أتكلم مع نفسي وأتخيل وجود أشخاص معي... فما تشخيص حالتي؟

0 633

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله،،،

أنا فتاة بسيطة مثل باقي البنات، أحب التجمعات العائلية والطلعات، أحب أن أسمع الناس وأضحك معهم. لكني بطبعي هادئة، قليلة الكلام، ليس لأني خجولة لكن حبا في الهدوء.

بدأت مشكلتي من شهر يناير 2011 بعد انتهاء امتحانات نصف السنة النهائية، كنت في آخر سنة ثانوي وكان الضغط كبيرا، الحمد الله تعديته بأمان بفضل الله، لكن بدأت أرى أناسا وأشياء وأتعرض لمواقف في الواقع ليست حقيقة، فمثلا:

أرى شخصية معينه على النت، بعد أن أغلق النت، وأجلس مع نفسي وأتخيل هذا الشخص يكلمني وأنا أكلمه، وأراه أمامي لكن ليس في غرفتي أو في البيت، أرى نفسي في مكان لم أزره من قبل.

وبعدها أرى مجموعة كبيرة من الفتيات يصل عددهن إلى 25، حيث أرى نفسي على طريق صحراوي وعلى جانب الطريق نجلس أنا والبنات، نتسامر ونضحك، وتحدث معنا مواقف كثيرة المشكلة تفاعلي بالواقع.

فأختي قد رأتني أتكلم، وأحيانا كلامي غير مفهوم "أتمتم" وأضحك وأحرك يدي يمينا ويسارا كأني أشرح شيئا معينا لشخص!

بعدها أصبح الوضع يزيد سوءا، فينقلب مزاجي تبعا للمواقف التي أراها وأتفاعل معها، وأغضب أحيانا وأضحك، وأحيانا أتضايق، فهم معي دائما، وأراهم ولا أحد غيري يستطيع رؤيتهم...وهذا الذي يخيفني جدا.

أتمنى تشخيصا لحالتي، علما بأني لم أذهب إلى دكتور نفسي، وبصراحة لا أستطيع لأني للأسف لست من النوع الذي يتحدث "يفضفض".

وشكــــــــــــرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا شك أن المعلومات المتوفرة مبتورة وغير كاملة، فلذا ربما يصعب حقيقة أن نصل إلى تشخيص دقيق، لكننا سوف نقوم بوضع بعض الاحتمالات، ولا شك أن الأفضل لك هو أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، والحوار مع الطبيب لا يتطلب الفضفضة، هي أسئلة محددة جدا بسيطة جدا، يمكنك أن تقومي بالإجابة عليها دون أي صعوبة أو عناء، ودائما الحوار الشخصي مع الطبيب إن شاء الله تعالى هو الوسيلة الأكيدة للوصول إلى التشخيص الصحيح، هذا من جانب.

من جانب آخر: أستطيع أن أقول لك أن المعلومات المتوفرة تتيح لي أن أقول: أن الحالة التي تحدث لك هي حالة وجدانية، نوع من القلق النفسي المرتبط بما يسمى باضطراب الآنية، وهي في حقيقتها نوع من القلق النفسي ذو الطابع الوسواسي، وهذه التهيؤات والاسترسال في أحلام اليقظة والهلاوس الكاذبة التي تشاهدينها هي جزء من هذه العملية الوجدانية القلقة الوسواسية.

الاحتمال الآخر وهو ضعيف جدا، وأرجو أن لا يزعجك هذا الكلام أبدا:
ربما تكون هنالك تغيرات نفسية لديك لا أقول سوف تؤدي إلى اضطراب عقلي، لكن ربما تدخلك في حالة شبه ذهانية، وهذا الاحتمال ضعيف وضعيف جدا، وأرجو أن لا يزعجك أبدا، لكن لابد أن نكون أمينين وصادقين وواضحين معك.

إذن التشخيص المبدئي الأساسي هو أنها حالة قلقية وسواسية وليس أكثر من ذلك، والاحتمال الضعيف وضعيف جدا هو تغيرات ذهانية بسيطة عارضة إن شاء الله تعالى، وهذا الاحتمال كما ذكرت لك ضعيف وضعيف جدا.

مثل هذه الأعراض تعالج بالتجاهل وتعالج بالتدرب على مهارات (صرف الانتباه). التركيز على هذا العالم الخيالي ومحتوياته يتم تحجيمها، وإيقاف هذه الأفكار والخيالات من خلال صرف الانتباه.

حين تأتيك هذه الفكرة أو تشاهدين هذه المناظر الغير حقيقية قومي بالتفل على شقك الأيسر ثلاث مرات، هذا نوع من صرف الانتباه الفعال جدا، وبالطبع هو نوع من العلاج ورد في السنة النبوية المطهرة في التعامل مع الأحلام المزعجة، وكذلك مع الوساوس والغضب.

تمرين آخر: هو أن تقومي مثلا بالضرب على يدك حين تأتيك هذه الأفكار أو تمرين بهذه التجربة الغريبة.

هذا كله تطوير لمهارات صرف الانتباه، وننصحك أيضا أن تمارسي تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة وجيدة، وللتدرب عليها يمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت.

هنالك دواء بسيط وجيد يعرف تجاريا باسم (فافرين) واسمه العلمي هو (فلوفكسمين) أيضا ربما يكون مفيدا في مثل هذه الحالات، وجرعته هي خمسون مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ويتم تناوله بعد الأكل.

الجرعة جرعة بسيطة، ولا تستعجلي في الحصول على نتائج من الدواء، وأنا أفضل في مثل حالتك مقابلة الطبيب، وأنا متأكد أنك إن شاء الله سوف تجدين مساعدة كاملة، وأعرف أن خدمات الطب النفسي في دولة الكويت ممتازة ومتطورة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات