أصابتني نوبات هلع ووساوس وخوف من الموت بسبب منظر رأيته في التلفاز

0 360

السؤال

حضرة الدكتور المحترم حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري (40) سنة، غير متزوج، شاهدت منظرا لشاب ينازع في التلفاز وأفزعني، وحصلت لي نوبة هلع في شهر رمضان خلال صلاة التراويح بعد أسبوعين من مشاهدتي لذلك الشاب رحمه الله، وأصبحت هذه النوبات تتكرر ولكن بصورة أخف من الأولى، خاصة عندما أصلي المغرب، وبالليلة خاصة قبل صلاة المغرب، أحس بحالة خوف من الموت، وبصعوبة في البلع وخفقان بالقلب وآلام ووجع بمنطقة الصدر، ينتقل الوجع من المنطقة اليمنى لليسرى، إضافة إلى شد في عضلات العنق، كما أن هذه الآلام، في الصدر، أصبحت تراودني في الصباح عند استيقاظي، هذه الآلام لا تستمر ولكنها تعكر علي يومي.

بعد مرور شهر تقريبا خفت تلك الأعراض، بسبب انشغالي بالسفر لعلاج والدتي، إلا أن الوساوس والقلق والتفكير في موتي وموت والدتي تراودني كثيرا، ولكن بعد قراءة حالات الإخوة والأخوات في موقعكم المبارك، جزاكم الله خيرا، خفت تلك الأعراض الجانبية، فلا تأتيني إلا نادرا، ولكنني مصاب باكتئاب، وتراودني تلك الأفكار المتعلقة بالموت بصورة متقطعة مع قدرتي البسيطة على السيطرة على القلق.

لدى مشكلة في النوم حيث أنام خمس ساعات متقطعة بأحلام تيقظني وثم لا أعود للنوم إلا بعد محاولاتي ممارسة التنويم تمارين الاسترخاء.

أنا مريض بالسكري، وهو تحت السيطرة - ولله الحمد - أستخدم علاج جلوكفاج مرتين يوميا (500 ملج) مع الحمية الغذائية، وأمارس رياضة المشي بشكل شبه يومي، مصادر التوتر موجودة في عملي وحتى في بيتي، وقبل هذه الحادثة كنت أسيطر عليها، ولكن أصبحت لا أتحمل التوتر والاستفزاز في العمل بعد نوبة الهلع تلك.

آمل من حضرتكم مساعدتي، هل هذا أمر عارض ولا يحتاج لمعالجة دوائية؟ وإذا تركته، وتجاهلت تلك الوساوس والنوبات ألن تسبب لي مشاكل وأمراض عند تقدمي بالعمر؟

حفظكم الله وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالحالة هي حالة عارضة كما ذكرت وتفضلت، فأنت لديك قلق المخاوف في الأصل، وقلق المخاوف بدأ معك بالمنظر الذي شاهدته في التلفاز، وبعض الناس يقع عليهم هذا التأثير الإيحائي بشكل كبير جدا، ونعتبرهم دائما أن لديهم استعداد للقلق، - والحمد لله - أنت متفهم لحالتك تماما، وأعتقد أنه لديك الإرادة والدافعية لأن تتخلص من القلق، فأنت تمارس الرياضة، ومتحكم في مستوى السكر في الدم، وذلك من خلال تناول العلاج والحمية الغذائية، فهذه الدافعية الإيجابية الجميلة يجب أن توجه أيضا لتحقير فكرة القلق وفكرة الخوف.

الخوف من الموت كفكرة لا ندعو الناس لتحقيرها، ولكن يجب أن تحقر إذا كانت الفكرة فعلا مرضيا، بمعنى أن الإنسان إذا كان يهاجمه هذا الكابوس التخويفي من الموت دائما هذه تعتبر حالة مرضية، والإنسان يرجع إلى القناعات الأساسية، وهي أن الموت حق، وأن الأعمار بيد الله، وأن لكل أجل كتاب، وأن الحرص على الحياة أو الخوف من الموت لا يقدم في العمر ثانية واحدة ولا يؤخره، وأن يقول لنفسه: (هذه الحالة حالة مرضية وسواسية وتعامل على هذا المستوى ومن ثم تحقر الفكرة) فالإنسان عبارة عن مشاعر وأفكار وسلوك، ومتى ما سيطرنا على مشاعرنا وأفكارنا واستبدلناها بفكر وشعور مخالف سوف يؤدي هذا - إن شاء الله تعالى - إلى تغيير في سلوكنا أيضا.

أنت ذكرت أنك تعاني من اكتئاب وكذلك اضطراب في النوم، وأنا أكون حريصا دائما في مثل عمرك، لأن هذا العمر هو عمر الاكتئاب لدى كثير من الناس، لذا استعمالنا للأدوية المضادة للاكتئاب، والتي تعالج الوساوس والمخاوف في نفس الوقت تعتبر ضرورية في مثل حالتك هذه، وأنا أنصحك بتناول أحد هذه الأدوية، مثلا عقار فافرين، والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين) يعتبر دواء جيدا وممتازا لعلاج الوساوس، وكذلك الاكتئاب، كما أنه يحسن النوم نسبيا، وليس له ردود فعل سلبية من حيث المعاشرة الجنسية، فابدأ تناول الفافرين بجرعة خمسين مليجراما، تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام، استمر عليها لمدة ستة أشهر، بعدها خفضها إلى خمسين مليجراما لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء، - وإن شاء الله تعالى - هذا الدواء سوف يفيدك تماما في إجهاض هذه النوبات من الوساوس والمخاوف، وأنت من جانبك كما ذكرت لك حاول أن تفكر إيجابيا وأن تحقر هذه الوساوس وأن تتجاهلها.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات