برد أسفل ظهري يشتد ليلاً كأنه قطعة ثلج‘ فما التشخيص؟

0 744

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ حوالي الشهرين أحسست فجأة بصداع, ودوخة مستمرة, لا تتوقف إطلاقا؛ اعتقدت أنه الضغط في البداية؛ لأن لدي ضغطا عصبيا بالفعل, وقولونا عصبيا, وكان الضغط 140 /90 فقمت بأخذ (الكونكور 2.5) عدة أيام دون فائدة, ذهبت إلى طبيب الأنف والأذن؛ فأخبرني أن لدي خللا في وظيفة الأذن اليمنى نتيجة انفعال؛ وكتب لي (أوكسبيرال) و(سيرفتام) و(جينكو بلس), وبالفعل تحسنت, أو قل شفيت تقريبا بعد أول أسبوع, لكنه أوصاني بتناول الدواء لمدة 20 يوما تقريبا حتى لا تعود الحالة.

عاودتني بعدها لكن على فترات متباعدة وقليلة، مع أعراض مختلفة سأذكرها لاحقا، وبعد ذلك بأسبوع تقريبا بدأت أعراض أخرى غريبة، ما زالت مستمرة معي حتى الآن, وهي ما أود السؤال بشأنه حقا:

بدأت بسخونة, وصهد في وجهي لمدة أسبوع دون ارتفاع فعلي في درجة الحرارة؛ ذهبت بعدها لطبيب الباطنية فكشف بالسونار, وأخبرني أن كل شيء سليم, عدا وجود بعض الالتهابات العادية بالقولون والمعدة, وأعطاني (جاست-ريج) و(ديلكسيون بلس), بعدها بثلاثة أيام جاءتني نوبة تشبه آلام الإنفلونزا تماما-لكن دون رشح, أو ارتفاع في درجة الحرارة-: برد مركزه أسفل الظهر, ويمتد إلى الفخذين والفك, كنت أرتعش تقريبا, وذلك في البداية, مع نفس الآلام التي تصاحب أعراض الإنفلونزا, صاحب ذلك زيادة في اللعاب, وآلاما في الأسنان والعينين تشبه آلام الإنفلونزا بالضبط, لدرجة أنني اعتقدت أنها إنفلونزا, وتناولت مضادا حيويا لمدة يوم كامل, بعدها صاحبتني تلك الأعراض التي تأتي دوما, ولا أعرف كيف، ولا لماذا، ولا لأي سبب، وأفشل دوما في توقعها, وهي:

شعور ببرد أسفل الظهر, يشتد ليلا, كأن قطعة ثلج أو ريحا باردة مسلطة أسفل ظهري, لكن لا آلام في العضلات أو العظم, مع الإحساس كثيرا برغبة في البكاء, لكن لا وجود للاكتئاب, بمعنى أنني يمكن أن أتحدث بشكل عادي جدا, وأشعر برغبة لحظية في البكاء, مع رجفة داخلية تشبه القشعريرة الخفيفة, وأحيانا عند الشهيق أشعر بارتعاش داخلي يشبه الخوف, كذلك طعم معدني يزورني من وقت لآخر, وأشعر به يأتي من الناحية اليسرى للسان, وطعم مرارة "في أحيان قليلة", وسخونة الوجه سالفة الذكر, وشيء يشبه البرد في الأسنان والعينين, ووجود ريح "غازات" بكثرة, ووجود تقلصات في القولون "أعتقد أنها تقلصات القولون العصبي المعتادة", وكان هناك صداع مركزه وراء العينين في الأيام الأولى, لكنه اختفى لاحقا, كذلك غثيان للحظات, لكن ذلك العرض اختفى لاحقا أيضا, مع ملاحظة أن تلك الأعراض لا تأتي مجتمعة, وإنما يتبادل عرض أو عرضين أو أكثر, لكن الأكثر استمرارا برد أسفل الظهر الذي لا يفارقني, وارتعاشة الخوف عند الشهيق, وزيادة اللعاب, والطعم المعدني, وكذلك صهد الوجه واحمراره.

قرأت بعد ذلك على شبكة الإنترنت أسبابا كثيرة لكل عرض, مثل: زيادة الحموضة للريق الزائد, أو الطعم المعدني, وخمول الغدة الدرقية لبرد أسفل الظهر, لكني لم أجد حالة تجمع كل تلك الأعراض, هل هو توهم مرضي؟ فهل هو خلل باطني؟ وهل هو مشكلة في الدم؟ وما التحاليل المطلوبة؟

مع ملاحظة أن عمري 33 سنة, متزوج, ولا توجد مشاكل في العلاقة الزوجية, لا أدخن, الوزن 100 كيلوجراما, الطول 178 سم, لا يوجد عرق أو اضطراب في ضربات القلب, البول والبراز عادي جدا, درجة الحرارة طبيعية, قياس الضغط طبيعي, ونسبة السكر طبيعية, لا يوجد حاليا صداع أو دوخة, ولا يوجد خمول أو إرهاق غير طبيعي, لا اضطرابات في النوم أو التنفس, لا يوجد وخز أو تنميل أو آلام في المفاصل، أو أي آلام أخرى, كنت أعاني من حرقان-حموضة المعدة- طول حياتي, لكنها اختفت منذ تلك المشكلة, كثير الوسوسة, كثير الانفعالات نتيجة ضغوط الحياة العادية.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنك تعاني من هذه الأعراض العضوية المتنقلة، والإنسان من الطبيعي أن ينشغل, ويكون مهموما حيال صحته في مثل هذه الحالات، لكن أود أن أؤكد لك أن المؤشرات كثيرة جدا تشير إلى أن الذي تعاني منه هو أحد الحالات النفسوجسدية، بمعنى أن الأعراض في جلها ومعظمها أعراض عضوية, لكن منشأها نفسيا، يأتي على رأس هذه الأعراض آلام الجهاز الهضمي, والقولون العصبي؛ فالقلق والتوترات والانفعالات السلبية هي من الركائز والعوامل التي تؤدي إلى ظهور هذه الأعراض، وحتى الشعور بالبرد في أسفل الظهر، والبعض قد يشعر بانقباضات عضلية، وهذا أيضا قد يعزى لوجود القلق، وأنت عبرت بوضوح وصراحة عن حالتك النفسية في أنك أصبحت كثير الوسوسة, وكثير الانفعالات.

ما هو الحل؟ .. الحل: أولا أن تذهب إلى طبيب الجهاز الهضمي المختص في الأمراض الباطنية, وتقوم بإجراء فحوصات عامة, وأنا على ثقة تامة -إن شاء الله-أن كلها سوف تكون ممتازة وسليمة، وقصدي من هذه الفحوصات هو التأكد, وكذلك لتطمئن على صحتك، ولا أريدك أبدا أن تتنقل بين الأطباء.

بعد أن تتم طمأنتك بواسطة الطبيب الباطني أقول لك: يجب أن تحاول أن تتناسى هذه الأعراض بقدر المستطاع، وأن تضع برنامجا رياضيا منتظما؛ فالرياضة مهمة جدا للتخلص من مثل هذه الأعراض، وهنالك ثوابت علمية قوية جدا تشير إلى ذلك.

ثانيا: تناول أحد الأدوية المحسنة للمزاج والمضادة لهذا النوع من الأعراض سيكون أمرا مفيدا لك، أفضل عقار هو عقار (فلافاكسين), والذي يعرف تجاريا باسم (إفكسر), الجرعة صغيرة في حالتك, وهي خمسة وسبعون مليجراما، يتم تناولها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم إلى كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين أيضا، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

وهنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل), ويعرف علميا باسم (سلبرايد), يتم أيضا تناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا وأخرى مساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
هذا هو الذي أراه من حيث علاج حالتك.

أنا لا أقول لك: إنك متوهم مرضيا، لا، أنت لديك أعراض جسدية كثيرة متعددة، وهي تشغل بال الإنسان حقيقة، لكن أؤكد لك في ذات الوقت أنها ليست خطيرة أبدا وإن كانت مزعجة، والشيء الأرجح والأغلب أنها ناتجة من توترات نفسية.

مقابلة طبيب الباطنية, وإجراء الفحوصات المعروفة سوف يريحك كثيرا، وبعد ذلك انخرط في البرنامج الرياضي -كما ذكرت لك-، وتناول الأدوية التي وصفناها لك، وإن استطعت أن تقابل طبيبا نفسيا باسترشاد من الطبيب الباطني فهذا أيضا سوف يكون عملا طيبا وجيدا.

على النطاق الاجتماعي: حاول أن تتواصل اجتماعيا، أن تكون بارا بوالديك وذويك، وزع وقتك بصورة إيجابية، ادخل في نوع من الهويات، الانخراط في الأعمال الخيرية والأنشطة الثقافية، دائما يعود على الإنسان بخير كثير, ويصرف انتباهه عن مثل هذه الأعراض.

ضغط الدم أرجو مراقبته من وقت لآخر، وإن تطلب الأمر علاجه فالكنكور يعتبر علاجا طيبا جدا للضغط، وهنالك أدوية أخرى يمكن استعمالها -إذا ثبت أنك بالفعل تعاني من ارتفاع في ضغط الدم وليس ضغطا عصبيا-.

هنالك شيء أخير أود أن ألفت انتباهك له وهو: ضرورة التدرب على تمارين الاسترخاء، فهذه التمارين ذات فائدة كبيرة جدا لمن يداوم عليها، ويمكنك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت, أو تتواصل مع أخصائي نفسي ليقوم بتدريبك عليك.

ولا تنس أخي الدعاء -خاصة في مواطن الإجابة- فالله هو الشافي جل جلاله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات