أنصح الناس وأقصر في حق نفسي ... فما الحل؟

0 358

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

لجأت إليكم لثقتي بأني سأجد الصواب عندكم.

أنا أواجه خمس عقبات في حياتي:

أولا: أنا فتاة -ولله الحمد- لدي عقل يفوق أضعاف سني, ونظرة مستقبلية صائبة, ولدي القدرة على تحفيز الأشخاص, ونصحهم للأفضل, ولكن مشكلتي تكمن في أني لا أستطيع تحفيز نفسي, وأتهرب من مصارحة نفسي.

ثانيا: أنا مشتركة في مسابقة كبيرة, واقترب موعدها, وأنا قد شارفت على الانتهاء منها, لكن يصيبني الإحباط والممل, ويراودني تركها خوفا من عدم فوزي؛ لذلك أتهرب من إتقاني للمسابقة, وأرغب في تركها, مع أني لم يتبق لي فيها سوى القليل جدا, بنسبة 5%!

ثالثا: دائما أرغب في المشاركات والفعاليات بالمدرسة, ولكن عند اللقاء في احتفال, أو إذاعة أرتجف, وأتوتر جدا إلى أن أنتهي, مع استعدادي, وهذا يعيقني في طريق التميز, فماذا تنصحني به؟

رابعا: أنا لدي رعشة بسيطة جدا في كف يدي, وأطراف أصابعي, وأحيانا تصيبني في رجلي عندما أتوتر, وخفقات قلبي تزيد, فهل سببها هلع أم بسبب تركي للعادة السرية؟ فمنذ ستة شهور قررت قرارا نهائيا -بعد معرفتي بأخطارها, ولرضا ربي- أن أتركها.

خامسا: دائما أقول الكلام الصائب, لكني أفتقد تنفيذه.

أريحوني, كل الشكر لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شموخ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على هذه الأسئلة، والتي هي متعلقة ببعضها بعض الشيء.

من منا لا يعاني من مشكلة أنه ينصح الآخرين، إلا أنه يقصر في حق نفسه؟
فمن المعروف أن الإنسان قد ينشط لتقديم الحلول والنصائح للآخرين، إلا أنه يجد صعوبة في تنفيذ كل ما يقوله على نفسه، كالطبيب المدخن الذي ينصح الآخرين بعدم التدخين، أو كالذي يعظ الآخرين ويقصر في حق نفسه، وهكذا الدنيا، نجاهد ونكافح مع أنفسنا، ونسدد ونقارب، وهكذا حتى نحقق غاية وجودنا, وما نريد تحقيقه في الحياة.

ما وصفته في سؤالك الثاني، من أنه يراودك بعض التردد في موضوع المسابقة التي أنت عازمة عليها، هو أمر طبيعي في كثير من المواقف؛ فالطالب الذي درس وحضر نفسه للامتحان، يفاجأ في آخر لحظة وقبيل الامتحان بفكرة مسيطرة عليه من أنه لم يحضر بالشكل الجيد المطلوب، وبأنه لن يستطيع النجاح في الامتحان, وما هذه إلا أفكار طبيعية، وظيفتها دفع الشخص في اللحظات الأخيرة للاستفادة من كل اللحظات الأخيرة المتبقية. فاطمئني بأنك ستدخلين المسابقة، وستفوزين فيها بعون الله، وخاصة أنك لم يبق عليك من التحضير إلى 5%, أي أنك قد أنجزت 95%.

ليس هناك من سبب طبي يربط بين ترك بعض العادات، وبين رعشة اليدين، وإنما لرعشة اليدين علاقة أوثق ببعض الارتباك, أو التوتر الذي ينتابك عند التواصل مع الآخرين، كما ذكرت في النقطة الثالثة، ومما لاشك فيه أن هذا الارتباك يفيد قليلا في تهيئة الشخص, للاستعداد للعمل الذي هو مقبل عليه، والأمر الآخر: أن هذا الارتباك يخف, ومن ثم يزول مع الوقت, ومع الخبرة والممارسة.

فثابري على ما أنت عليه، ومؤشرات النجاح والتوفيق متحققة عندك، وستتمكنين من التكيف مع مثل هذه الأفكار والمشاعر التي تحدثت عنها، وإن شاء الله يكون في هذا ما يريحك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات