تعاطيت الحشيشة لأول مرة فأصبت بنوبة هرع شديد

0 466

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية مشكلتي قبل 3 أشهر, فقد كنت مع أحد رفاق السوء وعرض علي أن أدخن الحشيش, وهي أول مرة, وقد أحسست بعدها بالموت, وبفقدان العقل, وقد لازمني هذا الشعور لمدة ساعة متواصلة, ومن بعدها أحسست أنني غير طبيعي, ذهبت إلى المستشفى, وقالت لي الدكتورة: إنها نوبة هلع, وصرفت لي دواء سيروكسات, وريميرون, وانديكاردين, تحسنت على هذا الدواء, ثم أتتني النوبة بعد الدواء مرتين, لكني سيطرت عليها, ثم ذهبت إلى طبيب آخر فقام بتغيير الدواء إلى باروكسات, وسوليان, بعدها بعشرة أيام أتتني نوبة خفيفة, لكن بعد هذه النوبة أحسست أنني في حلم, واستمر هذا الإحساس معي مدة شهر, وبعدها أتاني إحساس بالموت بشكل مستمر على مدار اليوم, وبأن النهاية أوشكت, وبدأ معي هذا الإحساس قبل أسبوع عندما أتاني خبر وفاة اثنين من الأصدقاء, وأعراض هذا الإحساس: حرارة في جميع البدن, خفقان, وألم في القلب, وكتمه في التنفس.

أتمنى من سعادتكم مساعدتي في تشخيص الحالة, وفي العلاج.

وفي الختام السلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك ,وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا لتواصلك مع إسلام ويب.

بالفعل النوبة التي عانيت منها هي نوبة هلع, أو هرع, وهو نوع من القلق النفسي الحاد جدا, وهي تجربة مزعجة وغريبة على الإنسان، لا تعرف أسبابها بالضبط وبدقة, ولكن هنالك عوامل ربما تؤدي إلى هذه الحالة, أحد هذه العوامل هو أن تكون الشخصية قلقة, أو يكون الإنسان مر بخبرات سلبية كالتعرض لموقف مخيف في الطفولة, هنالك حالات سجلت الآن وهي: أن الحشيش وبما يسببه من اضطراب شديد في كيمياء الدماغ -خاصة فيما يتعلق بمادة تعرف باسم الدوبمين, وكذلك السيرتونين- هذا التغير الكيميائي الشديد والقوي على النفس الإنسانية قد يؤدي إلى نوبات الذهول, والخوف الشديد, والهلع, وربما الاضطراب الذهني, والتكدر في المزاج.

لذا نحن نقول للشباب وبكل أمانة وصدق ومصداقية علمية: إن هذه المواد خطيرة, وإننا نريد لكم الخير، فيجب أن تستمعوا لما نقوله.

فأيها الفاضل الكريم :أنا سعيد أنك قد استوعبت الدرس تماما, وعليك أن تبعد نفسك بعدا قاطعا من كل التزام محاط بالتعاطي والإدمان لهذه المؤثرات العقلية الخطيرة، أمامك فرصة طيبة جدا بأن تنهض بنفسك, وأن تعيش حياة طيبة, بشرط أن تكون إيجابيا في تفكيرك, وأن تكون رفقتك من الصالحين والطيبين, وأن تستثمر وقتك بالصورة الجيدة, وأن تمارس الرياضة, وأن يكون لك هدف في هذه الحياة.

بالنسبة للعلاج الدوائي أنا أقول لك: إن الأدوية التي وصفت لك هي أدوية ممتازة وفاعلة, لكن ربما تكون الجرعات ليست دقيقة, الباروكسات هو نفسه السيروكسات, والاسم العلمي الصحيح هو باروكستين, والجرعة المطلوبة هي أن تصل إلى ( 40) مليجراما في اليوم, إن لم تحدد الجرعة التي تتناولها الآن, عموما إن كانت حبة واحدة (20) مليجراما فيجب أن ترفعها إلى (40) مليجراما يوميا, واستمر على هذه الجرعة مدة أربعة أشهر على الأقل, وبعد ذلك خفضها تدريجيا, واجعلها حبة ونصف أي (30) مليجراما يوميا لمدة شهرين, ثم تجعلها (20) مليجراما يوميا لمدة ستة أشهر على الأقل, ثم تجعلها بعد ذلك (10) مليجرامات -أي نصف حبة يوميا لمدة شهر- ثم يمكنك التوقف عن الدواء.

أما بالنسبة للسوليان: فيفضل أن تجعله (50) مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين, ثم (50) مليجراما صباحا لمدة شهر, ثم يمكنك التوقف عنه, ولكن تستمر على الباروكستين.

أيها الفاضل الكريم: هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء, أرجو أن تتدرب عليها, وهذا يمكن أن يتم من خلال مقابلة الأخصائي النفسي مرة أخرى, أو الحصول على شريط, أو كتيب, أو سي دي, أو تصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء, فهي مفيدة جدا, خاصة إذا ألحقتها بالتمارين الرياضية التي تحدثنا عنها سلفا.

أنا لا أحبذ أي دواء آخر, أنصحك بالالتزام بالجرعة التي ذكرناها لك فقط؛ فهي الجرعة العلاجية المعروفة لإجهاض نوبات الهلع.

هنالك أدوية أخرى مثل السبرالكس, والإيفكسر, وحتى البروزاك, والفافرين, لكن أرى أن الأدوية التي وصفها لك الطبيب هي ممتازة وفاعلة, وربما يكون سر نجاحها يعتمد فقط على تعديل الجرعات, والالتزام بمدة العلاج.

ولمزيد من الفائدة عليك بهذه الاستشارة لمعرفة كيفية التخلص من الهلع سلوكيا:(278994)

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات