أعاني من نوبات الهرع والقلق والاكتئاب مع ضيق التنفس، ما أسبابها وطرق علاجها؟

0 759

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

نشكر لكم هذا الموقع المتميز، مشكلتي بدأت في رمضان أصبت بعد الفجر بألم في المعدة، وكأنها تخمة، وأحسست بأني سأتقيأ، وقلبي سار يتسارع في النبضات، وقد أحسست بأني سأموت، ذهبت إلى المستشفى، فأعطوني إبرة مسكنة للألم، وبعدها بساعتين ذهب الألم، لكن نفس الحالة عاودتني مرة أخرى، ومن ذلك الوقت وأنا أخاف من تكرار التجربة، فهي مؤلمة، علما أني قبلها كنت أشرب البروفين بكثرة، لأني كنت أعاني من ألم الأسنان، وأيضا مررت بضغوط نفسية عندما سافرت إلى بلدي، فزوجي من النوع العصبي، فكنت أخاف كثيرا من المشاكل أمام أهلي.

وفي هذه الأوقات كان قلبي يتسارع ونفسي تضيق، وأحس كأن شيئا عندي في صدري يضغط علي، وكأني مكتئبة، لكن كانت تزول، والآن عندما رجعت عاودتني الحالة، وتغلبت عليها، وبعد شهر رجع لي ذلك، ولكن بشكل أكبر حتى صار جلد رأسي يقشعر كأن بي برد، وفي بعض الأحيان ينزل إلى رقبتي ويدي، وأحس بألم في صدري، وكأني خائفة من شيء فيأتني الشعور بالكآبة، فهذا الشيء يأتيني في الصباح الباكر، حتى أني أستيقظ من النوم حتى أني لا أجد كفايتي منه، وفي المساء يؤلمني رأسي، والآن أنا أتعذب ولا أستطيع أن أمارس حياتي بشكل طبيعي.

عندما أخرج من المنزل أرتاح قليلا، وأنسى، ولكن عند دخولي يرجع لي الشعور نفسه، فجربت أن أتسلى في شيء وأذكر الله، ولكن نفس الشيء يحدث، علما يا دكتور: أنني كنت أتعالج من الغدة الدرقية، وقد أوقفت لي الدكتورة الدواء قبل ست سنوات.

في بعض الأحيان أحس بألم خفيف في الحلق، وأتعب بسرعة، ودائما عندي ضيق بالتنفس، ودقات قلبي تتسارع قليلا، وقد أجريت كل الفحوصات، الدم والغدة، وقالوا لي سليمة، لكن عندما طلبت تحليل الغدة قلت للدكتور إنها من النوع المرتفع، ولكن بالحقيقة أنا نسيت هل هي خاملة أم مرتفعة، وهل أعاود التحاليل؟ وهل ما أشعر به في جلد رأسي والأعراض المصاحبة التي ذكرتها نتيجة الخوف الذي أتعرض له؟ علما أنني مند طفولتي كنت أتعرض للخوف كثيرا، فقد كان أبي من النوع العصبي، وكان يكسر علينا كل ما هو موجود بالبيت.

أرجو الرد، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن مجمل الأعراض التي وردت في رسالتك تشير إلى أنك تعانين من درجة بسيطة من قلق المخاوف، والنوبات التي أتتك بعد شعورك بألم المعدة كانت نوعا من الهرع، والهرع أو الهلع هي حالة قلقية حادة، في كثير من الأحيان لا يعرف أسبابها، وإن كان في حالات أخرى نشاهد ما نسميه بالمثيرات، أي أن الإنسان يكون عرضة لموقف معين، وقد تأتيه هذه النوبات، والتي تتميز بتسارع في ضربات القلب والشعور بالضيق والخوف، وهنالك أعراض جسدية مثل النغزات في الصدر والألم في اليدين والرقبة، وهذا كله ناتج من انقباضات عضلية.

أيتها الفاضلة الكريمة: اطمئني الحالة بسيطة، وإن شاء الله تعالى يمكن علاجها، ويظهر أنه لديك بعض الاستعداد للقلق النفسي، كما أنك حساسة، فمن الواضح كنت متوجسة بعض الشيء من موقف زوجك، وهذا النوع من الحساسية أعتقد أنه من الأفضل أن تتغاضي عنه، وعيشي حياتك بإيجابية، لديك أشياء جميلة في حياتك لابد أن تتذكريها دائما، حاولي أن تطوري من مهاراتك في جميع الأصعدة، هذا لا شك أنه سوف يساعدك كثيرا.

هنالك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، مفيدة جدا، وإذا تواصلت مع أحد المختصات النفسيات في البحرين يمكنها أن تدربك على هذه التمارين، وإن لم يكن ذلك ممكنا فيمكن أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت، أو تتحصلي على شريط أو CD أو كتيب يوضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

بالنسبة لفحص الغدة الدرقية: يفضل أن تظلي تحت المراقبة، قومي بإجراء هذا الفحص بعد شهر من الآن، ثم قومي به مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر أخرى، هذا لمجرد التأكيد، وإن ذكر لك الطبيب أن الفحص سليم وكل شيء على ما يرام فلا تشغلي نفسك بالأمر، أما إذا كان هنالك أي تذبذب، ارتفاعا أو انخفاضا في مستوى هرمون الغدة الدرقية فهذا يسهل علاجه جدا.

بالنسبة لتعرضك للمخاوف في أثناء الطفولة: هذا الأمر يركز عليه بعض العلماء السلوكيين والتحليليين، ويعتبرونه مسببا رئيسيا في الهشاشة النفسية، ومن ثم ظهور الأعراض - كالقلق والمخاوف والوساوس - في مرحلة لاحقة، وبعض المختصين يرون أن هذا الأمر ليس بالأهمية التي يركز عليها البعض، وعموما هذا يجعلنا لأن نقول: من الأفضل للإنسان دائما أن يعيش حياته بقوة وينظر إلى ماضيه بشيء من العبرة كتجربة، والمستقبل يراه بأمل ورجاء، هذا هو الأفضل.

أنت أيضا محتاجة لعلاج دوائي: هنالك أدوية بسيطة جدا، وأفضل دواء يفيدك هو العقار الذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) ويعرف علميا باسم (إستالوبرام) والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بنصف حبة - أي خمسة مليجرام - تناوليها يوميا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة (عشرة مليجرام) واستمري عليها لمدة ستة أشهر. هذه الجرعة جرعة صغيرة وأعتقد أنها سوف تكون كافية في حالتك. بعد ذلك خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، أؤكد لك أن الدواء غير إدماني، سليم وفاعل، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات