ابني عنيد، ويستقيظ قرب الفجر على بكاء هيستري، كيف أتعامل معه؟

0 469

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ابني يبلغ من العمر سنة و10 أشهر، ويعاني من حساسية جلدية. أصيب بعدوى بكتيرية خلف أذنه تستدعي تطهير الجرح، ودهانه 4 مرات يوميا، وكنت أقوم بتكتيفه أثناء الدهان لأنه كان يصرخ، ويبكي بشده أثناء الدهان، وكانت إحدى الجرعات تتم أثناء نومه، وكان يستيقظ على صراخ أثناء التغيير.

ومنذ ذلك الحين، وهو يستيقظ قرب الفجر على بكاء هستيري بحيث أقوم بمسكه وحضنه، وتهدئته، ولكنه يفر مني، ويستمر في ضربي، ويبقى على هذه الحالة من ربع إلى نصف الساعة.

مع العلم أن ابني كثير الحركة، وعنيد جدا، بحيث أنه ممكن أن يبكي متواصل حتى يحصل على ما يريد، ولا أقوم دائما بالاستجابة لجميع رغباته حتى لا يعتاد على التدليل، كما انه شديد التعلق بي حتى أنه ملتصق بي دائما داخل المنزل، مع العلم أني أعمل منذ أن كان عمره 9 أشهر، ويذهب إلى حضانة منذ ذلك الحين.

أرجو منكم النصح في كيفيه التعامل معه، ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن تجربة هذا الابن مع وضع الدهان، وتطهير الجرح سببت له من خلال الارتباط الشرطي ما وصفته البكاء الهستيري الذي يحدث له ويظل يبكي ويضرب من ربع ساعة إلى نصف ساعة.

هذه الخبرة كما قلنا مكتسبة ومتعلمة، وما هو مكتسب ومتعلم يفقد أيضا بالتعلم المضاد، وأفضل تعلم مضاد في الطفل هو التجاهل. هذا قد يصعب على الأمهات أحيانا، لكنه هو الوسيلة الوحيدة المتاحة للعلاج.

حين يستيقظ هذا الطفل ويبكي وأنت تقومي باحتضانه ومحاولة تهدئته، هذا أيضا فيه نوع من المكافئة له، وهذه المكافئة أو المردود الإيجابي يبني وضعا نفسيا شرطيا جديدا لديه، فخير وسيلة هي أن تتجاهلي بقدر المستطاع، وهذا سوف يؤدي إلى ضعف هذا السلوك عن طريق فك الارتباط الشرطي كما يقول علماء السلوك.

وفي بقية اليوم بعد أن يستيقظ من نومه حاولي أن تكون هنالك مسافة بينك وبينه بقدر المستطاع، كوني وسيطة جدا في تلبية طلباته، وحاولي أن تلاعبيه، انزلي إلى سنه العمري، وهيئي له الألعاب التي يستجيب لها، ولا تستجيبي لكل طلباته، وإذا كان هنالك فرصة له لأن يلعب مع أطفال آخرين في عمره أو أكبر قليلا، هذا أيضا قد يكون جيدا. الاستفادة من الألعاب الحركية والدمى أيضا ذو فائدة كبيرة جدا.

بالنسبة لموضوع أنه كثير الحركة: كثرة الحركة بالأطفال منتشرة وكثيرة جدا، لكن نحن نحرص دائما في أن لا نعتبرها داء أو علة إلا بعد أن يبلغ الطفل ثلاث سنوات، وهنا تطبق المعايير التشخيصية للتأكد إن كان الطفل لديه داء فرط الحركة مع تشتت التركيز أم هو مجرد أمر عابر؟

الطفل في هذه المرحلة يستجيب أيضا للتجاهل، ويستجيب للمكافآت البسيطة من خلال اللعب معه كما ذكرت، واحتضانه، لكن لابد أن تكون هنالك موازنة ومعادلة دقيقة وصحيحة ما بين مكافآته لتنشيط المردود الإيجابي، وفي نفس الوقت أن تكون هنالك مسافة ما بينك وبينه، وذلك حتى لا يكون معتمدا وملتصقا بك التصاقا يضر به تربويا.

تصرفات الأطفال أيا كانت تتطلب الصبر، وهذا الطفل ذهب به إلى الحضانة في عمر صغير، وهذا لا بأس به، استمري على ذلك، وعليك بتوصية الحاضنة والمربية لأن تطبق نفس المناهج التربوية التي سوف تنتهج في داخل البيت، لأن الطفل قد يميل إلى التدليل كما قلت إن هيئ له الظرف المساعد على ذلك، وحتى لا يكون الطفل متعلقا أيضا بالحاضنة لدرجة مزعجة يجب أن يكون هنالك نوع من الحرص لتجنب ذلك دون إهماله بالطبع.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات