طفلتي عنيدة وتسبب المشاكل ... ما الطريقة المثلى للتعامل معها؟

0 396

السؤال

أريد حلا مع ابنتي, فهي في العاشرة من عمرها، أحس أن عندها اكتئابا، وعنيدة، طويلة اللسان على الكبير والصغير، كلامها أكبر من سنها، مشاكلها شبه يومية، أكثر مشاكلي مع والدها على الدراسة, وفرض رأيها ورغباتها, وطلباتها التي لا تنتهي أبدا، ووالدها كثير التدليل لها، واستسلامه لها؛ لأنها بنته الوحيدة، ولها أخ شقيق أصغر منها، لكن -الحمد لله- طبعه مختلف عنها، وإخوة كبار من والدتها، لا يعيشون معنا، يأتون زيارات متفرقة، وتعمل مشاكل معهم، وتسبهم، وهم يتحملونها ويوجهونها، ولكن دون جدوى.

مع العلم أنها حافظة لجزء عم -ونسيت أغلبه- وأذكار الصباح والمساء، وبعض آيات الرقية من القرآن والسنة، ومدرساتها يشتكون منها، حاولت بأسلوب التفاهم، ووجدت عدم مبالاة، وأسلوب الضرب، وأسلوب الحرمان عادي عندها, عنيدة جدا، وأنا واثقة بأن الله كريم، وعنده كل خير، وأتمنى أن ألقى الحل الذي يساعدني على تربيتها.

وشكرا لكم, وجزاكم الله خيرا عنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أثير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذا المسلك الذي تسلكه الطفلة من عسر في مزاجها وعناد، وتمردها على سلطة الأسرة، هو نتاج لتراكمات، فهذا السلوك السلبي كما ذكرت وتفضلت من والدها – جزاه الله خيرا – لأنه كثير التدليل لها، والطفل حين يكتسب شيئا يطلب المزيد، والحكمة السلوكية أيضا تظهر أن السلوك المتعلم يمكن أن يفقد من خلال التعلم المضاد.

هذه البنت أيضا في سن حرجة، فهي مقدمة على التغيرات الفسيولوجية, والبلوغ, وخلافه، وأعتقد أن أسلوب الضرب, وأسلوب العنف لن يكون مفيدا أبدا، سوف يؤدي إلى المزيد من العناد، هذه الصغيرة يمكن أن تفهم، يمكن أن يتم نوع من الحوار معها، لكن هذا الحوار يجب أن يكون قائما على النصح، على التحفيز، على الترغيب، على التشجيع، أن نشعرها بكينونتها، أن نشعرها بأنها عضو فعال في الأسرة، دون أن نكون متراخين معها، ويكون هنالك نوع من الصبر لتجاهل بعض سلبياتها، نذكرها دائما بإيجابياتها, حتى وإن كانت بسيطة، وأرجو أن تعطى بعض المهام داخل البيت فهذا مهم جدا, فدعوها تشارك في أعمال المطبخ، ترتب ملابسها وحدها, ترتب غرفتها وسريرها، تساعد في شؤون الأخ الأصغر، وهكذا, حين نشعرها بقيمتها أعتقد أن ذلك سوف يساعدها كثيرا.

ويجب أن نحاول أن نجعل لغة البيت كلها قائمة على التسامح، حين تكون لغتنا داخل بيوتنا لغة طيبة وجميلة ومشجعة سوف تختفي الكلمات غير المقبولة، هذا شيء معروف، فالطفل يمكن أن يشكل, ويمكن أن يفصل حقيقة من الناحية السلوكية.

إذا كان بالإمكان أيضا أن تلتقي ببنات في عمرها -خاصة من بنات الأقرباء, أو الجيران, أو كل من تثقون لهم ممن تعرفون- فهذا أيضا جيد؛ لأن البنت تكتسب مهارات كبيرة وكثيرة ومهمة من زميلاتها.

لا تلجئوا لأسلوب الحرمان، لا تلجئوا لأسلوب الضرب، كونوا وسطيين، محفزين، مشجعين، وأعطوها الاعتبار والاهتمام، وعليكم بالدعاء لها.

وجزاكم الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات