عصبية الأم على الأولاد وكيفية التخلص منها

0 658

السؤال

لدي مشكلة كبيرة: فأنا أضرب ابني بقسوة شديدة, وأشتمه كثيرا, وبعد بكائه أضطر أن أعتذر له وأطلب منه أن يسامحني، أنا لا أعرف كيف أتعامل معه, وكذلك حالي مع أخته, مع العلم أن عمره خمس سنوات, وأخته عمرها ثلاث سنوات, ونعيش فى السعودية ولا نعرف أحدا, وهم لا يلعبون مع أحد.

أريد نصيحة في تربيتهم, وكيف أذاكر لهم, و كيف أتحكم في أعصابي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ألفت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الأمر الأهم هنا هو في تعاملك مع غضبك، وأقول هناك الكثير من الأمهات يشعرن بالعصبية والانفعال، وكما ورد في سؤالك أنك تعصبين على الأولاد، فتضربينهم، ومن ثم تحزنين وتندمين على ذلك، وربما كان هذا بسبب ضعف قدرة هؤلاء الأمهات على الاسترخاء، ونصيحتي هنا لمثل هؤلاء الأمهات أن تكون لهن هوايات وأنشطة يرتحن إليها، والتي تخفف عنهن التوتر والانفعال، كبعض الأنشطة الرياضية والمهارات الإبداعية، وبحيث يبتعدن عن الأطفال قليلا لساعة أو ساعتين، ومن ثم يعدن إليهم في حالة من الراحة والاطمئنان، فهذا أفضل لهن وللأطفال؛ من أن يحبسن أنفسهن مع الأولاد 24 ساعة، مما يجعلهن عصبيات المزاج، فيضرهن ويضر أطفالهن وأسرهن.

أبشرك أيضا، أنه ومن خلال تخصصي وخبرتي الطويلة في التعامل مع الأسر، وتربية الأولاد، أبشرك بأن أطفالك مازالوا في سن مبكرة تمكنك من حسن تربيتهما، وتقويم سلوكهما، وخاصة إذا أحسنا التعامل معهم، وبما يناسب عمرهم.

أذكر عادة للآباء والأمهات كيف أن في علم النفس والتربية والسلوك، فإن السلوك الذي ننتبه إليه ونعطيه العناية، ويلاحظ الطفل أننا رأينا هذا السلوك الإيجابي، فالأصل أن يتكرر هذا السلوك، بينما السلوك الذي نتجاهله ولا نلتفت إليه، فالأصل أيضا أن يذهب ويخف هذا السلوك مع الوقت.

الآباء والأمهات، ومن حيث لا يدرون، يفعلون عكس ما هو مطلوب منهم، فينتبهون ويعطون كل انتباههم للسلوك السلبي، ولذلك يتكرر مرات ومرات، ولا ينتبهون للسلوك الحسن والإيجابي الذي يقوم به الطفل، وبالتالي وكأنهم يدعونه لتكرار هذا السلوك، فلنفكر حقيقة ما هو السلوك الذي نريد تعزيزه وتشجيعه في الطفل، فلننتبه إليه، ولنسأل أنفسنا ما هو السلوك الذي نريد للطفل أن يتخلى عنه، فنصرف عنه انتباهنا، فالنتيجة التي نستنتجها من هذا الكلام، أننا نستطيع أن نعطي الطفل السلوك الذي نريد!

من الطبيعي أن يقوم الطفل بكل ما يستطيع لجذب انتباه أمه وأبيه، ومن أنواع هذه الأعمال هذه العصبية، والغالب أن كل هذا السلوك هو وسيلة لجذب الانتباه، والمطلوب الآن أن تصرفي انتباهك لطفلك عندما يحسن السلوك فيكون هادئا، بينما تصرفين عنه انتباهك وهو يتصرف بالطريقة السلبية، وبذلك تعززين السلوك الإيجابي، وتقللين احتمال السلوك السلبي المزعج، ولتحاولي إغراقه بالانتباه والرعاية عندما يقوم بالسلوك الحسن المطلوب، وبذلك لن يعود بحاجة لجذب انتباهك بالعصبية والصراخ.

ما ذكرته هنا يمكن أن يكون نقطة تحول في حياة طفليك، وحياة كامل الأسرة، ولا يفوتني هنا أن أذكر بضرورة تفاهمك وزوجك حول هذا, وحول خطوات التربية التي تريدان، ولا بأس من حضور دورات تدريب "الوالدية" إن وجدت حيث تعيشون، وهي دورات تدرب على مهارات تربية الأولاد، ويمكن أيضا الإطلاع على الكتب المتخصصة في مهارات تربية الأولاد، وفي هذا الموقع الكثير من النصائح حول كيفية التكيف أو التعامل مع العصبية والغضب.

لمزيد من الفائدة انظري علاج الغضب والعصبية سلوكيا (276143 - 268830 - 226699 - 268701).

وأسأل الله أن يقر عينيك بأولادك ويحفظهم بحفظه.

مواد ذات صلة

الاستشارات