ينعقد لساني عند الصلاة أو قراءة الاذكار، فهل الفافرين مناسب لعلاج ذلك؟

0 405

السؤال

منذ فترة كنت أعاني من البارانويا، والوسواس القهري، وكنت أتناول دواء فافرين وأبيكسيدون، والذي كتبهما لي الطبيب، واستمريت عليهما لمدة أكثر من سنة، ولكن حصل لي شيء وهو أني عندما أريد الصلاة، أو أن أقول ذكرا أو دعاء أواجه مشكلة أن لساني يصبح معقودا، وأبذل مجهودا من أجل أن أستطيع نطق الكلام، والحالة الوحيدة التي أستطيع فيها الكلام هي أن أمسك مصحفا وأقرأ فيه.

لذلك توقفت عن الدواء ولكن عدت إليه بعد فترة، وذلك عندما ظهر لي الوسواس القهري في القراءة، فأعيد قراءة الكلام أكثر من مرة،’ بالإضافة إلى موضوع انعقاد اللسان، والحمد لله شفيت إلى حد كبير من البارانويا، ولذلك عدت إلى دواء الفافرين 50 فقط، وأخذت منه 2 صباحا و2 مساء، فهل هذا هو الدواء المناسب لهاتين الحالتين؟ مع العلم أنني لا أعاني من أي توترات أو ضغوط، فأنا خريج، وأنهيت الدراسة بكل ضغوطها.

الشيء الذي أعتقد أنه يسبب توترا - ربما هو السبب وربما لا - هو أنني أريد أن أتحدث مع الجنس الأخر، ولكن لا أفعل ذلك إلا في الحالات الضرورية امتثالا لأمر الشرع وأنا أعرف أن طريقي لهذا الموضوع هو الخطوبة والزواج ولكنى في نفس الوقت أجد نفسي لا أميل إليه لأني أشعر أنه مسئولية ثقيلة لا أريدها الآن، فهل قد يسبب هذا صراعا نفسيا مثلا يؤدى إلى هذه الحالة؟

هل يكون الحل أن أحرر نفسي قليلا من هذا القيد بأن أتحدث مع البنات مثلا؟ من فضلكم أجيبوني.

ملحوظة: أنا حضرت جلسات العلاج السلوكي المعرفي حتى أنهيتها تقريبا، وكانت تدور حول الوسواس القهري والبارنويا، فهل أنا بحاجة إلى جلسات أخرى؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فيما يخص انعقاد اللسان، وصعوبة القراءة في الصلاة، فأنا أعتقد أنها في المرة الأولى هي في الأساس كانت ناتجة من الوسواس، وليس من الأثر الجانبي للدواء.

نشاهد حالات كثيرة مماثلة لحالتك ويكون الوسواس هو السبب في أن الإنسان يجد صعوبة في نطق الكلمات وبداية الآيات على وجه الخصوص أو يكرر أو يردد، أو يربطها مع نمط معين مثلا (أن يعد حتى الرقم عشرة مثلا) ثم بعد ذلك يبدأ القراءة، وهكذا.

هذه كلها أنماط وسواسية، لكن عموما أنت الحمد لله الآن شفيت تماما من هذا الأمر، وهذا يجب أن يكون مشجعا ومحفزا لك أن حالتك هي بالفعل تحت التحكم العلاجي الكامل، وأنك قد شفيت بفضل الله تعالى، وكل المطلوب منك هو أن تواصل على جرعة الفافرين كجرعة علاجية وقائية، وأنت تتناول مائة مليجرام في الصباح وأخرى في المساء، وهذه جرعة علاجية وقائية كما ذكرت لك وهي ممتازة جدا، أرجو أن تصبر عليها.

أنا أنصح أيضا أن تضيف دواء (رزبريادون) بجرعة صغيرة، فالرزبريادون دواء متميز جدا لعلاج البارنويا، كما أنه يساعد في تفعيل الفافرين مما يجعل الدواء يطبق تماما على هذه الوساوس، ولن تنتابك إن شاء الله مرة أخرى ما دمت على الدواء، وتطبق التمارين السلوكية.

جرعة الرزبريادون المطلوبة هي واحد مليجرام فقط، تناولها ليلا لمدة ستة أشهر، بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن الرزبريادون، لكن استمر على الفافرين كما هو.

فيما يخص موضوع التحدث مع الجنس الآخر وأن مشاعرك سلبية حيال الزواج: أنا أقول لك إن النهج الصحيح هو أنك مطبق فيما أتى به الشرع، وهو أنك لا تتكلم مع المرأة الأجنبية إلا في حدود الضرورة، وهذا هو المنهج الصحيح، والمنهج السليم، وهو المنهج الذي يجب أن يشعرك بالرضى ويكون له مردود إيجابي عليك.

الانفتاح على النساء ليس أمرا راشدا كما يعتقد بعض الناس ويتخذونه كوسيلة لعلاج ما يسمونه بمشاكلهم العاطفية أو العقد الداخلية النفسية لديهم.

أنا حقيقة لا أدعوك أبدا أن تحرر نفسك، بل أنت لست مقيدا أصلا، أنت إنسان منضبط متخذ التحوط الشرعي اللازم، وهذا فيه الكثير من حقيقة التقيد بالأدب والذوق العام، وهذه أيضا إضافة إيجابية جدا.

موضوع الزواج: أعرف أن هذا الأمر هو أمر غريزي، فالإنسان حين يختار زوجته وتكون تحت عصمته فهنا تتبدل الأمور تماما، تجد أن المشاعر قد أصبحت إيجابية، هنالك الوجدان، هنالك العطف، هنالك المحبة، هنالك الإثارة الجنسية، هذه كلها تأتي في نطاق الزواج، وهناك راسات كثيرة أشارت أن الذين عاشوا حياة منفتحة جدا على النساء أخفقوا في حياتهم الزوجية، والذين كانوا متحفظين ولم يخالطوا النساء عاشوا حياة زوجية جميلة وممتعة ومستقرة، فأرجو أن لا تنزعج لهذا الأمر تماما، ومن جانبي أسأل الله تعالى أن يوفقك في أن تجد الزوجة الصالحة.

حضورك لجلسات العلاج السلوكي المعرفي لا شك أنها إضافة إيجابية جدا، وأنا لا أعتقد أنك في حاجة لحضور جلسات أخرى، لكن يجب أن تطبق المنهج الذي تدربت عليه وتعلمت عليه، فالعلاج السلوكي أمر متصل، وحين تتخذه منهجا حياتيا هذا لا شك أنه سوف يساعدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات