التأتأة وصعوبة الكلام... كيف أتخلص منها؟

0 532

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي عندي 2 أولاد الأول عمره 18 سنة وعدة أشهر، والثاني عمره 11 سنة وعدة أشهر الأول، قبل حوالي 9 سنوات بدأ يتأتأ عند الكلام فزاد، وذهبت به إلى مركز متخصص في النطق، كنا نذهب به في الأسبوع 3 مرات، واستمر لعدة أشهر بعدها سافر الأهل إلى الوطن، وليس هناك مراكز النطق وزادت عنده المشكلة.

عندما يتحدث معك تجده يحرك اليدين ويغمض عيونه، ومشدود، رغم أني أنصحه بعمل تمارين التي علموه إياها في المركز، أحيانا يعمل وأحيانا لا، وكونه هو بعيدا عني.

أما الثاني من مواليد الإمارات ما كان عنده أي مشكلة، غادر الإمارات في عام 2005 وقبل سنتين وأكثر أي في عمر 9 سنوات، كذلك بدأت عليه نفس الأعراض وبشدة أحيانا يتكلم معي يبدأ في الكلام ثم يرتبك ويبحث عن ما سيقوله لي، كأن يقول الله المستعان ثم يقول (خلاص) لا يريد أن يكمل.

أحيانا عندما أتصل في الأهل أتحدث معه أجده لا يستطيع الإجابة حتى على السلام يجد صعوبة جدا في الكلام، ويقول لي خذ، كلم أخي أو كلم أمي، أي أنه يتهرب من الكلام نظرا لوجود صعوبة في ذلك حضروا إلى الإمارات في هذا الصيف وكونهم دائما يعانون من مشكلة حساسية الأنف الاثنين وأضف إلى الصغير يعاني من الربو، وذهبت بهم إلى أخصائية أنف وأذن وحنجرة، وكتبوا لهم أدوية ثم مراجعة وبعد المراجعة كتبوا لهم أدوية أخرى، وتحدثت مع الدكتورة بخصوص مشكلتهم فحولتني على بروفسور أخصائي نفسي زائر في عيادة أخرى، راجعنا العيادة فوجدنا أخصائية أمراض نفسية، وتحدثت معها كثيرا عن المشكلة من بدايتها، وطلبت التحدث مع ابني الكبير وتحدثت معه، وسألت أسئلة فقلت لها طيب والصغير؟ قالت لي خليني مع الكبير، وعندما أنهت الكلام قالت هذا العلاج للاثنين، ونفس العلاج يستمرون على العلاج لعدة أشهر بعدها لما يراجعوا، قلت لها هم سيكونون خارج الإمارات، قالت تواصل معي وأخبرني عن حالهم.

الآن الكبير عندما يتحدث يشد على يديه، ويغمض عينيه، والصغير يهز رأسه وبشدة، ويجد صعوبة في الكلام والآن هم يستعملون العلاج، والعلاج عبارة عن حبوب نوعين في البداية نصف حبة في اليوم النوع الأول، وبعد أسبوع من كل نوع نصف حبة، وبعد أسبوع آخر نصف حبة في الظهر ونصف آخر في المساء الآن.

مر تقريبا شهر فلم أجد التغيير الملموس، هل سيتحسن في المستقبل؟
العلم عند الله، وعليه أرجو من الله سبحانه وتعالى ثم منكم مساعدتي في علاج أبنائي من صعوبة الكلام، والتأتأة وأكون شاكرا لكم حتى إن كان هناك أدوية من الأعشاب وعسل أرجوكم أن تذكروا لي كل ما هو مفيد من أدوية عادية أو أدوية تقليدية، وأكون شاكرا لك.

أسأل المولى العلي القدير أن يجعلها في ميزان حسناتكم إنه الولي على ذلك والقادر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فكما تعلم أن التأتأة ظاهرة موجودة، ومن صفاتها أنها تكثر وسط الذكور أكثر من الإناث، كما أن العوامل الوراثية ربما تلعب دورا فيها، ودرجة القلق التي يصاب بها الإنسان أيضا ذات صلة كبيرة جدا بالتأتأة.

بالنسبة لابنيك – حفظهما الله – أعتقد أن من الضروري جدا أن يكون هنالك نوع من المساندة لهما، وأن نبعث فيهما الطمأنينة، لأن القلق في حد ذاته هو المحرك الرئيسي لنوبات التلعثم والتأتأة، فيمكنك مساعدتهما من خلال تطمينهما، وأن تجعلهما في حالة استرخائية، ومن أهم الأشياء أن لا يراقب الواحد نفسه حين الكلام، ويحاول أن يتجنب اللغة الحركية مثل استعمال اليدين مثلا.

الكلام ببطء ذو فائدة كبيرة، وتعلم مخارج الحروف ومداخلها على أحد المشايخ فيه فائدة كبيرة جدا، والتدرب على تمارين الاسترخاء، هذا من أهم الوسائل العلاجية.

فأرجو أن تقوم الأخصائية النفسية بتدريبهما على هذه التمارين، وإن كان ذلك غير ممكن فيمكنك أن تتحصل على شريط أو كتيب أو CD يوضح كيفية تطبيق هذه التمارين، كما أنه توجد مواقع كثيرة على الإنترنت تشرح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، ومن أهم الأمور هي أن يربط الابن ما بين الكلام والتنفس، أي يتعلم أن يأخذ نفسا شهيقا قبل أن يبدأ في الكلام، هذا يؤدي إلى حالة استرخائية تقلل من الانقباضات والتوترات العضلية، مما ينعكس إيجابا عليهما إن شاء الله تعالى.

سيكون أيضا من الجميل أن يتم تحديد الحروف التي يجدا صعوبة في نطقها، وهذه – أي هذه الحروف – يمكنهما إدخالها في كلمات ثم تكرارها.

وجد أن القراءة بصوت مرتفع وأن يقوم الإنسان بتسجيل ما يقرأه ثم الاستماع إلى ما قام بتسجيله، هذا أيضا يحفز ويشجع على التحكم في التأتأة.

يجب أن نتجنب الانتقاد تماما، وأن نشعرهما كما ذكرت لك بالثقة في أنفسهم، ويجب أن يتعلم الواحد منهم الدعاء، وأن يسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانه.

بالنسبة للعلاج الدوائي: معظم الأدوية التي تعطى هي أدوية مضادة للقلق، هنالك دواء قديم يعرف باسم هلوبريادول هو أول دواء تمت تجربته وقد كانت هنالك بعض النجاحات مع هذا الدواء، لكن نسبة لآثاره الجانبية الكثيرة لابد أن يعطى تحت إشراف طبي، الآن هنالك دواء يعرف باسم زبركسا أيضا توجد مؤشرات إيجابية أنه يفيد.

مضادات المخاوف والقلق مثل عقار فلوناكسول وزيروكسات وزولفت وسبرالكس وفافرين، هذه أيضا ذات فائدة وممتازة، لكن استعمالها لابد أن يكون تحت إشراف طبي، خاصة بالنسبة للابن الأصغر.

أنت لم تذكر أسماء الأدوية التي وصفتها الطبيبة، لكن أحسب أنها سوف تكون مضادات قلق وتوتر ومزيلة للخوف، المهم هو أن نعرف أن الدواء هو جزء من العلاج، ولكنه جزء بسيط، المهم هو التدريبات السلوكية التي تحدثت عنها، فأرجو أن تجتهد مع أبنائك ليتمكنوا من التطبيقات السلوكية، وأنت أيضا على النطاق الأسري والاجتماعي اجعل لهما كينونة وشاورهم في الأمور خاصة الابن الأكبر، هذا يطور من مهاراته ويجعله أكثر ثقة في نفسه، وإن شاء الله تعالى وكما هو معروف فإن التأتأة دائما تقل وتختفي مع استمرار العمر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات