هل أقبل الزواج برجل قارب الخمسين مصاب بالسكر متزوج وله أبناء؟

0 467

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

إجاباتكم يرتاح لها القلب، ويقتنع العقل باتباعها، شكرا على جهودكم واهتمامكم بأسئلتنا.

حيرتي بيني وبين نفسي، ولم يتبين لي شيء على أرض الواقع، ولكني ارتأيت سؤالكم قبل أن أخوض في أمر قد لا تحمد عقباه.

تعرفت على أحدهم في إطار العمل-أرى بأنه يحاول التقرب مني- لا أنكر, فأنا أميل إليه نوعا ما.
المشكلة: أنه متزوج، ولديه أبناء، ويكبرني بأكثر من 18 عاما، و لديه مرض السكري في مراحله الأولى ، والأدهى والأمر من ذلك هو الشعور الذي ينتابني عنه؛ فأنا أشعر بأن سبب تقربه الرئيس مني هو أنه يمر بأزمة منتصف العمر، فهل أنا محقة فيما أشعر به, أم أن الارتباط بشخص مثله, وبمثل ظروفه, لا بأس به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وعن أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن ييسر أمرك، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مناسب يكون عونا لك على طاعته ورضاه، وتسعدين به في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة – من أنك في إطار العمل تعرفت على رجل يحاول التقرب منك، إلا أن لديه كما ذكرت أبناء وأسرة، وهو يكبرك بثمانية عشر عاما، ولديه -كما ذكرت- سكر في مراحله الأولى، وعندك -كما ذكرت- شعور ينتابك بالميل إليه، فأنت تشعرين بأن سبب تقربه الرئيس منك هو أنه يمر بأزمة متصف العمر، وتقولين هل أنت محقة بما تشعرين به، أم أن الارتباط بمثله لا بأس به؟

في الواقع أقول لك -أختي الكريمة الفاضلة (هلا)-: إن الارتباط بمثل هذا الأخ في هذه الظروف التي ذكرتها محفوف بقدر كبير من المخاطر، فأنت تعلمين أن الرجل الذي له أولاد, وهو في مثل هذه السن, وقطعا إن أبناءه قد كبروا وأصبحوا في مرحلة متقدمة من العمر, وقد يضغطون عليه ضغطا لا يستطيع معه أن يواصل رحلته بعد الارتباط بك، وبالتالي ستفقدين كثيرا من مقوماتك, نتيجة تخليه عنك في وقت أنت تكونين أحوج ما تكونين فيه إلى رجل يقف معك.

كذلك أيضا فارق السن ليس بالأمر الهين، فثمانية عشر عاما معناه -إذا كنت على رأس الثلاثين- أن زوجك أصبح قريبا من الخمسين، وإذا كنت على رأس الأربعين فهو قريب من الستين، ومعنى ذلك أنك ستكونين في عنفوان الشباب وقوة النضج وزوجك قد دخل إلى مراحل الشيخوخة المبكرة.

وأيضا فيما يتعلق بقضية السكر -وإن كان في مراحله الأولى- إلا أنه يؤثر مما شك فيه مع تقدم الزمن، والذي أراه فعلا أن تصرفي النظر عن هذا المشروع تماما؛ لأنه ليس متوافقا مع ما أنت عليه جملة وتفصيلا، وعليك بالصبر, والدعاء, والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يمن عليك بزوج صالح طيب مناسب، وهذا الرجل ليس هو بالرجل الذي لديه مثلا أسرة صغيرة يستطيع أن يحتويها, وأن يعدل بينكما، كذلك أيضا مسألة وجود مرض السكر, حتى وإن كان في المراحل الأولى إلا أنه يؤثر تأثيرا كبيرا, خاصة مع هذه السن المتقدمة.

لذا أرى أن تصرفي النظر عن ذلك، وأن تتوجهي إلى الله عز وجل بالدعاء أن يمن عليك بمن هو مناسب لك, وبمن هو خير منه، واعلمي أن الله تبارك وتعالى جل جلاله يحب الملحين في الدعاء، وأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم – فعليك بالصبر الجميل, والإكثار من الدعاء, والإلحاح على الله تعالى, والتضرع إليه، ومن الممكن أن تستعيني ببعض الأخوات الصالحات, أو المحبات لك, كالوالدة, والأخوات, لعل الله تبارك وتعالى أن يمن عليك بالإجابة لدعوة من أي جهة كانت؛ فتتغير أحوالك، وتتزوجين بالرجل المناسب الذي يسعدك, ويكون عونا لك على طاعته ورضاه.

ولا ننسى أن نذكرك بأن التعامل مع الرجال الأجانب يجب أن تكون بضوابط شرعية، بأن لا يحصل هناك خلوة بينك وبينه، وأن لا تتكلمي معه إلا في حدود العمل، وأن لا تليني في الكلام معه، وأن لا تنظري إليه إلا في حدود العمل أيضا، وأن تلتزمي الحجاب، وأن لا تضعي حجابك أمامه.

أسأل الله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لكل خير، وأن يمن عليك بمن يسعدك في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات