أخاف من الموت وأريد علاجاً أعراضه الجانبية قليلة.

0 395

السؤال

أعاني من أعراض الوسواس القهري المرتبط بالمرض منذ (10) سنوات، وذلك نتيجة إصابة والدتي بالسرطان ومرافقتي لها طوال فترة العلاج، وموتها بعد ذلك، وحضوري لموت العديد من الأقرباء الأعزاء، منهم حالة وفاة بالنوبة القلبية الحادة، وكان صغير السن، أعاني أيضا وبالأخص من مرض القلب والشعور بتوقف القلب فجأة، والشعور بالموت المحقق مع أعراض الهلع والخوف، وقد راجعت العيادة النفسية نتيجة ذلك، ووصف لي دواء الانفرانيل (25) والاكزنكس (25) وكان ممتازا وفي غاية الفعالية، وقد استمريت عليه ما يقارب العام والنصف، إلا أنني أصبحت أتضايق منه بسبب أوجاع في المعدة والميوعة التي يسببها، فتوقفت عن الدواء، وبعد فترة عاودت لكن بشكل خفيف، فأخذت البروزاك ولكن لا أشعر بالفائدة، وقد وصف لي مع البروزاك إما السيترام أو السبرلكس.

أرجو منكم الفائدة ووصف الدواء المناسب والمدة مع أقل الأعراض الجانبية، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محيي الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المخاوف الوسواسية من هذا النوع تعالج بشيء من الحوار مع الذات، هذا النوع من المخاوف هو قلق سيطر عليك وهو مرتبط بأحداث معينة، إذا فكرت في هذه الأحداث سوف تجدها أمورا شائعة، المرض موجود، السرطان موجود، أمراض القلب موجودة، نعم أنت عايشت المرض مع والدتك ولا شك أنه حدث لك نوع مما نسميه بالتوحد النفسي مع والدتك عليها -رحمة الله تعالى-.

فالخوف بدرجة معقولة يعتبر أمرا معقولا، لكن يجب أن لا يسيطر على كيانك ووجدانك، ويجب أن تحقر فكرة الخوف هذه تماما، وتعرف أن الأمر كله بيد الله تعالى، وتسأل الله تعالى العافية وأن يحفظك، وكما سأل العباس -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سل الله العافية) ثم في مرة ثانية سأله نفس السؤال، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- (سل الله العافية) وفي مرة ثالثة قال له: (يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة)، وما يصاب به إنسان ليس من الضروري أن يصاب به إنسان آخر، والعافية لا يعدلها شيء.

إذن الفهم العام والتفهم ومحاولة التواؤم مع الوضع دون شيء من الحساسية الزائدة هو المطلوب -أيها الأخ الكريم-، والدعاء يفيد الإنسان في هذه الأشياء، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء لها أهمية خاصة جدا، فأرجو أن تراجع كتاب الأذكار للإمام النووي وسوف تجد -إن شاء الله- ما يفيدك.

ثانيا: حاول دائما أن تعيش حياة صحية، بمعنى أن تمارس الرياضة، أن يكون أكلك منتظما، أوقات النوم تكون منتظمة، استخدام وإدارة الوقت بصورة صحيحة، هذا يعطي الإنسان شعورا بأنه فعلا يتمتع بصحة طيبة وجيدة.

ثالثا: حاول أن تكون لك مواعيد منتظمة مع الأطباء، مثلا قابل طبيب الأسرة أو طبيب الباطنة مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، لإجراء الفحوصات العامة للتأكد من وضعك الصحي، هذا أيضا له عائد علاجي كبير.

بالنسبة للعلاج الدوائي: يظهر أن استجاباتك كانت جيدة للأنفرانيل، لكنك بعد ذلك لم تستطع تحمل أعراضه الجانبية، وأنا أقول لك أن الدواء الأفضل حقيقة في حالتك هو عقار يعرف علميا باسم (سيرترالين) ويعرف تجاريا باسم (زولفت) أو (لسترال) وفي مصر يسمى تجاريا باسم (مودابكس) والجرعة الأفضل والأمثل هي (50) مليجراما (حبة واحدة) ليلا، يتم تناولها بعد الأكل، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم ترفع إلى حبتين ليلا -أي 100 مليجرام- استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعدها خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء -إن شاء الله تعالى- سوف يفيدك كثيرا، لكن لابد أن تطبق الإرشادات السلوكية الأخرى، وأقول لك أن المخاوف الوسواسية القلقية يمكن علاجها، وحاول أن تتبع النموذج العلاجي الذي ذكرناه لك.

وللفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: 263760 - 265121 - 263420 - 268738 .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات