ما العمل مع الفراغ العاطفي وآثاره التي أعانيها؟

1 461

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم كثير الشكر على ما تقدمونه من مساعدة للآخرين فجزاكم الله كل خير.

سؤالي موجه للدكتور الفاضل محمد عبدالعليم: أنا -يا دكتور- أشعر بفراغ عاطفي من آثاره:

1- أنني لا أريد أن أفارق الآخرين إذا كنا في جلسة.
2- عاطفي بشكل كبير، ولكن لا يظهر علي.
3- إذا فكرت تفكيرا معينا أرى آثاره سريعا علي، سواء سلبا أم إيجابا.

ما العلاج؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن سرعة التأثر هي سمة إنسانية يتصف بها بعض الأشخاص، وهي لا تعتبر حالة مرضية بأي حال من الأحوال؛ حيث إننا نعرف أن التباين موجود بين الناس في درجة تفاعلهم العاطفي.

هذا التأثر السريع الذي يشغل بالك، أرى -إن شاء الله تعالى- فيه خيرا لك؛ لأن القلب الرحيم أفضل كثيرا من القلب القاسي، املأ وجدانك الداخلي بطاعة الله، بالإحسان، بحب الآخرين، باكتساب المعرفة، والسعي من أجل التميز العلمي، أكثر من القراءات المفيدة، مارس الرياضة، كن بارا بوالديك، إذا وجدت أي وسيلة للانخراط في عمل خيري أو ثقافي، فهذا أيضا إن شاء الله تعالى فيه خير كثير لك، ممارسة الرياضة تقوي النفوس كما تقوي الأجساد، هذه كلها وسائل علاجية سلوكية بسيطة جدا، وإن شاء الله تعالى فيها خير وخير كثير لك.

هنالك أيضا طريقة إرشادية ننصح بها كثيرا، وهي ما تسمى بالتفريغ النفسي، الذين يميلون إلى الكتمان في بعض الأحيان، ويكون هنالك افتقاد للتعبير الذاتي الآني قد يحدث لهم شيء من سرعة الإثارة والتأثر لمواقف قد لا تستحق.

إذن التعبير عن الذات مهم جدا، والإنسان يجب أن يفرغ عما بداخله، لا نترك الأمور تحتقن في أنفسنا داخليا، هذه وسيلة طيبة وممتازة جدا أيضا؛ لأن يقلل الإنسان من سرعة التأثر.

شيء أخير وهو ما نسميه بالتغير المعرفي نحو متطلبات الحياة ذات الطابع المهم، والذي يحمل الجدية والشعور بالمسئولية، الحياة فيها الخير، وهنالك الشر أيضا، هنالك الأمور التي تتطلب خلالها أن يكون الإنسان ثابتا وقويا، ويتميز بحسن التصرف وأن يكون له صفة أن يقود الآخرين.

مثلا عند ممارضة الناس إذا كان هنالك شخص في مرض الموت، الشخص الذي بجانبه لابد أن يكون شخصا ثابتا وودودا ويعرف كل متطلبات هذه المرحلة، في وقت الصعاب الإنسان يجب أن يتصرف حسب الموقف وحسب ما يتطلب ذلك.

إذن التعبير عن العواطف يمكن أن يكون من خلال عدة آليات، وليست الإشكالية في أن الإنسان سريع التأثر، ليست الإشكالية أبدا في أن يكون الإنسان قاسي القلب أو عطوفا بشدة، هذه مشاعر إنسانية، ولكن كيفية التعبير عنها، التعبير عنها هو الشيء المهم، وهذا نسميه بإدارة العواطف، بمعنى آخر: الإنسان مطالب بأن يدير عواطفه حسب الموقف، وذلك من خلال استشعار أهمية الموقف، هل هذا الموقف يتطلب الجدية، هل هذا الموقف يتطلب أن لا أكون جادا؟ وموقف آخر قد يثير شيئا من الفضول في الإنسان، هذا أيضا يتطلب تفاعلا معينا، ومواقف معينة تستحق التجاهل، وهكذا.

إذن الإنسان لديه الفكر ولديه القوة الداخلية المعرفية التي يجب أن يستغلها ويتصرف حسب متطلبات الموقف، ويعبر عن مواقفه على هذا السياق، وعليك أيضا بالدعاء، الدعاء سلاح قوي يفيد المؤمن في كل شيء.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات