ما أثر زيادة جرعة الدواء والتنويع فيها على صحة المريض؟

0 549

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة الدكتور محمد العليم المحترم

أشكر لك حسن تعاونك في خدمة هذا الصرح المفيد، جعل الله كل ما تقدمه في ميزان حسناتك، لكن يا دكتور لدي استشارة ضرورية جدا، وأريد أن تفيدني فيها، أنا مصاب بالقلق، وعندما شخص الدكتور حالتي وصرف لي علاج (سبرالكس 10 ) نصف حبة لمدة أسبوع، وحبة بعد ذلك ليلا، استمريت على العلاج بهذه الطريقة لعدة أشهر، وتحديدا أربعة أشهر، وبعد ذلك أعدل في وقت العلاج، فأصبحت أتناوله صباحا بسبب أني عندما أتناوله لا أذهب إلى الدوام وأحس بصداع يأتيني، وأضطر لتناول الجرعة صباحا ومساء.

فهل في هذا التنويع في فترات تناول الدواء ضرر على صحة الفرد؟ وهل تناول جرعتين في اليوم له ضرر؟ وأيضا كذلك عندما أريد أن أرفع الجرعة، هل أرفعها في وقت واحد، أم أجعل الجرعات متفاوتة؟ وما هي أقصى جرعة لتناول الدواء في اليوم؟ وهل الزيادة في تناول الجرعة يؤدي إلى حالة هوس؟

أيضا كذلك عندما أتناول الدواء تأتيني حالة خمول، فذهبت إلى الصيدلية فأعطاني الصيدلي حبوب غذاء ملكات النحل (رويال جيلي 1000) فهل تناول العلاج يتعارض مع (سبرالكس)؟ كذلك أريد منك علاجا مساعدا لحالة الخمول التي تأتيني من علاج (سبرالكس) بشرط ألا يكون متعارضا مع العلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن عقار سبرالكس من الأدوية الجيدة والمفيدة جدا والسليمة جدا، وبالنسبة لوقت تناول العلاج فالشركة المنتجة للدواء تنصح بتناوله نهارا، إلا في حالة أن الدواء قد سبب تكاسلا أو خمولا أو زيادة في النوم، فهنا يمكن تناوله في فترة المساء، فإذن الشيء الأفضل هو تناوله نهارا، لأنه قد يرفع درجة اليقظة لدى بعض الناس، لكن في حالة إن كان الدواء له تأثير استرخائي فهنا لا مانع من استعماله في فترة المساء.

أنت الآن تتناول الجرعة صباحا ومساء ولا بأس في ذلك أبدا، لا يوجد أي نوع من التناقض، فالجرعة أثرها هو أثر تضافري، بمعنى أن الجرعة الصباحية تبنى مع الجرعة المسائية وتعطي الأثر الدوائي، فمن ناحية أن الدواء يتم تناوله بهذه الصورة فهذه لا بأس بها أبدا، وهي طريقة سليمة، وأنا أعرف من يتناولون هذا الدواء بجرعات أكبر مثل ثلاثين مليجراما في اليوم وهي جرعة قصوى لا تعطى إلا تحت الإشراف الطبي، وأعرف من يتناول الدواء على هذه الشاكلة بجرعة عشرين مليجراما يوميا ليلا، هنالك كثيرة من الناس يتناوله بمعدل عشرين مليجراما يوميا، تقسم الجرعة إلى عشرة مليجرام صباحا وأخرى مساء، فتناول الجرعتين في اليوم لا ضرر فيه بدا، لكن بالطبع يفضل أن تثبت وقت التناول - هذا مهم جدا - الجرعة الصباحية تكون في وقتها والجرعة المسائية تكون في وقتها، مع قبول فوارق بسيطة مثلا ساعتين أو ثلاث، لا بأس في ذلك، هذه الطريقة تضمن لنا -إن شاء الله تعالى- أن البناء الكيميائي للدواء سيكون في وضعه الصحيح.

بالنسبة لأقصى جرعة لتناول هذا الدواء: هي 30 مليجراما في اليوم، لكن هذه لا تعطى إلا تحت إشراف طبي، والجرعة القصوى العمومية المصرح بها هي 20 مليجراما، ولا شك أن وزن الإنسان يلعب دورا في ذلك، فمثلا الإنسان الذي وزنه 120 كيلو جراما، ليس كالإنسان الذي وزنه 70 كيلو جراما، لكن بصفة عامة نقول أن الجرعة الجيدة والفاعلة والقصوى هي 20 مليجراما.

في حالة زيادة الجرعة هل تأتي للإنسان حالة هوس؟ الإنسان الذي لديه القابلية للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، هذا المرض قد يكون كامنا خاملا في بعض الناس، وهذا نسميه بالاضطراب الوجداني من الدرجة الثانية أو الثالثة، في مثل هذه الحالات تناول هذا الدواء – أي (السبرالكس) – حتى وإن كان بجرعة علاجية ربما يؤدي إلى نوبة انشراحية تتحول إلى هوس، وقطعا إذا كانت الجرعة أكبر مما يجب – 30 مليجراما مثلا – وكان الإنسان لديه القابلية للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية فهنا احتمالية الهوس تكون أكبر.

أما إذا كان الإنسان لا قابلية له مهما كبرت الجرعة فلن تحدث حالة هوس، هذا يجب أن نؤكده، لكن الجرعات القصوى أو الأكبر من المفترض قد تؤدي إلى تسمم دوائي، هنالك متلازمة تعرف (بمتلازمة السيروتونين) وهي تنشأ وتنتج من الجرعات الأكبر مما هو مطلوب، لذا دائما اتباع الإرشادات الطبية تضمن لنا -إن شاء الله تعالى- سلامة الدواء.

بالنسبة لحالتك وحالة الخمول التي تأتيك: لا مانع من تناول حبوب غذاء ملكات النحل، فهو إضافة جيدة، ولا يتعارض أبدا مع (السبرالكس)، لكن الأهم من ذلك هو ممارسة الرياضة، الرياضة ذات فعالية ممتازة جدا لعلاج الخمول، كما أن تناول كوب مركز من القهوة أعتقد أنه يعطي كثيرا من الناس طاقات فعالة جدا دون ضرر، وإذا كان هذا الخمول ملازما لك بصورة متصلة فأيضا أنصحك بأن تقوم بإجراء بعض الفحوصات العامة، تتأكد من مستوى (الهموجلوبين)، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى الدهنيات، ووظائف الأعضاء الجسدية العامة، هذا لمجرد الاطمئنان، والرياضة ذات جدوى كبيرة، وذات منفعة كبيرة جدا لعلاج حالات الخمول.

من الضروري جدا أن تثبت وقت النوم الليلي، هذا أيضا يريح الإنسان، يرتب ساعته البيولوجية، ويعطيه طاقات إيجابية جدا أثناء النهار، مثلا النوم عند الساعة العاشرة مساء، هذا أعتقد أنه جيد وممتاز جدا، والإنسان إذا تطبع على ذلك هذا يعطيه طاقات إيجابية جدا خاصة في فترة الصباح.

تناول (السبرالكس) أيضا بعد المغرب مباشرة قد يقلل من الشعور بالخمول في الصباح، وذلك بناء على أن قمة فعالية (السبرالكس) تحدث بعد أربع ساعات من تناوله، وبعد ذلك تبدأ فعاليته وتأثيراته الجانبية في الضعف والاضمحلال، فإذا تناوله الإنسان عند الساعة السادسة مساء، قطعا الساعة السادسة صباحا ستكون طاقاته جيدة ومتجددة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى كلماتك الطيبة، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات