ما أسباب ضعف الذاكرة وتشوش الأفكار؟ وما خطوات علاجها؟

0 500

السؤال

أنا شاب, أبلغ من العمر 33 سنة، أعاني منذ أزيد من 10 سنوات من ضعف الذاكرة, ونقص التركيز، ويعتريني السهو حتى عند الدعاء, أو محادثة شخص, مع أني كنت من المتفوقين في دراستي، ما هي الأسباب، وما هو العلاج؟


بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو آدم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فما دمت كنت من المتفوقين والمتميزين فهذا يدل -إن شاء الله تعالى- أن مستوى الذكاء والمقدرات المعرفية لديك طبيعية جدا، وهذا ضروري جدا.

إذن غالبا ما تكون حالة ضعف الذاكرة – وهي في الحقيقة ليست ضعف في الذاكرة, إنما هو ضعف في التركيز وتشوش الأفكار – هذا غالبا ما يكون سببه القلق.

القلق قد يكون مقنعا وداخليا, لا يظهر على الإنسان في شكل أعراض نفسية أو جسدية، إنما يظهر في شكل انشغال داخلي، تشتت في الأفكار، ضعف في التركيز والاستيعاب، وهذه حقيقة أحد السمات التي يتميز بها القلق, وقد يجهله الكثير من الناس حتى بعض المختصين, مع احترامنا الشديد للجميع.

الذي أنصحك به هو أن تقوم بالآتي:

1) يجب أن تقوم بإجراء فحوصات طبية عامة، وهذه قاعدة جميلة جدا، أن يتأكد الإنسان من وظائفه الجسدية -خاصة مستوى الدم-، فضعف الدم قد يؤدي إلى ضعف في التركيز؛ لأن الدم هو الذي يحمل الأكسجين، ومتى ما ضعف مستوى الهموجلوبين فسوف يقل مستوى الأكسجين الذي يصل إلى الأعضاء الجسدية المختلفة – خاصة الدماغ – وهذا قد يؤثر على التركيز.

وظائف الجسم العامة إذن مهمة جدا، وهذه الفحوصات أصبحت الآن بسيطة جدا، وهناك فحص خاص يجرى للغدة الدرقية – هذا مهم – وهو أيضا فحص بسيط جدا، فكثير من حالات اضطراب إفراز الغدة الدرقية قد تؤدي إلى ضعف في التركيز لدى بعض الناس.

بعد أن تتأكد أن حالتك جيدة وممتازة من الناحية العضوية أنصحك بعمل الآتي:

2- يجب أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة – فهذا مهم جدا – وهذا يتأتى من خلال التوزيع الجيد للوقت، لا أقول لك نم لساعات طويلة، لا، يجب أن تكون محددة عدد ساعات النوم، والنوم المبكر دائما يجدد الطاقات، بل يؤدي إلى ترميم الخلايا الدماغية؛ مما يحسن من مستوى التواصل بين هذه الخلايا, وليست مبالغة, حكى لي أحد الأخوة أنه كان يقرأ القرآن ليلا, وحين يستيقظ في الصباح يجد نفسه قد حفظ ما قرأه، فهذا دليل على عملية الترميم الدماغي التي تتم في أثناء النوم، فيجب أن تكون منتظما في نومك، تحدد ساعات النوم، التقلبات الشديدة في أوقات النوم خطيرة وسيئة جدا للصحة النفسية خاصة في مثل عمرك.

3) ممارسة الرياضة يجب أن يكون أمرا أصيلا, وأساسيا في حياة الناس, خاصة الشباب من أمثالك، الرياضة تجدد الطاقات النفسية والفكرية, قبل أن تقوي الأجسام، فكن حريصا على ذلك.

4) أكثر من الاطلاع والقراءة، وحاول أن تركز على ما تقرؤه، واقرأ مواضيع قصيرة، قم بتكرارها أكثر من مرة، والتكرار يعلم الشطار، وأعمل نظرك وسمعك, وارفع صوتك عند قراءة الشيء، تجد نفسك تذكرت الكثير منه، وهذه مفيدة جدا.

5) قراءة القرآن بتمعن وتدبر, لا شك أنها تقوي الذاكرة. قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت} وقال تعالى: {فاذكروني أذكركم} وقال تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}.

6) استمع لما يقوله الآخرون, وحاول أن تردده في نفسك، فهذا أيضا يقوي الذاكرة.

7) حين تتفاعل مع الناس يجب أن تستفيد من الحواس جميعها، مثلا حين تسلم على إنسان ما فأنت تنظر إليه, وتسلم عليه في يده, وتستمع له، وهنا تكون قد استعملت حواس (البصر والسمع واللمس) فهذا دائما يوطد القوة الاستيعابية لدى الإنسان.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا: (226145 _264551 - 2113978) علاج كثرة النسيان سلوكيا: (269001 - 269270).

وهنالك تمارين أخرى كثيرة، لكن هذه هي الأسس، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات