زوجي كثير الخصام والشجار معي رغم حسن معاملتي له ما الحل؟

0 502

السؤال

السلام عليكم

شيخنا الفاضل:

زوجي دائم الشجار معي، ويخاصمني على الكبيرة والصغيرة، وكلها مشاكل تافهة، على سبيل المثال تشاجر معي اليوم لمجرد أن ابنتي الصغرى تبولت على نفسها بالليل، ووصفني بالإهمال لأنني لم أتفقدها بالليل، وقد تعبت نفسيتي؛ حتى أصبت باكتئاب، وهو يعلم ذلك، وهذا بسبب أمور قبل ذلك.

أنا الآن لا أرد عليه، وأصالحه بعد كل مشكلة يكون مخطئا فيها، وفي الأخير يقول لي: درت ورجعت مرة أخرى.

حاولت أن أغيره ولم أتمكن، فسكوتي وكتماني في نفسي, حتى وإن جئت طواعية وأنا متعبة فهذا يعتبر تفريطا في حقوقي، ومن ناحية الشرع هل أعتبر آثمة ويحاسبني الله؟

جزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكتب لك السعادة, وييسر لك أسبابها، وأن يهدي زوجك, ويصلح حاله.

نحن نتفهم -أيتها الأخت- المشاعر التي تعيشينها تجاه زوجك، أو التماس الأعذار لك فيما قد يصدر منك من تقصير في بعض الأحيان، ونحو ذلك، ولكننا نقدم لك نصيحة من يحب لك الخير, ويتمنى لك السعادة.

نصيحتنا هذه تتلخص -أيتها الكريمة- في أن تنظري إلى عواقب صبرك أنت على هذا السلوك من زوجك، والنتائج والثمار التي ستجنينها من وراء هذا الصبر، والتجاوز عن هذه الأخطاء الصادرة من الزوج، فأنت بصبرك على زوجك, وعفوك عما قد يبدر منه تنالين بذلك مرتبة عظيمة: أولا عند الله تعالى؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا)، فليس صحيحا ما يحاول الشيطان أن يضعه في قلبك من الحزن بسبب ما تشعرين به من هضمك لنفسك, واعتذارك في موطن لا ينبغي لك أن تعتذري أنت منه، ونحو ذلك؛ فإن هذا الشعور مجانب للحقيقة، ينبغي أن تشكري نعمة الله تعالى عليك إذ وفقك للاعتذار, أو التجاوز في مكان كان ينبغي لزوجك أن يعتذر؛ فإذا ما بادرت أنت بالاعتذار فإنك قد اتصفت بصفة عظيمة، عدها النبي صلى الله عليه وسلم من صفات المرأة التي تستحق دخول الجنة، فقد قال في الصحيح: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة: الودود الولود العئود) ثم فسر عليه الصلاة والسلام العئود بقوله: (التي إذا آذت أو أوذيت جاءت فوضعت يدها في يد زوجها وقالت: لا أذوق غمضا حتى ترضى).

هذا سلوك النساء المحبوبات عند الله تعالى، اللاتي أعد لهن أكرم المنازل في جنته، ويمتعهن سبحانه وتعالى أحسن النعيم جزاء صبر الواحدة منهن على زوجها في الدنيا؛ فهي إذا أوذيت وكان الخطأ من زوجها جاءت متغلبة على نفسها قاهرة لمشاعرها، واعتذرت لزوجها بل ووضعت يدها في يده وقالت له تلك العبارة الجميلة (لا أذوق غمضا حتى ترضى), فكل ما تعانيه من مشاعرها لا يضيع سدى؛ فإن الله عز وجل يثيبها بذلك أعظم الثواب، وذلك خير لها مما لو كان زوجها قد بادر هو بالاعتذار.

تذكرك -أيتها الكريمة- لهذه النتائج, ولهذه الثمار يهون عليك دائما ما تجدينه من عدم اهتمام الزوج, أو عدم مبالاته فيما يقع منه، وأنت بذلك تكتسبين المنازل الرفيعة, وتحافظين على حياتك الزوجية، وتحفظين بيتك وأبنائك، ونحن على ثقة بأنه كلما استمر بك هذا السلوك؛ فإن زوجك سيجد نفسه مع مرور الأيام في موقف يدعوه إلى الحياء, ومعاملتك بمثل ما تعملينه به.

الخلاصة -أيتها الكريمة-: أن تذكرك لهذه الثمار العظيمة التي ستجنينها من وراء هذا السلوك يبعد عنك الشعور بأنك مظلومة, وأن حقوقك ذهبت سدى؛ فإنه ليس شيئا يذهب سدى، وستجدين ثمرة أعمالك مدخرة لك.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير، ويعينك عليه، وأن يجعلك مفتاحا له، ويصلح ما بينك وبين زوجك.

مواد ذات صلة

الاستشارات