لا أحس بالسعادة بسبب نفسيتي وتفكيري ووساوسي فما الحل؟

0 882

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

دكتور أنا شاب عمري 20 سنة, أعيش أحيانا بالفرح والسرور, وأحيانا بالهم والحزن, دائما أحاول أن أكون الأحسن, وأتفاءل بكل شيء، لكن هناك أشياء تخوفني أكثر من اللازم, لدرجة أن أصدقائي عندما أكون سعيدا يسألوني ما بك؟ لماذا أنت غاضب أو حزين؟ مع أني لست حزينا، وأكره دائما عندما يسألني أحد هذا السؤال, صحيح أن وجهي يظهر عليه أني حزين أو فرحان، لكن ليس شرطا؛ فأنا هادئ لا أظهر الحزن أو الفرح, وأنا أعيش حياتي غير سعيد, دائما إيماني ضعيف, وأنت تعلم أن لدي وسواسا قهريا, أصلي وأعمل ما أقدر عليه من طاعات وذكر, ولكني أحس دائما أني لا أجد السعادة بعد ذلك.

عندما أحزن أو يأتيني اكتئاب لا أطيق نفسي أبدا, وأريد أن أفعل أي شيء يؤذي ولو ارتكبت أكبر ذنب, أفعل المعاصي، وأستمر عليها حتى أفيق.

مشكلتي هي نفسيتي وتفكيري, ولكني أحيانا أجد أن ما أفعله أفعله وأنا غير مستمتع به, أعرف أنه يجب ألا أقيس الأمور بالمشاعر، بل بالأفعال, أعرف، ولكن أحيانا ما أفعله لا أشعر بالسعادة بعده.

أرجو منك أن تساعدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد تواصلنا عدة مرات في السابق، وأنا تحدثت مع والدك حوالي مرتين في موضوعك وذلك بعد استئذانك، والذي أريد أن أحتم عليه مرة أخرى هو ضرورة أن تستعمل الأدوية المضادة للوساوس، أحد هذه الأدوية سوف يفيدك كثيرا في القضاء على الوسواس، وكذلك في تحسين المزاج، كل هذه المشاعر السلبية التي تعاني منها مشتقة من اضطراب المزاج، واضطراب المزاج يحرم الإنسان من الشعور بالفرح والمسرة, والراحة النفسية الداخلية، وهذا قد ينعكس على مظهره الخارجي مما يجعل الآخرين قد يلاحظون ذلك, وتأتي التعليقات من هنا ومن هناك، وحتى هذه التعليقات السلبية لا شك أنها تؤدي إلى المزيد من عسر المزاج، خاصة أن الإنسان الذي يميل إلى عسر المزاج, وتكون لديه وساوس تتميز شخصيته بالحساسية المفرطة.

من الضروري جدا أن تحقر هذه الأفكار التي تختلجك, وتسيطر عليك، لا تكن حساسا حيالها أبدا، ليس من الضروري أن كل ما يقال صحيح، وليس من الضروري أن كل ما نفكر فيه هو الصواب، هذا ليس صحيحا أبدا.

والإنسان حتى ينجح في حياته ويتحكم في مشاعره وكذلك في سلوكه, ويتجنب الوقوع في الخطأ وفي الذنوب, من الضروري جدا أن يتفهم أن الحياة تتطلب الإدارة، كل شيء يتطلب الإدارة، فالبيت يتطلب الإدارة، مكان والعمل يتطلب الإدارة، والذي لديه تجارة لابد أن يديرها، وكذلك النفس، النفس أولى بالإدارة، الإدارة الصحيحة، وهنالك معايير لهذه الإدارة.

ونحن في زمننا هذا نتكلم عن الجودة، وعن ضوابط الجودة، وعن تطبيق المعايير, وعن تطوير المعايير، حتى بالنسبة لما هو في محيط العمل, أو في محيط التجارة, أو الصناعة, أو حتى في علاقاتنا الاجتماعية؛ فالنفس أولى بهذه الضوابط، وهذه الضوابط معروفة، المعايير القيمية معروفة لديك، المعايير الإسلامية معروفة لديك، وإن التزمت بهذا وحاولت أن تطور نفسك فهذه هي أفضل وسيلة لأن تدير حياتك، ما دام الإنسان مرتبطا بالواقع, ومستبصرا, ويفرق بين الخير والشر والحق والباطل فهو مسؤول عن كل ما يقوم به، وهو يستطيع أن يغير نفسه، ولا شك أن الحق عز وجل سوف يغيره بعد ذلك.

هذا هو الذي أطلبه منك، وإن شاء الله تعالى هي الوسيلة التي تدفعك إلى أن تعيش حياتك طيبة وهانئة وسعيدة.

وللمزيد من الفائدة يرجى مراجعة هذه الاستشارات لمعرفة وسائل تقوية الإيمان: (240748 - 231202 - 278059 - 278495)
والعلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 )

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات