عندما أكون مع أشخاص غرباء أشعر بالخوف وأتعرق وأتعلثم؛ لماذا؟

0 352

السؤال

لو سمحت يا دكتور أنا طالب في الجامعة، وأعاني من سرعة في الكلام، وتأتاة بسيطة، وصعوبة في خروج الكلام، إذا كنت أجلس وجدي أتكلم بشكل عادي وبشكل جيد، ولا يوجد قلق، وعندما أكون جالسا مع أصحابي تكون قليلة، ولكن لا أشعر بالقلق وجسمي لا يتعرق، ولكن إذا كنت مع شخص غريب أشعر بشيء في صدري وجسمي يتعرق، ويطلع الكلام بصعوبة، أشعر بخوف، أتمنى يا دكتور أن تعطيني أدوية مناسبة تزيل هذا القلق، والسرعة في الكلام، والتأتاة البسيطة.

جزاك الله ألف خير يا دكتور، أتمنى الرد في أقرب وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فما تشعر به من تلعثم وتأتأة بسيطة، وسرعة في الكلام، هي مربوطة بقلق نفسي بسيط يحدث لك حين تخاطب الغرباء، أو في المواقف الاجتماعية التي تكون فيها عرضة لمواجهة أكثر من شخص.

أود أن أوضح لك أن القلق هو طاقة مطلوبة للإنسان، والقلق يحفز الإنسان من أجل أن يؤدي ما هو مطلوب منه عملا أو قولا أو أي نشاط آخر، لكن إذا زاد معدله ربما يتحول إلى طاقة نفسية سلبية، كما يحدث لك الآن في المواقف الاجتماعية التي تواجه فيها الغرباء.

من المهم جدا لتخطي هذه الصعوبات أن تعرف أن الشخص الآخر الذي تخاطبه مهما كان موقعه، ومهما كان منصبه، ومهما كان غريبا عليك، فهو إنسان عادي جدا يشاركك في كل الغرائز والصفات الإنسانية، يأكل ويشرب ويذهب إلى الحمام، والإنسان يمرض ويموت، وهكذا... فمن المهم جدا أن لا تعطي هالة أو تضخيما للناس في تفكيرك، لكن لا شك أن الاحترام بين الناس أمر مطلوب، - وإن شاء الله تعالى - أنت حريص على هذا.

إذن يجب عليك التالي:

أولا: أن تحقر الموقف، ليس الشخص نفسه، إنما حقر الموقف الذي يتطلب المواجهة.

ثانيا: يمكن أن تعيش نوعا من السيناريوهات الخيالية، وهذه تتطلب منك أن تجلس في غرفة، ويكون المحيط الذي حولك ليس به ضوضاء، وتتخيل أنك تخاطب جمعا كبيرا من الناس، مثلا طلب منك أن تلقي حديثا، ووعظا مفيدا للناس بعد الصلاة، أو طلب منك أن تقدم موضوعا معينا، وتعرضه بصورة متقنة أمام مجموعة من زملائك وفي حضور الأساتذة، عش هذا النوع من الخيالات، وهذا نسميه بالتعرض في الخيال، وهو يفيد الإنسان كثيرا.

ثالثا: من المهم جدا أن تتدرب على تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وتوجد مواقع كثيرة جدا على الإنترنت توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، اكتب جملة (تمارين الاسترخاء) في موقع بحث كجوجل مثلا، وسوف تجد تعليمات مبسطة ومفيدة جدا.

رابعا: هنالك نوع من التمازج الاجتماعي الذي يفيد الإنسان في أن يتخطى الحواجز النفسية التي تسبب التلعثم والتأتأة في حضور الآخرين، منها مثلا: الحرص على حضور حلقات التلاوة، والصلاة في الصف الأول في المسجد، وأن ترفع رأسك حين تقابل أحدا وتبدأ أنت بالتحية، وحين تحيي حاول أن ترد على التحية بأحسن منها، والاشتراك في الأنشطة الثقافية والكشافة مثلا، والتمارين الرياضية الجماعية، هذه أيضا تفيد كثيرا.

خامسا: أرجو أن تتدرب وتتعلم على مخارج الحروف من أحد المشايخ، وحاول يوميا أن تقرأ وردك من القرآن الكريم ببطء وتؤدة وطمأنينة، وتجنب الحدر في هذه المرحلة.

بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك نعم، توجد أدوية كثيرة مفيدة ممتازة، منها دواء يعرف تجاريا باسم (لسترال) واسمه التجاري الآخر هو (زولفت) واسمه العلمي هو (سيرترالين) كثيرا ما نصفه في الحالات التي تتطلب المواجهة الاجتماعية، وهو دواء سليم وفعال، وأنت محتاج له بجرعة صغيرة، ابدأ في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما – أي نصف حبة – تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يتميز الدواء بسلامته وفعاليته، وأسأل الله تعالى أن تجد فيه خيرا كثيرا، وأن يحل هذه العقدة من لسانك، وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك، وهذا يجب أن يكون أولا، أي يجب أن يبدأ الإنسان بالدعاء دائما.

ويمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: (265295 - 266962 - 280701 - 2102145).

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات