سهري ليلة الامتحان أدى لتغيبي عنه... فهل هذا من قدر الله؟

0 441

السؤال

كان لدي امتحان الأسبوع الماضي, وقمت بعمل ليلة بيضاء ليلة الامتحان -أي لم أنم- وجلست أذاكر حتى الصباح، وقمت بجمع أغراضي، وكنت مستعدا, وجلست أمام جهاز الكمبيوتر أتصفح بعض المواقع الإخبارية, هذا آخر شيء تذكرته, وعند الساعة الـ11 صباحا أتى أحد الأصدقاء يطرق الباب ليخبرني بأنهم اجتازوا الامتحان, سأحصل على 0 في ذلك الامتحان، وقد يكون هذا سببا في تكراري للسنة, أنا حاليا تلميذ مهندس، وكنت دائما أعمل الليالي البيضاء قبل الامتحان وأحصل على مراتب متقدمة، لكن حصل ما حصل!

أريد أن أعرف هل هذا قدر من عند الله، أم أنني السبب فيما حصل وهذا ليس قدرا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ marouane حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأهلا بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يجعل عاقبة أمرك إلي خير.

وبخصوص ما سألت عنه أيها الفاضل، فاعلم أن القدر هو علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل، فالله عز وجل يعلم ما كان وما هو كائن وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، سبحانه جلت عظمته، وقدره سبحانه ومشيئته نافذة على خلقه، يقول الإمام الطحاوي: وكل شيء يجري بتقدير الله ومشيئته، ومشيئته تنفذ، لا مشيئة للعباد إلا ما شاء، فما شاء لهم كان، وما لم يشأ لم يكن، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره.

لكن هذا لا يعني -أيها الحبيب- الارتكان إليه وترك الأسباب الموصلة إلى ما تصبو إليه من نجاة، فقد قال الله تعالى لمريم: { وهزي إليك بجذع النخلة} والجذع لا يقدر على هزه أشداء الرجال، فكيف بالمرأة وهي في تلك الحالة؟!

ولو شاء ألقى إليها الرطب *** ولكن كل شيء له سبب

فالإيمان بالقدر واجب، والعمل والأخذ بالأسباب كذلك واجب، في الصحيحين من حديث علي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار)، قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة)، ثم قرأ رسول الله عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى}.

وعليه أيها الحبيب ما دمت قد أخذت بالأسباب ثم حدث ما ما أخبرت به، فاعلم أن هذا قدر الله عليك، وأن هذا هو الخير لك على أن تستدرك ما وقعت فيه في المرات القابلة فتهيء الأمر، وتعد العدة على أتم وجه، ولا تحزن على ما فاتك، بل آمن أن هذا خير لك، والله يقول: { فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا}.

نسأل الله أن يمن عليك بتأييده، ونحن سعداء بتواصلك معنا، وفي انتظار رسائلك واستفساراتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات