عملي سبب لي عقدة نفسية وتركني الخطاب بسببه فهل أتركه؟

0 355

السؤال

أنا دخلت هذا المجال من غير اختيار مني, إنما فرض علي بسبب ظروف معينة لا تتسع الرسالة لذكرها, لن أبالغ عندما أقول إن عملي سبب لي عقدة أخجل من أن أقول أني أنتمي إليه, نظرة مجتمعنا متخلفة جدا, أعلم أن مجالي من المهن السامية, وفيها من الأجر العظيم, لكن أنا في مجتمع متخلف, تخيلوا أن يتقدم لي أكثر من 40 شخصا وبدون مبالغة ومن جميع المستويات ويرفضوني لأني ممرضة, أصبت باكتئاب شديد خصوصا أن من أقل مني يرفضني رغم مالي وجمالي وخلقي وتديني الذي يشهد لي الكل به, الجميع توقعوا لي زواجا سعيدا, أنا مؤمنة بقضاء الله, وأنا الآن أدرس مجالا آخر, وأنا الآن أعمل في مجال الحكومة, أي أحد يتمنى مجرد العمل, أنا غير قادرة على العطاء في هذا المجال, خصوصا أني مجبرة على ساعات عمل طويلة وسهر, هل أستقيل وأعمل في الخاص, أم أستمر عن غير اختيار مني؟

آسفة للإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أورانس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنك محتاجة لإعادة تقييم الذات, شعورك بعدم القدرة على التوافق ونظرتك الدونية حول وظيفتك بالرغم من تفهمك أنها مهنة سامية، لكنها ما دامت قد أعاقت أمر زواجك فهنا تكونت النظرة السلبية الدونية حيال هذه المهنة الراقية.

يجب أن تعيدي تقييم ذاتك، وذلك من خلال تذكر الأشياء الإيجابية الجميلة التي حباك الله بها، وهي الخلق, والدين, وحتى مهنة التمريض حقيقة لا ينظر لها نظرة سلبية كبيرة كما كان في الماضي، أنا أعمل في القطاع الصحي, ولدي من يعملون معي من الممرضين والممرضات من جميع الجنسيات، والحمد لله تعالى متزوجات, وأحس أن حياتهن سعيدة جدا، فمفاهيم الناس تغيرت حول التمريض من الناحية الاجتماعية, وكذلك الإنسانية, وحتى الاقتصادية، الآن توجد حاجة كبيرة جدا للتمريض في كل أنحاء العالم، فأرجو أن تغيري مفهومك, إن ما تقومين به هو عمل ممتاز, وإن مهنتك مهنة محترمة، وإن الانتقاد لا يأتي إلا من جانب القاصرين, والذين لا يدركون أهمية الأشياء، وإن شاء الله تعالى يأتيك النصيب، فسلي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

الأمر الآخر: اسعي لأن تطوري نفسك مهنيا، أنا لا أؤيدك أبدا في أن تتركي مجال التمريض، ولكن إن كنت من حملة البكالوريوس مثلا اسعي للحصول على الماجستير, ومن ثم على الدكتوراه، فأعرف الكثير من الممرضات اللواتي أصبحن يشغلن مناصب عليا, وذلك من خلال التطوير المهني, والتطوير العلمي.

العمل لساعات طويلة ربما يكون مملا كما ذكرت، وإن كان العمل في المستشفيات الخاصة أفضل لك فلا مانع من أن تقومي بذلك، لكن المهم هو أن تطوري نفسك مهنيا, هذا التطوير المهني, وتفهمك لطبيعة عملك سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى أن تقيمي نفسك بصورة صحيحة، وحين تقيمي نفسك سوف تقبلي نفسك، وشروعك في تطوير مهاراتك سيجعلك -إن شاء الله- أكثر قبولا لذلك.

أرجو أن لا نكون قد عقدنا الأمور أكثر مما يجب، وخلاصة الأمر هي: أنك يجب أن تقيمي نفسك تقييما صحيحا، يجب أن تسيري في خطك هذا، أي التمريض، فهو مهنة شريفة, ومهنة عظيمة، وإنسانية, ولا شك في ذلك، وأؤكد لك من جانبي أن نظرة المجتمع قد تغيرت تماما، لدي الكثير من الإخوة الأطباء الذين تزوجوا من ممرضات, وهم سعداء جدا، فيجب أن لا تتأثري بما تسمعينه من أمور سلبية من البعض.

انخرطي أيضا في الأعمال الخيرية إذا تمكنت من ذلك، فهذا سوف يساعدك في تنمية وتأكيد الذات، وعليك بالدعاء, وسلي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات