السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
سعادة الدكتور عبد العليم حفظه الله
أشكر لكم جهودكم المباركة في خدمة المرضى، وأسأل الله أن ينفع بكم، ويعظم لكم المثوبة والأجر.
أعاني من اكتئاب شديد، يكاد يخنقني في بعض الأحايين، ومنذ زمن بعيد، ولكن لم أكتشفه وأشخصه إلا قريبا، لأني كنت أعتقد أن كل الناس هذا حالهم.
من سنوات سبع مضت استخدمت السيروكسات، وكان رائعا جدا، لولا بعض التأثيرات الجانبية، وأهمها العناء، ثم تركته واستخدمت السبرالكس لمدة ستة أشهر، حبة في اليوم ثم ستة أشهر نصف حبة في اليوم، وبعدها تحسنت، ولكن له ما للزيروكسات من التأثيرات.
ذهبت أخيرا لطبيبي، وصرف لي دواء اسمه سيمبالتا، وقال إنه لا يسبب ضعفا جنسيا، وصرف لي 60ملجراما، وقد رأيت في مواقع أن هناك جرعات أقل ولكن لم أجدها في الأسواق عندنا.
سؤالي حفظكم الله :
هل السيبمالتا دواء آمن وحديث؟ وتحت أي مجموعة يندرج من المجموعات الأساسية في الأدوية؟ وهل يسبب ضعفا جنسيا؟ وأين أجد جرعات أقل من هذا العلاج؟ لأني أريد أن أبدأ بجرعة أقل لعلي أتحسن معها، ولا أريد تعويد جسمي على جرعات عالية؟
شكر الله لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن استجابتك للأدوية المضادة للاكتئاب من الواضح جيدة، وهذا أمر إيجابي جدا.
بخصوص السيمبالتا - والذي يعرف علميا باسم (دولكستين) – فهو منتج من منتجات شركة (ليلي) الأمريكية، وهو يندمج تحت مجموعة من مضادات الاكتئاب، تعتبر هي الجيل الثالث من هذه الأدوية.
هذا الدواء يعمل من خلال تنظيم بعض الموصلات العصبية، وهو دواء يمنع استرجاع السيروتونين والنورأدرنالين بصورة انتقائية.
هذه هي طريقة عمله، أي أنه مثل الزيروكسات والسبرالكس والبروزاك، لكن يتميز أنه يعمل على موصلين عصبيين وهما السيروتونين والنورأدرينالين.
بالنسبة لآثاره الجانبية: أكثر الآثار التي نشاهدها هو أن هذا الدواء في الأيام الأولى ربما يسبب قليلا من الغثيان، لذا ننصح بتناوله ليلا وبعد الأكل في الأيام الأولى للعلاج حتى نتجاوز هذا الأثر الجانبي.
بالنسبة لموضوع الضعف الجنسي: هذه القضية شائكة ومعقدة جدا، حتى بالنسبة للزيروكسات والسبرالكس يتفاوت هذا التأثير من شخص لآخر، بدون مبالغة هنالك من تحسن أداؤهم الجنسي بعد استعمال هذه الأدوية، ولكن حوالي عشرين إلى ثلاثين بالمائة من الناس قد يشتكي من ضعف بسيط في الرغبة وتأخر في القذف المنوي.
السيمبالتا يعتبر وسطيا، بمعنى أنه أقل من ناحية الأثر الجانبي فيما يخص المعاشرة الجنسية، لكن لا نستطيع أن نقول إنه نقي نقاء تاما، وبعض الناس يشتكي أيضا من صعوبات جنسية بسيطة، ولكن عددهم أقل مقارنة بالأدوية الأخرى.
لا نريدك أن تشغل نفسك بهذا الموضوع كثيرا، لأن الأثر النفسي واضح أيضا.
بالنسبة للجرعات: الدواء يمكن أن يبدأ بثلاثين مليجراما يوميا - وهذا موجود في بعض الدول – لكن الذي اتضح أن جرعة الستين مليجراما هي الأفضل كجرعة بداية وعلاج ووقاية في ذات الوقت، وعدد قليل من الناس قد يحتاج إلى مائة وعشرين مليجراما في اليوم.
أخي: اطمئن تماما أن جرعة الستين مليجراما هي جرعة مناسبة، وليست كبيرة أبدا كجرعة بداية، ولا تجهد نفسك في الحصول على جرعة الثلاثين مليجراما.
الدواء ليس دواء تعوديا، فهو يعمل بصورة انتقائية جدا، وجرعة الستين مليجراما أؤكد لك أنها ليست جرعة عالية، هي الجرعة الوسطية المناسبة، فتوكل على الله، وابدأ في تناول الدواء.
ملاحظة بسيطة: السيمبلتا دواء قريب جدا للدواء الذي يعرف تجاريا باسم (إفكسر)، والذي يسمى علميا باسم (فلافاكسين)
يوجد الآن دواء فرنسي جديد، يعرف تجاريا باسم (فالتوكسان)، يقال إنه لا يؤدي إلى أي زيادة في الوزن، فليس له أي تأثيرات سلبية من حيث الأداء الجنسي، لكنه قد يؤدي إلى ارتفاع بسيط في أنزيمات الكبد، لكن أقول لك إن السيمبالتا -إن شاء الله- دواء ممتاز، وميزته أيضا أنه يعالج وبصورة ممتازة الآلام الجسدية التي قد تكون مصاحبة للاكتئاب في بعض الأحيان، لذا نجده من أفضل الأدوية التي يمكن أن يستعملها مرضى السكر الذين يعانون من الاكتئاب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.