أخاف من النظر في عيون من أتكلم معه، وأحس بالحرج

0 430

السؤال

عمري 22 سنة، انتهيت من دراستي، وعاطل بالبيت، مشكلتي أني أخاف أن أنظر في عيون الذي أتكلم معه، وأنحرج، وأحاول أن أبعد عيوني عنه، وأنظر في أي شيء آخر وأنا أتكلم معه، وإذا حصلت لي مشكلة، أو خفت من شيء أجلس أرتجف، وجسمي كله يرتجف إلى أن أرتاح؟

أحب الجلوس على النت كثيرا، والنت يأخذ أغلب وقتي، ولم أسأل عن مشكلتي، ولا ذهبت لطبيب نفسي، فهذه أول مرة أكتب حالتي هنا بالموقع، أتمنى أن تفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت تعاني من درجة بسيطة مما نسميه بالخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، وهو الذي يجعلك تتجنب النظر إلى الآخرين خوفا ورهبة.

أما بالنسبة لموضوع الجلوس للإنترنت فهذا موضوع طويل وموضوع يجب الاهتمام به، لأن الإدمان على الإنترنت الآن أصبح من الإدمانات المعروفة، وهذه الحالات حقيقة خطيرة جدا يجب الانتباه إليها.

الإدمان على الإنترنت يؤدي إلى إدمانات أخرى مصاحبة، فالبعض قد يشاهد مواقع ليست طيبة، مواقع خبيثة مواقع إباحية، وقضاء الوقت فيما لا ينفع، والإدمان على الإنترنت يجعل الإنسان متوترا وعصبيا وكتوما وانطوائيا، ويقلل من مقدراته التواصلية، ويقلل من الكفاءة الاجتماعية، كما أنه مضر في النظر، وهنالك حالات كثيرة لاعوجاج الظهر كان نتيجتها الجلوس لساعات طويلة للكمبيوتر ومواقع الإنترنت.

هذا الموضوع لا بد أن تتعامل معه بحزم، وتتعامل معه بجدية، فلا تجلس أكثر من ساعة في اليوم مهما كانت الظروف، واجلس في غير الأوقات المحببة إليك، الأوقات المحببة إليك اقضها في نشاط آخر، أنت الآن يجب أن تبحث عن عمل، ومن الضروري جدا أن تمارس الرياضة، صل أرحامك، كن تقيا ورعا، اربط نفسك بالمساجد، اجعل لنفسك صداقات وزمالات ونماذج طيبة في الحياة كقدوة، وهنالك أمور كثيرة طيبة يستطيع الإنسان من خلالها أن يجعل لنفسه قيمة، وهذا يشعرك -إن شاء الله تعالى- بالرضى.

بخصوص الرهاب الاجتماعي البسيط الذي تعاني منه: أولا أريدك أن تحقر فكرة الخوف تماما.

ثانيا: أريدك أن تقوم ببعض التمارين التي نسميها بالتعرض في الخيال: انظر مثلا إلى صورة إنسان على الجريدة، وانظر إليها بتركيز شديد، وتخيل أنك أمام هذا الشخص الآن، وحاول أن تخاطبه في الخيال، هذا قد يظهر أنه أمر مضحك لكنه علاج، كرر مثل هذا التمرين عدة مرات، وعليك أيضا أن تبدأ في النظر في وجوه الناس، ابدأ بأقربائك، بأرحامك، صداقاتك، المصلين في المسجد، وتذكر أخي الكريم أنك حين تبدأ بالتحية وتتبسم في وجوه إخوانك هذا فيه صدقة كبيرة جدا لك، وفيه أجر عظيم، وفي نفس الوقت يقضي على هذه العلة الاجتماعية البسيطة التي تعاني منها.

لا شك أننا لا ندعوك أن تركز تركيزا مطلقا أو تحملق في وجوه الناس بصورة مستمرة، لا .. الإنسان ينظر إلى الإنسان هذا فيه نوع من التقدير والاحترام، واللحظات التي تتطلب أن تصرف نظرك اصرف نظرك، هي نوع من المهارة الاجتماعية البسيطة، ووجد أن الذي يبدأ بالسلام دائما يستطيع أن ينظر إلى الآخرين بصورة لا شعورية.

أخي الكريم: هذه هي النصائح التي أود أن أوجهها لك، الأعراض الجسدية من ارتجاف في الجسم هي جزء من حالة القلق والمخاوف التي تعاني منها.

أود أن أنصح لك بدواء بسيط جدا سوف يفيدك كثيرا، هذا الدواء يعرف تجاريا باسم (تفرانيل) ويعرف علميا باسم (إمبرامين) تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله. هو دواء مضاد للقلق وللتوترات وسوف يساعدك في هذا النوع من الخوف الاجتماعي البسيط.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية أرقامها حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

بارك الله فيك، وحزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات