لا أشعر بأني أحب زوجي لكثرة مطالبه المادية مني، فما توجيهكم؟

0 577

السؤال

أنا متزوجة منذ سنة ونصف في شهر 7 سنة 2010, وبعدها سافر زوجي خمسة أشهر إلى السعودية، وبعد رجوعه لم يوفق في عمل جيد، وبعدها حاصرتنا الديون من كل جهة، فاقترحت عليه أن أسافر لقطر كي أقضي جزء من ديننا؛ حيث إنه لا يستطيع السفر, فأنا سوف أسافر لزيارة أختي المقيمة في قطر، وهم لا يقدرون أن يخرجوا له زيارة، وبعد مجيئي هنا أحسست أنه يريدني أن أبعث له مصاريف عائلته -الأم, والأب, وإخوانه الأولاد- مع أني لم أجد عملا بعد بسبب عدم إكمال أوراق الإقامة.

أنا أشعر بالتعب من دون زوج، فقد تعودت عليه، وأنا -والحمد لله- ملتزمة، وأريد النقاب، ولكن لا أشعر بهذا الالتزام، قبل سفري دائما كان يقول: لي سافري وحاولي أن تأتي لنا بقيمة سيارة، وتبني لنا بيتا, أنا كنت أتضايق كثيرا، وأرد عليه قائلة: وأنت ماذا تفعل؟! وأصبحت نقطة سوداء في قلبي من ناحيته؛ لأني متعبة جسميا, ونفسيا بسبب وضعي, لا أدري ماذا أفعل؟ أأرجع مصر مع أمه وإخوانه كما كنت؟ وأرجع للمتاعب مرة ثانية، أم أعمل إقامة في قطر وأستقر هنا وأبعث له ليأتي؟ علما أني لا أستطيع أن أبعث زيارة له إلا بعد سنة حتى تتحسن ظروفي لكي يوافقوا لي على الإجازة.

زوجي يقول لي: إنه بحاجة لي، وأنا أيضا، ولكن ماذا نفعل بعد ذلك؟ كل من له دين يأتي ويطالبه, وأنا متعبة من هذه الديون الكثيرة، وأقرب من لهم ديون عليه أخوه الأكبر وزوجته, وهم معنا في البيت، وأنا الآن جالسة مع أختي وزوجها, أشعر بالإحراج، وأفكر في الاستقرار هنا، وأحيانا أفكر بالنزول.

لا أعرف أين زوجي من حياتي؟ فأنا لا أشعر به في حياتي.

قبل مجيئي لقطر عندما أتعب يذهب بي للطبيب بعد جهد مني في المحاولة، وهذه أمور كلها جعلتني لا أشعر أنه زوجي, لا أشعر أني مازلت أحبه كالأول، وهو يقول لي: إني تغيرت, فقلت له الحقيقة، قال لي: ليس في يدي شيء أقدمه لك، مع العلم أنه مدرس في الأزهر, ويتقاضى راتبا 400 جنية شهريا.

الرجاء الرد عن سؤالي، فأنا في حيرة كبيرة من أمري، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منال معوض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يمن عليك بعمل شرعي مناسب, يتناسب مع التزامك, ودينك, وتقواك, وخوفك من الله تعالى, كما نسأله تبارك وتعالى أن يوسع رزقك, وأن ييسر أمرك، وأن يجمعك بزوجك وأولادك على خير، إنه جواد كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - من أنك لا تشعرين بالميل تجاه زوجك في الفترة الأخيرة، خاصة وأن ظروفك الآن أصبحت صعبة؛ لأنك تقيمين الآن عند أختك، وتشعرين بالحرج لوجود زوج أختك في البيت، وخرجت من بلدك للبحث عن فرصة عمل؛ لأن زوجك يعمل مدرسا ويتقاضى راتبا متواضعا، ولم يكن يستطيع أن يوفر احتياجاتك كلها، حتى أبسط الأمور: وهي مسألة العلاج كان لا يدفع لك ثمن الطبيب إلا بمشقة، وذلك نظرا لظروفه، ولما وصلت إلى هنا, ولم تحصلي على عمل, أخذ يطالبك بأشياء أخرى أيضا، بأنه يريد أن تستقدميه, ويريد أيضا أن تحضري سيارة، وأن تبني البيت إلى غير ذلك، مما جعلك تشعرين بنوع من الألم, وتشعرين بأنه يريدك مادية، ولا يريدك زوجة بالمعنى الصحيح.

أقول لك - أختي الكريمة الفاضلة - : لو أننا فكرنا بهذه الطريقة فقطعا سوف تضعف العلاقة جدا بينك وبين زوجك، إذا نظرت لزوجك على أنه انتهازي, واستغلالي, وأنه يريد المال فقط، ولا يريدك شخصيا, فإن هذه النظرة السلبية سوف تنعكس على علاقتك معه، وبالتالي سوف يتبخر ما بقي في قلبك من محبة له، وهذا يقينا سوف يؤثر على علاقتك به، ويجعل علاقتكما الزوجية في مهب الريح.

لذلك أتمنى - بارك الله فيك - أن تغضي الطرف عن هذه الأشياء، وأن تركزي على الأشياء الإيجابية في زوجك، فزوجك يقينا ما زال يحبك، وهو يرى بأنك زوجة صالحة، ولعله يضغط عليك هذه الضغوط من باب أنه يعرف أنك سوف تتحملين، وأنك تعودت البذل والتضحية، وأن لديك القدرة على ذلك.

أرى فعلا أن تظلي في قطر مع أختك، وأن تجتهدي في البحث عن عمل مناسب, يتناسب مع ظروفك, والتزامك الشرعي، ثم بعد أن ييسر الله تبارك وتعالى لك, أرى أن ترسلي لزوجك تستقدمينه، لعل الله أن يوفقه في عمل التعليم، أو أن يوفقه في عمل في الأوقاف ما دام رجلا أزهريا، ومن الممكن أن تنصحيه من الآن أن يجتهد في حفظ القرآن الكريم، ودراسة الكتب المقررة من قبل لجنة الاختبار في وزارة الأوقاف؛ لأن وضع الأوقاف في الغالب أحسن من غيره؛ حيث إنهم يعطون سكنا مجانيا مع الماء, والكهرباء, والتعليم, والصحة، ويعطون راتبا جيدا، حتى تستطيعا معا أن تعيشا حياة كريمة.

أنت ستعملين قدر استطاعتك ما دام عملك مشروعا، وما دامت هناك ضوابط شرعية في العمل، وهو سوف يعمل، وبذلك سوف تحققان ما تتمنيان من امتلاك السيارة, وبناء البيت, إلى غير ذلك.

إذن أنصحك ما دمت قد وصلت إلى قطر - بارك الله فيك - أن تحاولي الاستقرار هنا, والبحث عن عمل مناسب؛ لأن البيئة هنا -ولله الحمد والمنة- بيئة طيبة، واجتهدي في البحث عن عمل يتناسب مع التزامك؛ لأنه ليس كل عمل يتناسب مع الأخت المسلمة الملتزمة، والأعمال هنا كثيرة, ومتنوعة, ومتعددة، وما دمت قد وصلت فقد تجدين فرصة في بعض المدارس المستقلة, أو بعض رياض الأطفال, أو غير ذلك، وإن شاء الله تعالى سوف ييسر الله أمرك, ويوسع الله رزقك، وسوف تستطيعين استقدام زوجك -بإذن الله تعالى- بعد مرور العام -كما ذكرت في رسالتك-، وبذلك سوف تعود المياه إلى مجاريها؛ لأنه كما يقولون: (البعيد عن العين بعيد عن القلب), فكون الإنسان بعيدا فسيحدث هناك نوع من الجفاف العاطفي، سواء من ناحيتك أو من ناحيته، ولكن عندما تجتمعا معا سوف تعود المياه إلى مجاريها، وتعود المحبة والمودة, والوئام والانسجام بينكما، والفرصة هنا متاحة لأن يعبر لك عن مشاعره بصدق وإخلاص، وأن تعبري له أنت كذلك، خاصة وأنكما ستعيشان معا بعيدا عن ضغط الأسرة الكبيرة؛ فإن الأسرة الكبيرة أحيانا قد تقيد العواطف والمشاعر، وقد تحول بين الرجل وبين أن يعبر عن حبه وإخلاصه لزوجته، ولعل زوجك من هذا النوع، فهو رجل مطالب بالإنفاق على والده ووالدته، ولعل له إخوة أيضا، وأنت لم تذكري هل لكما أبناء أم لا، فهذا يجعل الراتب يتبخر في أمور كثيرة، أما هنا فإن الوفرة المادية التي سوف يكرمكما الله بها سوف تساعدكما على الحياة الكريمة الطيبة, وتحقيق الرغبات المرجوة، وأيضا مد يد العون والمساعدة لأهله ووالديه وإخوانه، وأنت كذلك أيضا سوف تتمكنين من مساعدة أهلك، وبذلك يكون خيرا وبركة على أسرتكما، ولعلكما أيضا تستطيعان أن تنفعا غيركما من فقراء المسلمين في بلدكم.

عليك -أختي الكريمة- بالاستقرار, وإنهاء إجراءات الإقامة، مع البحث عن عمل طيب مناسب, يتناسب مع التزامك, ومع دينك, ومع خوفك من الله تبارك وتعالى، ولا تضحي بدينك من أجل الدنيا إذا لم تجدي عملا مناسبا صالحا متوافرا فيه الضوابط الشرعية، فعليك أن تعودي إلى بلدك, والأرزاق بيد الله، وكما قال الله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا}.

أسأل الله أن يوفقك، وأن ييسر أمرك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يوسع رزقك، وأن يجمعك بزوجك على خير عاجلا غير آجل، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات