أصاب بنوبات هلع وقلق في وقت محدد من السنة! ما سببها؟

0 264

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت في سن المراهقة يأتيني كل عام خوف، وأكون فيها مغموما، يعني في يوم 27 و 28 من شهر فبراير، الساعة (12) أو (30 : 12) من كل عام، أرى صورا ومشاهد مفزعة، وأقعد 5 أيام وأنا خائف ومغموم، وحتى لو لم أشاهد تلك المشاهد تأتيني فجأة عندما أجلس مع شخص، أحيانا تأتيني غير مفزعة، إلا أني أفزع بدون سبب، وعندما التزمت وصرت ألتزم بشرائع الله قعدت حوالي شهرين وأنا مفزوع.

مما يزيدني خوفا وهلعا أني أرى فيها جوا مغيما بغير مطر، صرت أخاف من هذا الشهر، وأتمنى أن لا يأتي، هذه الحالة بدأت حين كان عمري 12 إلى غاية 18، أما الآن خفت ولو قليلا عما كنت عليه في السابق.

أتمنى منكم نصائح وتوجيهات، وأشكركم على الموقع الرائع، وتقبلوا تحياتي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يونس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إذا كنت قد تفهمت رسالتك بالصورة الصحيحة، فإنك قد ذكرت أنك تعاني من نوبات من الخوف والتوتر، ونوبات تأتيك في وقت معين من أيام الشهر، وفي شهر فبراير، ونوبات الهلع والخوف هذه بدأت معك منذ وقت الطفولة، والآن هناك تحسن؛ حيث إن معدل هذه النوبات قد خف بعض الشيء.

الذي يظهر لي أنك تعاني من قلق المخاوف، مع بناء انطباعات وسواسية، يعني أنه قد ارتبط في ذهنك أن هذه النوبات سوف تحدث في وقت معين وزمان معين، وربما مكان معين، وهذا النمط من التفكير الدوري لدى الإنسان يحمل في طياته دائما الطابع الوسواسي.

توجيهي لك هو أن تحقر فكرة الخوف، ولا تكن منتظرا له، لا تحدد له ميقاتا، وتقول: (إن الخوف أو الهرع سوف يأتيني بعد كذا وكذا)، لابد أن تكسر هذه النمطية، لأن هذا هو المنهج الصحيح لعلاج النمط الوسواسي، إذن تحقير الفكرة مهم، ولا شك أن خفة وقلة هذه النوبات الآن سوف يساعدك في أن تتخلص منها - إن شاء الله تعالى -.

لابد من أن تبني بدائل في التفكير، البدائل في التفكير تساعد الناس في صرف انتباههم عما يخيفهم إلى وضع أفضل، ويجب أن لا يستسلم الإنسان للخوف والهلع، فحين تأتي هذه النوبات أو تبرز لك مقدمات ظهورها، هنا اصرف انتباهك لشيء آخر، غير مكانك، استعذ بالله من الشيطان الرجيم، حقر الفكرة، هذه كلها روابط علاجية مهمة جدا.

نصيحتي لك أيضا هي أن تطبق تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، خاصة في الأوقات التي تعتقد أن هذه النوبات سوف تحدث لك، وتمارين الاسترخاء متعددة وكثيرة، ومن أفضلها تمارين التنفس المتدرج، ولتطبيق هذه التمارين يمكنك أن تجلس في غرفة هادئة ليس بها ضوضاء أو إضاءة شديدة، ثم تغمض عينيك وتأمل في أحادث سعيدة حدثت لك، ثم افتح فمك قليلا، وخذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، واملأ صدرك بالهواء واحبسه قليلا في الصدر، ثم أخرجه بكل قوة وبطء عن طريق الفم، كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تجد فيها - إن شاء الله تعالى - فائدة كبيرة.

من النصائح التي أود أن أوجهها لك أيضا هي أن تستفيد من وقتك بصورة إيجابية، فأنت في بدايات سن الشباب، وأمامك فرصة عظيمة أن تستفيد من طاقاتك النفسية والجسدية، فإذا كنت في محيط الدراسة عليك بالاجتهاد في ذلك، وإذا دخلت سوق العمل أيضا عليك بالاجتهاد والسعي نحو تطوير الذات، وأكثر من التواصل الاجتماعي، وانضم إلى أي أنشطة خيرية أو ثقافية أو رياضية، هذا يساعدك كثيرا.

أرى أنه لا بأس أن تتناول أحد الأدوية البسيطة والفاعلة، والتي تساعد في إنهاء المخاوف والتوترات، الدواء يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) ويعرف علميا باسم (باروكستين) ويسمى في الجزائر باسم (ديروكسات) تجاريا، وربما يكون أيضا متوفرا تحت مسميات تجارية أخرى، الجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة (10 مليجرام) تناولها يوميا لمدة شهرين، ثم ارفعها إلى حبة كاملة يوميا لمدة شهرين، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهرين أيضا، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أنا لا أرى أن تناول الدواء هو شرط حتمي، لكن قطعا سوف يفيدك كثيرا، إذا كانت هذه النوبات من الهلع والخوف مزعجة لك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات