أشعر بالخجل من الحديث أمام الناس ولا أجرؤ على النظر بوجه من أكلمه

0 541

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب عمري 18 سنة, مشكلتي أني أخجل من الحديث مع مجموعة من الأشخاص, فلا أستطيع التعبير عن رأيي بسبب هذا الخجل, لحظة التحدث أشعر أن كل الأشخاص ينظرون إلي ويسخرون مني ولا يهتمون لما أقول, وتكثر الأخطاء في كلماتي، لذلك أفضل السكوت, وإلى جانب ضعف الشخصية وعدم القدرة على النظر في عين من أتكلم معه؛ لأنني أشعر بأني أتعمق في عين من أتحدث إليه, وإذا نظرت بعيدا يشعر أنني لا أهتم للكلام معه فيتجنب الحديث معي مرة أخرى, أشعر أن عندي حساسية زائدة عن حدها فأخجل من التكلم مع أي شخص لا أعرفه, حتى إذا كنت أسأله "كم الساعة؟" وبسبب ذاك الخجل أرفض الذهاب مع والدي لزيارة أقاربي منذ أكثر من سنتين.

في العام القادم سوف أكون في الجامعة -بإذن الله- وسأتعامل مع أعداد من الطلاب والطالبات، وأنا أفضل العزلة دائما, يسألني بعض الأصدقاء لماذا لا تكون علاقة عاطفية مثل باقي الطلاب؟ فأشعر أن ما من أنثى سترضى بتلك الشخصية الضعيفة, لا شيء أتقنه في الحياة, حتى الرياضة، ولست متفوقا في الدراسة, أشعر بأنه لا قيمة لي في الدنيا, ويذهب تفكيري في أن أجرم في حق نفسي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ unknown حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

تنتشر كثيرا حالات الرهاب أو الخوف الاجتماعي، حيث يصعب على الشخص الحديث أمام الناس، بالرغم من عدم وجود آفة لسانية أو كلامية، فهو عندما يكون بمفرده أو مع من يعرفهم جيدا ويرتاح إليهم -كأسرته مثلا- لا تظهر عنده أية أعراض لمشكلة الكلام أمام الناس، بينما نجده مدفوعا لتجنب المجالس التي يتواجد فيها عدد من الناس، حيث يشعر بأن عليه أن يتكلم أمام الجمع ولو بكلمات بسيطة، ولم حتى "كم الساعة".

وفي كثير من الأحيان يمكننا رد هذه الحالة لحادث ما في الطفولة عندما اضطر التلميذ للحديث أمام زملائه والمعلم فلربما علق أحدهم على كلامه أو استهزأ به بطريقة أو أخرى، وفي كثير من الحالات يصعب علينا اكتشاف مثل هذه الحوادث في الطفولة، ويبدأ الشخص يفكر طويلا في هذه المشكلة، وقد يمنعه هذا من حضور بعض الأنشطة التي يحبها ويتطلع إليها، وهذا التفكير الدائم والكثيف يزيد من قلق الشخص بانتظار متى سيجد نفسه مجددا في مثل هذه الصعوبات، فإذا بالمشكلة تصبح مشكلتين، مشكلة قلة الثقة في نفسه -كما هو حاصل معك- وضعف الثقة في قدرته على الحديث أمام الناس، وبالتالي يعاني من القلق الدائم عند اللحظات التي سيواجه فيها هذه المشكلة.

ما هو العلاج؟ ليس هناك علاج دوائي للرهاب أو الخوف الاجتماعي من لقاء الناس والحديث أمامهم، فهذه مشكلة سلوكية وعلاجها بشكل أساسي سلوكي، وأحيانا نقول علاج معرفي سلوكي، والذي يقوم على تغيير قناعات الشخص وأفكاره، ومن ثم تغيير سلوكه، وذلك من خلال التدريبات والمهارات التالية:

- القيام بتدريب القراءة والحديث بصوت مرتفع عندما يكون الشخص منفردا.

- محاولة أخذ راحته بالحديث أمام من يعرف ويرتاح إليهم كالأسرة، وأن يعتبر هذا نوعا من التدريب.

- أن يحاول أولا الدخول في بعض المواقف الاجتماعية والمجالس الصغيرة التي كان يتجنبها، ومن ثم المجالس والتجمعات الأكبر، وأن يحاول أن يقول أولا كلمات قليلة، وبعد أن يشعر ببعض الثقة بالنفس، يمكنه أن يزيد كلامه وبالقدر الذي يرتاح إليه.

- عدم التجنب الكامل للقاءات الناس، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا اشتدادا وعمقا، وهكذا حتى يجد الشخص نفسه في عزلة كاملة عمن حوله، ويمكن أن تستعين بصديق لك، وتصارحه بالمشكلة، لأن السرية الشديدة هذه تزيد المشكلة اشتدادا، ويمكن أن تستعين بهذا الصديق لتتدرب بالحديث معه بشكل ثنائي، ومن ثم يمكن أن يرافقك لبعض المجالس، وقد وجد أن وجود من تعرف وتثق به من الناس قد يخفف عنك من هذه الصعوبة عندما تكون في لقاء من الناس.

طبعا لا أنصحك بإقامة علاقة عاطفية مع فتاة ما، ليس لأن هذا ليس بالضرورة أن يحسن الحالة التي أنت فيها، وإنما لأنك تعرف أن هذا ليس بالعمل الأخلاقي، إلا إن أردت الزواج الحلال، ومن الطبيعي عندما يعاني الشاب من مثل هذا الخجل أو الخوف الاجتماعي، من الطبيعي أن يشعر بما تشعر به أنت من ضعف الثقة بالنفس، وبأنه لن تقبل بك فتاة بسبب طبيعة شخصيتك، ولكن من قال هذا؟!

ستلاحظ أنك وبعد تحسين خجلك الاجتماعي أو خوفك هذا، ستلاحظ أن ثقتك بنفسك قد ازدادت بشكل كبير، مما سيشجعك ويجعلك تتحدث بطلاقة أمام الآخرين، وستتزوج الفتاة التي ترتبط بها، بكل ثقة وبالحلال.

والله الموفق لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات