كثرة الغازات، وتأثيرها على عبادتي.

0 327

السؤال

أعاني منذ أكثر من سنتين من كثرة "الغازات" والآلام على مستوى البطن، أحيانا ألاحظ خروج سائل "يشبه اللعاب" من الشرج.

قام الطبيب المختص بعدة تحاليل "الفحص بالمنظار"، ولا يوجد حسب رأيه حالة مرضية حرجة.

غير أن الأدوية تعطي نتائج على مدى قصير، ولا أبالغ حين أقول أن هذه الحالة أصبحت تشكل مشكلة حقيقة خصوصا على مستوى "نقض الوضوء المتكرر أثناء الصلاة"، والمشقة المترتبة عن ذلك.

شكرا، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإفرازات الشرجية هو أمر نادر جدا، فهنالك نوع من البلل البسيط الذي يوجد في الشرج، وتكون هنالك بعض المواد شبه دهنية، هذا أمر طبيعي جدا يحدث لجميع الناس، وهو ليس له علاقة بالوضوء أو النجاسة أو نقض الوضوء، فمن هذه الناحية يجب أن تطمئن.

أما إذا كان هنالك إفراز حقيقي وقام الطبيب بالفحص عن طريق المنظار وتأكد أنه لا توجد أي علة فهذا يجب أن يكون مطمئنا لك، لأن هذا هو أفضل أنواع الفحوصات التي يمكن أن تجرى، واقتراحي لك هو: إن ظل هذا الإفراز موجودا فاذهب مرة أخرى إلى الطبيب ودعه يأخذ منه عينة، ويقوم بتحليلها، فربما يكون التهابا بكتيريا أو شيئا من هذا القبيل، خاصة إذا كانت هنالك حكة تحس بها في منطقة الشرج.

كلامي هذا كلام افتراضي جدا، ربما يكون هذا الإفراز في النطاق الطبيعي فقط، لكن أنت نسبة لقلقك واهتمامك بأن تكون طاهرا بصورة لا تمس أبدا بصلاتك هو الذي كون لديك هذا القلق وأدى إلى شيء من الوساوس، فأنا أنصحك أن تتجاوز هذا النوع من التفكير بعد أن يؤكد لك الطبيب أن كل شيء على ما يرام، تجاهل الفكرة، والدين يسر، ولا شك في ذلك، والشك من هذا النوع لا ينقض الوضوء حسب ما أفاد العلماء الأفاضل.

وأنصحك أيضا بتحديد كمية الماء عند الوضوء، ضع الماء في إناء، وقل لنفسك (هذا هو الماء المتاح) وتذكر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يتوضأ بكمية بسيطة جدا من الماء، وهو قدوتنا في كل شيء، فنحن حين نكرر الوضوء ونسرف ونتشكك هذا الأمر حتى وإن كان مرضيا إلا أنه يجب على الإنسان أن يقاومه مقاومة شديدة.

هذه المشقة التي تتحدث عنها أنا أتعاطف معك حيالها، ولكني أقول لك إنها من الواضح وسوسة، والوسوسة تعالج بالتحقير وعدم الاتباع، وأن تبني على اليقين، وأن تحدد كمية الماء فيما يخص الوضوء وأن لا تعيده أبدا.

إذا تطلب الأمر إلى علاج دوائي بعد أن يؤكد لك الطبيب أنه لا توجد إفرازات هنا أقول لك إن عقار بروزاك، والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) سيكون دواء مناسبا جدا لإراحتك من هذه الوسوسة.

جرعة البروزاك هي عشرون مليجراما (كبسولة واحدة) يتم تناولها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

من المهم جدا أن تواصل أنشطتك الاجتماعية كما هي بل تزيد عليها، وركز على عملك، وحاول أن تطور نفسك مهنيا، وأكثر من التواصل الاجتماعي، ومارس الرياضة، ودائما فيما يخص الوضوء: توضأ في المسجد، وعامل نفسك مثل بقية المصلين، هذا هو الذي سوف يريحك -بإذن الله تعالى-.

وللمزيد يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول: سلس الريح والتعامل الشرعي معه: 280454 - 279239 - 273356.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات