..........هل أنا عاقة؟

0 366

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما, تقدم لخطبتي ابن عمي, وصليت الاستخارة, وبعدها وافقت, وتمت الخطبة مبدئيا بسلام, وبعدها بفترة بدأت أمي المريضة والمقعدة بسبب الشلل تعيبني على كل خطأ أعمله, ودائما تسمعني كلاما مزعجا, وتقول: إنك كذا وكذا, وستطلقين عما قريب, ومرة تهددني بأن تكلم أخت العريس وتقول لها عن كل عيوبي, وأني لا أصلح لأي شيء في نظرها, وأني فتاة فاشلة, أحيانا أجد كلامها يسبب ضغطا نفسيا علي, لكني أتحمله, وأتغاضى عن كلامها, وأقول: إنها أمي, ويجب علي أن أتحمل كلامها؛ لأنها مريضة, لكن في يوم من الأيام جلست على الكرسي المتحرك, ودخلت غرفتي, ورأت فيها فوضى؛ بسبب انشغالي فترة الخطوبة بنفسي؛ لأن عرسي بعد 4شهور, ولم أستطع تنظيم الغرفة فغضبت كثيرا وبكت, وصارت تدعو علي, وتقول: الله يقهرك, أنا في هم كبير.

لا أدري ماذا أفعل؟ كل شيء أمامي أصبح مستعصيا, حتى مهري لم يدفع لي إلا بالتقسيط, مع أن مهري قليل جدا, وحالة عمي وولده المادية ميسرة, وصرت معقدة من الزواج, وكنت أريد أن أتراجع, لكني الآن لا أستطيع أبدا أن أتراجع عن قراري, وأشعر أني فتاة عاقة, وبدأت أكره نفسي من يوم ما رأيت أمي تبكي, وما زالت غاضبة, وأشعر أن لا قيمة لي, حتى أبي لم يكن حازما مع أخيه عندما أصبح يعطي المهر بالتقسيط, رغم قلة المبلغ, حتى أنهم لم يكلفوا أنفسهم أن يخطبوني خطبة رسمية لائقة, وأبي يوافقهم على كل ما يفعلونه, وكأني بضاعة رخيصة عنده.

أنا في كرب عظيم أشعر وكأن الله يعاقبني, مع أني أحاول أن أكون فتاة ملتزمة, وأصلي, وأنفذ ما يطلبه مني والدي, ساعدوني أنا في هم عظيم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمري لله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

أنت فتاة موفقة، وعلامات التوفيق واضحة جلية -أيتها البنت العزيزة- فالتجاؤك إلى الله سبحانه وتعالى, واستخارته, والطلب منه أن يقدر لك الخير دليل -إن شاء الله- على بداية التوفيق في أمر الزواج، وحرصك على إرضاء أمك, وحزنك لبكائها, دليل على برك أيضا، فنحن نرى فيما ذكرت -أيتها البنت العزيزة- كل أمارات التوفيق، ونسأل الله تعالى لك السعادة في الدنيا والآخرة.

نصيحتنا لك أن تهوني على نفسك, وأن تنظري إلى الجوانب الإيجابية في حياتك، وهي كثيرة جدا.

أما ما تظنينه من أسباب الاستهانة بك, وأنك بضاعة رخيصة, وتيسير مهرك، فإن هذا من أعظم الأسباب للبركة فيك, وفي حياتك الزوجية بعد ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم -وهو الذي لا ينطق عن الهوى-: (أعظم النساء بركة أيسرهن صداقا), فهذا من يمنك وبركتك أن ييسر على زوجك في مهرك، فتقعين في قلبه موقعا عظيما، فلا يرى أنه تكلف أن يعصر دمه من أجلك، فتنزلين منه منزلة الود والاحترام في حياتك.

وصيتنا لك -أيتها البنت العزيزة- أن تجتهدي في بر أمك بقدر الاستطاعة، وأن تصبري على ما قد يبدو منها من كلمات جارحة في بعض الأحيان، فهي معذورة، لأمور منها: حبها الشديد لك, وحرصها على مصلحتك، فهي تريد أن تحفزك بهذه الكلمات؛ لتكوني في حال أفضل وأكمل مما أنت فيه الآن، فإن الأم مجبولة فطرها الله عز وجل على حب ابنتها، ومن ثم فهي تتمنى لك دائما أن تكوني في حال أحسن مما أنت فيه، فلا تقلقي أبدا من هذه الكلمات التي تصدر منها، ولا تحزني كثيرا للدعاء، فإن الله تعالى أخبرنا في كتابه أنه لا يقبل منا الدعاء الذي ندعو به على أنفسنا وأولادنا، وهذا من رحمته سبحانه وتعالى بنا، حيث قال: {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم}.
وقد أخبرنا سبحانه كذلك في كتابه بعد أن وصانا ببر الوالدين والإحسان إليهما في كل حال، أخبرنا بأنه سبحانه وتعالى يعلم ما في قلوبنا ونفوسنا، فيعلم من الذي يريد البر بوالديه فيتجاوز له عن بعض الهنات, وعن بعض الأخطاء التي تصدر عرضا في بعض المواقف، لأنه يعلم منه الحرص على البر والإحسان لوالديه، وأنت من هذا الصنف إن شاء الله.

واحرصي على تحسين العلاقة بأمك، فاطلبي منها دائما التوجيه والنصح، وبادري إلى سؤالها كأن تقولين لها: ما رأيك يا أماه؟ ماذا أفعل في كذا وكذا؟ وكيف أفعل في كذا؟ وكلما وجدتك حريصة على أن تستفيدي من تجاربها ومن توجيهها أكد ذلك حبك في قلبها.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات