –وأنا دائما أحاول أن أوضح لمن يأتوني في العيادات أوضح لهم ما الذي يحدث لهم– وكثيرا ما تكون الرسوم مفيدة جدا حين نرسم الجهاز السمبثاوي وجهاز البرسمبثاوي وشيء عن كيمياء الدماغ، هذا يريح الناس تماما.

الذي يحدث هو أن إفراز كيميائي مفاجئ لمادة تسمى بالأدرانلين يحدث، وهذا مرتبط بشفرات خاصة في الدماغ، وهذا هو الذي يؤدي إلى كل هذا، ولن يحدث للإنسان أي شيء.

فيا أخي الكريم: هي نوبات هرعية قلقية مفاجئة وليست أكثر من ذلك، وأنت اتخذت الطريق المعهود الطبيعي.

الناس لا تقبل التفسير النفسي، ولا تعتقد أن الحالة حالة نفسية؛ لأن الأمر يتعلق بضربات شديدة في القلب، وتعرق ورعشة، ويعتقد الناس أن ذلك عضويا، وهو ليس عضويا، هو نفسي مصحوب بتغيرات فسيولوجية، وتسعين بالمائة من الذين يترددون علينا من الأخوة والأخوات الذين يصابون بهذه الحالة تجدهم قد ذهبوا إلى أطباء القلب أولا، لذا الآن هنا في المنطقة التي نعمل بها بيننا تعاون كبير جدا بيننا وبين زملائنا من أطباء القلب والباطنية، ومعظمهم يقومون بتحويل هذه الحالات لنا، وأعتقد أن هذا نوع من التعاون الطبي المثمر جدا.

أؤكد لك مرة أخرى أن فحوصاتك بالطبع هي سليمة، وهذا متوقع بفضل من الله تعالى.

ما أسماه لك الطبيب بالعصب الحائر، فكلنا لدينا العصب الحائر، وهو العصب العاشر، هذا هو الذي لا أقول يحدث فيه خلل ولكن عملية الإفرازات الكيميائية تؤثر عليه، لكن الأثر أثر حميد تماما، فلا تخاف من هذا المسمى أبدا، ويجب أن لا يسبب لك قلقا جديدا.

نحن كثيرا ما نستعمل هذه التعبيرات المبهمة في الطب وتسبب القلق للناس، لكن في نفس الوقت من حق الناس أن يعرفوا وأن يفهموا، ويجب أن نوفق ما بين الحقائق العلمية وما يفهمه الناس بعد شرحه لهم.

طرق العلاج بسيطة جدا: أولا أن تحقر فكرة الخوف وما حدث لك، وتأكد أنه لن يحدث لك أي شيء بإذن الله تعالى، وكل شيء بقدر.

ثانيا: لا تتردد على الأطباء، فأنت لست بمصاب بمرض في القلب أو علة باطنية أو عضوية، كل الأمر أمر نفسي.

ثالثا: هذه الحالات كثيرا لا يعرف سببها، فلا تشغل نفسك بالأسباب، عش حياتك بصورة طبيعية.

رابعا: طبق تمارين الاسترخاء فهي مفيدة، وأرجو أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

خامسا: ممارسة الرياضة، أيا كان نوعها.

سادسا: إدارة الوقت بصورة جيدة أيضا لها فائدة كبيرة جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية التي أعطيت لك كلها طيبة، وكلها فاعلة، وإن كنت لا أحب عقار (calmepam) هذا دواء قد يؤدي إلى شيء من التعود، والباروكستين دواء جيد جدا، وكذلك الديروزاك، لكن لا أعتقد أنك تحتاج لكل هذه الأدوية، عقار واحد مثل الذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي هو (استالوبرام) هو حقيقة قمة في الفعالية والجودة العلاجية لمثل هذه الحالات.

الجرعة هي عشرة مليجرام، تبدأ في تناولها يوميا، يمكن أن تتناوله في أثناء النهار، ولكن إذا سبب لك النعاس تناوله ليلا، وبعد شهر تجعل الجرعة عشرين مليجراما يوميا (حبة واحدة) وهذه تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أنا لا أريدك أن تقوم بأي نوع من التغيير في الدواء إلا بعد أن ترجع إلى طبيبك، وإذا قبل بهذا الاقتراح فلا بأس، وإن لم يقبل أيضا لا بأس، لأن الباروكستين أيضا دواء فعال كما ذكرت لك.

لست في حاجة لتناول الدوجماتيل، وأنا لا أحب مبدأ الأدوية المتعددة، فدواء واحد بجرعة صحيحة، وللمدة الصحيحة وبالتزام من الشخص الذي يتناول الدواء يكفي، وأعتقد أن هذه الأسس العلمية الأفضل لعلاج مثل هذه الحالات.

أنت مطالب أن تقتحم هذه المخاوف، وعليك بالمواجهات، ابدأ بصلاة الجماعة فهي أفضل مواجهة، ومارس الرياضة الجماعية مع أصحابك، وتواصل مع أرحامك، هذا نوع من العلاج السلوكي الجيد المزيل للقلق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات