الصراخ أثناء النوم... أسبابه وكيفية التخلص منه

0 830

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما أكون نائمة أصرخ ولا أعرف سببا لهذا الصراخ؛ حيث إني لا أرى كابوسا أو شيئا مخيفا في منامي، وحتى قبل النوم لا أكون خائفة من أي شيء!

الغريب أن من حولي يستيقظون لصراخي ويسألونني لماذا أصرخ وصراخي هذا؟ وسؤال من استيقظ بصراخي لي لا أتذكره في أغلب المرات, بل عندما أستيقظ صباحا يخبرونني بأني صرخت ليلا، وأنا لا أتذكر شيئا من هذا أبدا, حتى أنهم يبدون استغرابهم ويقولون أنهم يحسون أني أستوعبت كلامهم معي عند صراخي (أي يحسون أني مستيقظة).

هذا الصراخ لا يحدث معي دائما، بل أحيانا, فهل هذا شيء طبيعي؟ وما تفسيره؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ امة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك هذه الهواجس وهذه الحالة التي تزعجك وتزعج أسرتك، وأن يمن عليك بنوم هادئ هانئ طيب مستقر، وأن يجعل حياتك كلها سعادة وطاعة وأمنا وأمانا واستقرارا.

بخصوص ما ورد برسالتك أقول لك أختي الكريمة الفاضلة: إنه مما لا شك فيه أن هذه حالة مزعجة، وأنها أكيد حالة غير طبيعية، وتحتاج إلى نوع من العلاج والمتابعة، وقبل أن أبدأ في العلاج أحب أن أذكر لك بأن هذه ليست مرضا نفسيا، حتى لا تشغلي بالك بها، وإنما هي عوارض تأتي للإنسان في فترة معينة من الزمن، ثم قد تتوقف بعد فترة قصيرة وقد تتوقف في المستقبل، إلا أنها في الغالب قد تكون في مثل هذه السن.

أعود فأقول: قضية العلاج أتصور أنها تدور حول محورين:
المحور الأول هو: كم أتمنى فعلا أن تقومي بعمل رقية شرعة، لاحتمال أن يكون هناك نوع من محاولة إزعاجك، ولا يلزم في ذلك أن يكون هناك كوابيس ولا يلزم أن تكون هناك أحلام مزعجة، لا يلزم ذلك كله؛ لأن هذه الأمور قد يصاحبها فعلا وجود رؤى مزعجة ووجود كوابيس وقد لا يصاحبها، فأنا أتمنى -بارك الله- فيك عمل رقية شرعية من باب الاحتياط فيدفع الله تبارك وتعالى عنك هذا البلاء.

ثانيا: أتمنى بارك الله فيك التزام سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الخير كل الخير في هذه السنة، وأقصد بالسنة هنا ما يتعلق بآداب وأذكار النوم، فعليك أن تجتهدي بأن تنامي على وضوء، لأن النبي بشرنا عليه الصلاة والسلام بأن المسلم الذي ينام على وضوء يرسل الله له ملكا ينام ما بين جلده وما بين ثوبه، وفي هذه الحال لا يمكن لأحد أن يعتدي عليك من عالم الجن أثناء نومك.

الأمر الثاني: عليك بالمحافظة على أذكار النوم، وأذكار النوم معروفة، وأعتقد أنها لا تخفى عليك، من قراءة الفاتحة، قراءة آية الكرسي، قراءة المعوذات الثلاث مع النفث ومسح بدنك كله، أيضا قول: (سبحان الله) ثلاثا وثلاثين مرة، و(الحمد لله) ثلاثا وثلاثين مرة، و(الله أكبر) أربعا وثلاثين أو ثلاثا وثلاثين، مع قولك: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)، ودعاء: (اللهم بك وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)، ودعاء: (اللهم إني وجهت وجهي إليك، وأسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت) واجعليهن آخر ما تقولين، وتظلين في حالة من الدعاء والذكر حتى تنامين.

كذلك أيضا من الآداب المرعية أن تنامي على شقك الأيمن؛ لأن النبي أخبر عليه الصلاة والسلام بأن هذه هي السنة، وأن الذي ينام على بطنه إنما هو الشيطان، والنوم على الشق الأيمن يجعل الجسد في حالة استرخاء تام وفي حالة استقرار، لأن النوم على الشق الأيسر قد يضغط على بعض الأجهزة الحيوية التي تجعل الإنسان لا يهنأ بنومه طويلا، أما النوم على الشق الأيمن موافق لآلية عمل البدن وطريقة عمل الأجهزة أثناء النوم.

كما ذكرت لك: عليك بمواصلة الأذكار حتى تغيبين عن الوعي.
إذن هذه هي آداب النوم ومعها أذكار المساء، وخاصة: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات تقولينها في المساء، وتقولينها في الصباح كذلك، لأن النبي بشرنا عليه الصلاة والسلام بأن من يحافظ على هذا الذكر لا يضره شيء حتى يمسي أو حتى يصبح.

كذلك أتمنى الاجتهاد في التهليلات المائة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)؛ لأن النبي قال عليه الصلاة والسلام في نهاية فضائلها: (وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي أو حتى يصبح).

إذن عليك بهذه الأذكار بارك الله فيك، لأنها بإذن الله تعالى نافعة ومفيدة، واجتهدي جزاك الله خيرا أيضا بأن لا تكثري من الطعام قبل النوم مباشرة، وإنما تتناولين العشاء ما بين المغرب والعشاء، وأن لا يكون كثيرا، وأن لا يكون من الأطعمة المعقدة حتى تعطي نفسك فرصة أن تنامي نوما مريحا وهادئا بعيدا عن أي منغصات كما يذكر الأطباء.

لا مانع إذا لم يحدث نوع من التحسن أن تعرضي نفسك على بعض الأخصائيين النفسانيين، لاحتمال أن يكون هنالك بعض الأدوية التي من الممكن أن تفيدك في حالتك هذه، ولكن كما ذكرت لك في البداية هذه ليست حالة مرضية، وليست حالة نفسية، وإنما هي شيء يحدث لبعض الناس قد تكون عوامل وراثية أو نتيجة إجهاد في وقت النهار أو نتيجة بذل طاقة أكبر أو غير ذلك، أو نتيجة وجود نوع من الكبت الداخلي فتبدأ النفس تنطلق في أثناء نوم الإنسان لتبث هذه الأشياء التي ذكرتها، بهذه الصورة أو بغيرها، كالمشي مثلا في أثناء النوم أو غير ذلك.

كما ذكرت لك بهذه الأشياء التي أشرت عليك بها أعتقد أننا سوف نصل لحل طيب بإذن الله تعالى، كما أوصيك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعافيك من ذلك؛ لأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وهذا ما أخبرنا به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله أن يصرف عنك كل سوء وأن يعافيك من كل بلاء.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات