ابنتي تعاني من نشاط زائد... فهل لحالتها علاج؟

2 736

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي:
رزقت بطفلة بولادة طبيعية، عمرها الآن 5 سنوات، منذ أن كان عمرها عامين أحسست أنها غير طبيعية، تأخرت في الكلام وفي الحركة وفي التعبير، ذهبت للطبيب فطلب رسم مخ، وقال إن عندها كهرباء زائدة، والأشعة المقطعية كانت سليمة، وكتب لها أدوية كثيرة مثل ديباكين وسيكودال واتوموكس ودتوكسيدين وأنواعا أخرى.

استمريت مع الطبيب 3 سنوات ولم أجد تحسنا، والآن الأعراض بعد أن أصبح عمرها 5 سنوات هي:
1) حركة زائدة جدا.
2) قلة التركيز.
3) قلة وضعف الكلام تماما.
4) عدوانية شديدة.
5) شهية عالية جدا.
6) تتبرز في الحفاظ.
7) لا تنتبه لي إلا على مزاجها، فمثلا أقول لها خذي بيضا فتركض وتأخذها.

ولكنها تفهم كل شيء، وتعمل أي حاجة تطلب منها، ولكن على مزاجها، وعندما لم أحس بتحسنها ذهبت إلى طبيب آخر وهو أستاذ بالجامعة كبير.

فقال إن عندها زيادة في الحركة وقلة انتباه، ووصف لي:
سيركويل وليفيبكس 500 مجم، واتوموكس 40 مجم، ونو ديبرين قرصا، والكارنتين واكتيمار.

واستمريت عليه 10 أيام، ولاحظت أن ابنتي بدأت تكون جملا صغيرة، ولكن لا زال النشاط مستمرا مع قلة النوم، يعني تنام نصف ساعة وتستيقظ.

اتصلت بالطبيب فزاد جرعات سيركويل إلى أربع حبات يوميا، والاتوموكس حبتين يوميا.

أنا تعبت خاصة أنني حامل الآن، ومتعبة جدا، ولا أعرف إلى أين أذهب؟ وهل سوف تتحسن أم هل ستبقى على هذا الحال؟ وهل هناك علاج؟

بالله عليكم أرجو الرد بسرعة لأني والله قد تعبت كثيرا، صدقني أنا كل يوم أفتح الإيميل لأرى الرد بسرعة أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام بسملة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فكل شيء في الحياة يتطلب الصبر، خاصة حين التعامل مع أطفالنا، والطفل حين يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة مثل هذه الطفلة – حفظها الله – لا شك أن هذا النوع من الابتلاء يتطلب المزيد من الصبر.

زيادة الحركة لدى الطفلة، وبما أنها لم تتحكم حتى الآن في التبول، مع الأعراض الأخرى التي ذكرتها - خاصة وجود زيادة في كهرباء الدماغ – هذا يدل أن الطفلة تعاني -لا أقول إعاقة- لكن تعاني من بعض التأخر في مقدراتها المعرفية، وهذا يجعلها كثيرة الحركة كما ذكرت وتفضلت، وتحتاج لرعاية وتأهيل ومساعدة في النطق، ويعرف عن هؤلاء الأطفال أنهم يتحسنون إن شاء الله تعالى بمرور الزمن، فلا تنزعجي أيتها الفاضلة الكريمة، وإن شاء الله تعالى تتحسن أمورها.

وإن كان هنالك معهد بالقرب من مكان سكنكم – أقصد معهدا يساعد مثل هذه الحالات – أعتقد أيضا أن إلحاق الطفلة به سوف يكون أمرا جيدا.

هنالك الكثير من المختصين في التربية الخاصة، لهم المقدرة على مساعدة هؤلاء الأطفال سلوكيا ومعرفيا.

أما بالنسبة للأدوية فلا شك أنها تساعد، وعقار الأتومكسين - أو الأتومكس - هو دواء جيد جدا لعلاج فرط الحركة، لكنه بطيء نسبيا، ويتطلب الصبر عليه من أجل البناء الكيميائي.

الآن الطبيب قام مشكورا برفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، وهذا قرار سليم جدا، لكن الدواء يحتاج لوقت، وهذه نقطة مهمة جدا.

يختلف الأتومكسين من الريتالين – وهو الدواء الآخر الذي يستعمل لعلاج فرط الحركة – في أن الأتومكسين أكثر سلامة، وربما يكون أفضل فعالية لكنه بطيء.

البناء الكيميائي يتطلب بعض الوقت، فأرجو أن تصبري على ذلك، والسوركويل لا شك أنه دواء أسرع، لكن الأتومكسين أفعل، فكل الأمر يتطلب منك الصبر كما ذكرنا، ولا تنزعجي كثيرا، وبالطبع حاولي أن تستفيدي من الأوقات التي تكون الطفلة فيها نائمة لتأخذي قسطا من الراحة، خاصة أنك حامل في هذا الوقت، نسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة وأن يسهل لك أمر الحمل والوضع.

أخيرا:
تابعي مع الطبيب، فمن الواضح أنه طبيب مقتدر، وله القدرة التخصصية في علاج مثل هذه الحالات.

وكما ذكرت لك إن وجد أي مكان تأهيلي لمساعدة الطفلة أيضا هذا سوف يكون أمرا جيدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات