ابني في الخامس من عمره يردد نفس الكلام ويشعر بالخوف دائماً!

0 495

السؤال

ابني يدرس في السنة الأولى الابتدائية, عمره خمس سنوات, يردد نفس الكلام عندما نسأله عنه، يشعر دائما بالخوف، وخاصة عندما أطلب منه أن يعمل داخل القسم، هناك هواجس تمنعه من التكلم, أحيانا قد يكون ذلك بسبب قوة خفية، أو أفعال بداخله أو حوله أو في الأسرة.

أرجوكم ساعدونا ما الحل؟ وماذا يجب أن أفعل له؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإني لم أستطع أن أستوعب كل ما ورد في رسالتك، والذي فهمته أن ابنك – حفظه الله – يعاني من الخوف وأنه يمتنع عن الكلام في بعض الأحيان، كما أنه يردد نفس الكلمات، وأنت ذكرت أن السبب في ذلك قد يكون بسبب قوة خفية أو أفعال بداخله أو حوله أو في الأسرة.

لا أعتقد أن السبب هو أي نوع من القوة الخفية، السبب لهذا النوع من السلوك لدى الأطفال قد يكون سببه الطفل نفسه أو محيطه كما ذكرت، ونقص محيطه المدرسي وكذلك الأسرة، ومن أكبر الأسباب التي تجعل الأطفال في مثل هذا السلوك هو أن الطفل يكون ملتصقا بوالديه أكثر من اللزوم، ولم تتح له فرصة الاندماج مع الأطفال الآخرين، أو تكون الحماية عليه مطلقة، هذا بالطبع يجعل الطفل يفضل دائما أن يكون في كنف والديه وأن لا يتفاعل مع الآخرين، وتكون مقدراته المعرفية والتعبيرية محدودة بعض الشيء.

هنالك أمر مهم جدا في حالة هذا الابن – حفظه الله – وهو: يجب أن نتأكد من مقدراته المعرفية، أي من مستوى الذكاء لديه، وأنت كأم لا شك أنك مدركة لهذا الأمر، إذا كان ذكاء الطفل من وجهة نظرك عاديا فهذا يكفي تماما، وإن لم يكن ذكاؤه في الحد المطلوب فهنا يفضل أن تعرضيه على مختص في الطب العصبي للأطفال، أو على طبيب نفسي مختص في الطب النفسي للأطفال ليقوم بتقييم حالته.

أرجو أن لا تنزعجي أبدا لكلامي هذا، هذا مجرد أمر افتراضي نضعه في مثل هذه الحالات، وهو ضرورة التأكد من المقدرات المعرفية للأطفال، فالطفل الذي يكثر لديه الخوف ويكون لديه محدودية في مخزونه اللغوي والقدرة على التعبير ربما تكون مقدراته في الأصل محدودة، وهذه يمكن أن تعالج من خلال أن نتيح له فرصة التفاعل في محيطه الطفولي.

إذن المطلوب الآن هو أن نتأكد من مقدرات هذا الابن، وذلك بأن تقيم من خلال المختصين، وإذا قال الأطباء أن كل شيء طبيعي –وهذا هو المتوقع إن شاء الله تعالى– فأقول لك التالي:

أولا: يجب أن تتاح للطفل فرصة لأن يلعب مع الأطفال من عمره، هذا مهم جدا، فالطفل يتعلم من الطفل.

ثانيا: عليك بتجاهل تصرفاته السلبية، ومكافأته وتحفيزه على أي سلوك إيجابي.

ثالثا: نحاول أن نجعل الطفل يتعلم من خلال اللعب والدمى ذات الصفات التعليمية. هذه تفيد الطفل كثيرا.

رابعا: أرجو أيضا أن تلاعبي طفلك – هذا مهم جدا – انزلي إلى مستواه العمري وشاركيه في ألعابه، وحاولي أن تركزي على أن يكون دوره في الألعاب يجعله يتحدث أكثر، هذا مهم جدا، فهو سيضطر لأن يستعمل اللغة الكلامية أثناء اللعب هذا، أو ما نسميه بالسيكودراما، أي أن نلاعب الطفل ونكون في نفس مستواه، ومن خلال ذلك نتيح له القدرة على التعبير.

لا تنزعجي أيتها الفاضلة الكريمة، هذه هي الأسس الرئيسية التي نرى أن تطبيقها سوف يفيد الطفل إن شاء الله تعالى، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات