لدي شعور بقرب موتي، فهل شعوري صحيح؟

0 846

السؤال

السلام عليكم.

في الأيام الأخيرة أشعر في بعض الأحيان أني سأموت قريبا، وهو إحساس قوي، وفي أوقات كثيرة وأنا أتصفح النت أجد كلمة الموت، فهل هذه علامة من الله بقرب موتي؟ أم ماذا يعني هذا؟ وهل من الممكن أن يحس الإنسان بقرب نهايته؟ أم أن هذا شيء مستحيل؛ لأن ميعاد موت أي إنسان مجهول بسبب رحمة الله تعالى بنا.

أرجو الإجابة جزاكم الله كل خير، لأن هذا الشعور يضايقني جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأنا أقدر مشاعرك جدا، وأعرف تماما أنك تعرف أن لا أحد يعرف أجله ولا أحد يعرف وقت موته، وكل ما يقال حول أن البعض قد يشعر بموته هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فالأعمار بيد الله تعالى، والآجال بيد الله، والخوف من الموت لا يقدم في عمر الإنسان ولا ينقصه ثانية واحدة، يجب أن يكون هذا منهجك، والموت آت ولا شك فيه {إنك ميت وإنهم ميتون} هذه حقيقة قرآنية يجب أن نستذكرها ونستوعبها جيدا.

الخوف من الموت أمر مطلوب، بشرط أن لا يكون لدرجة مرضية، والخوف من الموت يجعل الإنسان يعمل لما بعد الموت، يتذكر حياة البرزخ، ويتذكر الحساب، ويتذكر البعث والنشور، هذا يا أخي الكريم مهم وضروري جدا في حياة كل مسلم، ولكن المسلم أيضا عليه أن يكون فعالا في حياته، عليه أن لا ينتظر الموت، والموت سوف يأتي ولا داعي أن تنتظره أبدا، فهو آت فلماذا أشغل نفسي وأنتظره؟! لكن يجب أن أعمل له.

هذا النوع من الخوف الوسواسي الذي يسيطر عليك يجب أن تحقره بناء على هذه المفاهيم التي ذكرتها لك، وعش حياتك بقوة وأمل، وركز في دراستك، وكن فعالا، كن متميزا، مارس الرياضة لتشعر أنك بالفعل تتمتع بحياة صحية، هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك.

من الجيد أن تتناول دواء مضادا للخوف، هنالك أدوية جيدة مضادة للخوف الوسواسي، من أفضلها عقار أنفرانيل (Anafranil) والاسم العلمي هو كلومبرامين (Clomipramine) وهو موجود في مصر وغير مكلف، تناوله بجرعة (25) مليجرام ليلا، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك ارفعها إلى (50) مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم اجعلها (25) مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء، ويتميز الانفرانيل بأنه دواء سليم وبسيط وغير مكلف من الناحية المادية، وله آثار جانبية بسيطة مثل الشعور بالجفاف في الفم والثقل بالعينين، وربما الإمساك، وهذه تكون في أيام العلاج الأولى، وبعدها - إن شاء الله تعالى - تختفي الآثار الجانبية تماما، ولو شعرت بزيادة في النوم لا تنزعج لذلك.

أرجو أن تكثر من التواصل الاجتماعي المفيد، قم بزيارة أرحامك، مارس الرياضة، احضر حلقات التلاوة، كن من رواد المساجد، ابن علاقة اجتماعية فاعلة، هذا كله - إن شاء الله - يشكل دعما نفسيا إيجابيا وأساسيا يزيل عنك هذه الوساوس وهذا القلق.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج الخوف من الموت سلوكيا 261797 - 272262 - 263284 - 278081.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات