أريد صداقة معلمتي وأشعر بصدود غير مباشر منها..فكيف أتقرب لها؟

0 570

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في الأول الثانوي، أحببت معلمة، وكان حبي لها لله، فما أحببتها من أجل شكلها ولا لبسها، ولا من أجل مصالح الدنيا، بل لأخلاقها وهذا السبب.

أتمنى أن تكون علاقتي معها أكثر من طالبة ومعلمة وتكون بحدود المحادثة أو المناقشة، فنادرا ما يحصل أن تتطور العلاقة بين الطالبة والمعلمة.

مشكلة المعلمة أنها ليست اجتماعية ولا تختلط مع الطالبات كثيرا، فقط في أمور المدرسة، ولو أنها كانت اجتماعية كنت تقربت لها أكثر.

أنا خائفة من أن التفكير فيها وكيف أتقرب لها يضيع وقتي، وأنا محاسبة عليه، وخائفة أن لا يكون حبي لها في الله، وأنا لست من النوع الذي يحب البنات، ولا أؤيد هذه الفكرة والخروج على الفطرة، لكن هذه المعلمة فضلتها على غيرها من المعلمات وتفكيري فيها بحدود أني أتكلم معها وتكون مثل أصحابي المقربين.

أنا -الحمد لله- اجتماعية يعني آخذ وأعطي مع أي أحد سواء كان كبيرا أو صغيرا، وأكثر أصحابي في الجامعة، لكن هذا المعلمة لم تتطور علاقتي معها كثيرا لأني وجدت منها صدا غير مباشر، ولأن طبيعتها هادئة فما تأخذ وتعطي مع الطالبات، وعمرها تقريبا في العشرينات ربما 27 سنة، يعني تقريبا قربية من تفكيرنا لكن أنا لا أعرف لماذا تضع جدارا بينها وبيننا؟

استخرت ربي إذا كان في الأمر خير أن يوفقني، وإذا كان فيه شر أن يصرفه عني، لكني لما قرأت هذه الآية (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، قلت يمكن ليس خيرا وربي يعرف الأحسن لي.

وفي الأخير يمكن تكون عندها قابلية في هذا الأمر، مع العلم أني حلمت مرات أنها تمسك يدي ومعنى الحلم أنها تساعدني، والفصل الثاني لن تدرسنا فيمكن ألقى منها قابلية.

وأخيرا: أتمنى أن تكون صحابتي ليس نقصا في الصاحبات لكن قلبي ارتاح لها.

وأنا حبي ولله الحمد في الله، ولم أخرج عن هذا، فكيف أتقرب لها إذا كان صوابا ذلك؟ وهل حبي لها في الله؟ وإذا ما كان في الله كيف أغيره؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lola حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

نحييك على هذه المعاني العظيمة التي تبحثين عنها: حب في الله، صداقة لأجل الله وليس لأجل شكل أو مصلحة دنيوية، هذه هي المعاني السامية التي ينبغي أن تبنى عليها الصداقة الحقيقية، وهي ما نلاحظه من كلامك ووصفك، وكذا تخوفك أن تتحول هذه الصداقة لشيء آخر يجعلنا نطمئن على حالك مع هذه المعلمة الفاضلة.

قبل أن تبحثي عن سبب صدود المعلمة عنك، عليك أن تسألي نفسك عن الهدف من إنشاء هذه العلاقة أصلا، هل هي زيادة في رصيد الصديقات الطيبات؟ هذا هدف مشروع لكنه ليس ضروريا، أم أن الهدف هو الاستفادة من أخلاقها ورصيدها في الحياة؟ هذا هدف مشروع أيضا ونبيل، وهذا ما كان يسعى إليه بعض السلف الصالح عندما يسافرون لمقابلة مشايخ وأناس لا ليتعلموا من علمهم، وإنما ليلاحظوا سمتهم وأخلاقهم ويغرفوا منها ما استطاعوا!.

في ظننا أن هذه المعلمة الفاضلة لا تمانع في إنشاء صداقة معك، ولكنها ربما تريدها بشكل وقالب معين، بمعنى أنها تريد صداقة تنفعك وتنفعها لكن لا تضرها؛ لأن كثيرا من الأصدقاء قد يؤثرون سلبا على من يصادقونه في وقته وفي إنجاز مهامه، فالصداقة تعني عنده أن يتفرغ له صديقه، ويترك أعماله ليصحبه في دخوله وخروجه، وذهابه وإيابه، ومن هنا يكون إعراض بعض الأصدقاء عن صداقتهم بسبب حصول مثل هذه السلبيات، فإن استطعت تجنب مثل هذه السلبيات، وبأن تكون صداقتك مبنية على احترام الوقت والمواعيد، والذوق الرفيع، فأظن أنه من اليسير أن تعقد معك هذه المعلمة صداقة إلى نهاية العمر.

أيضا من مداخل الصداقة وجود سبب ومدخل للكلام والالتقاء بها، كمناقشتها في مادتها العلمية، أو سؤالها عن أمر ما ونحوه، وتفقدها برسائل الجوال والإيميل ونحوها من وسائل الاتصال التي توحي بدوام الصداقة وحيويتها.

نرجو أن تقرئي في أدب الصداقة والأصدقاء، وفي الكتب المؤلفة في ذلك، حتى يكون لك رصيد ثقافي ومعرفي في سلوك الناس وطبائعهم.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات