رؤية الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المنام بين الحقيقة والخيال.

0 839

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بعد التحية والاحترام لمجهودكم الجبار، والشكر والامتنان لما تسدوه من فضل عظيم وجهد وفير:
نسأل الله لكم العون والثبات والأجر والثواب، أما بعد:

بعد رجوعي من العمل صباحا كنت متعبا بعد دوام ليلي فنمت مباشرة، ثم رأيت في منامي نورا بدأ تدريجيا يعم أرجاء الغرفة، ثم رأيت رجلا ذا لحية بيضاء، جالسا علي كرسي كأنه كرسي الملوك أو العلماء، فقلت في أول الأمر: -صلى الله عليه وسلم-، ثم قلت: -صلى الله عليك وسلم-، ثم رددتها مرات ومرات عديدة دون انقطاع، وكنت أحاول في المنام أن أوقظ زوجتي، وأن أسألها: هل رأيت النور؟ فأجابتني: أنها أحست به، ثم استيقظت وأدركت أنني كنت أصلي وأسلم على رسول الله، لم أرو الحلم، أو الرؤيا لأحد سوى لزوجتي لخوفي الشديد أن أكذب على رسول الله، لم أصدق نفسي أنني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

مع العلم أني -والحمد لله- مواظب على الصلاة، وأحاول دوما أن أكثر من الخيرات، وأن أترك المنكرات، ولا أزكي نفسي بل أدعو الله بالمغفرة والثواب لي ولكم، ولجميع المسلمين آمين.

والحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ABOU HACHEM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يكون ما رأيت خيرا، وقد أحسنت في كونك كتمت ما رأيت، ولم تحدث بذلك أحدا من الناس إلا زوجتك؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في الحديث: (الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتفل على يساره ثلاثا، وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره).

وأما ما رأيته في منامك فنرجو أن يكون خيرا؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الذي رواه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه وغيره: (من رآني في النوم فقد رآني، إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي).

فما رأيته في منامك ليس على هيئة النبي -صلى الله عليه وسلم- التي كان عليها في حياته؛ فإنه لم يكن أبيض اللحية -عليه الصلاة والسلام-، بل مات -صلى الله عليه وسلم- وفي لحيته شعرات بيض، وما كان هذا حاله من الرؤى، أي من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- على خلاف صورته التي كان عليها في الدنيا؛ فإن الرؤيا كما يقول أكثر العلماء رؤيا حق، ولكنها من الرؤى التي تحتاج إلى تعبير وإلى تأويل، أي ليست هي صورة النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يقال قد رآه حقيقة، وأدرك صورته التي كان عليها في الدنيا، بل هذا نوع من المثال لما يريد الله -عز وجل- إيصاله إليه من بشرى بخير، أو نحو ذلك.

ونحن لسنا ممن يتخصص في تعبير الرؤى، لكن نأمل من الله تعالى أن تكون هذه الرؤيا التي رأيتها خيرا؛ فإن ظاهرها الخير، فإذا وجدت من يحسن تعبير الرؤى ولا يدعي ذلك مجرد ادعاء، فقصصت عليه ما رأيت ليعبر لك فذاك، وإلا فاحمد الله -سبحانه وتعالى- على ما أنت فيه، وخير ما نوصيك به ملازمة سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، واقتفاء آثاره، والعمل بشرعه، فإن هذا هو الحبل المتين الذي من اعتصم به نال كل خير في دنياه وأخراه.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك كل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات