بدأ عندي بصداع وانتهى إلى الشعور بانسداد الحلق، فما التشخيص؟

0 540

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأ عندي المرض منذ الشهر الخامس من العام الفائت.
بدأ الأمر بصداع ودوخة بسيطة وألم في نقاط معينة من الرأس.

راجعت طبيب جملة عصبية فقال لي: أنها حالة نفسية نتيجة الدراسة والتوتر، وأعطاني زولام ومسكنات، لكن الأمر استمر إلى حين أن عملت صورة مقطعية للرأس - مفراس -، وقال لي الأطباء أنه لا يوجد شيء، بعدها خفت هذه الأعراض إلى أن تلاشت والحمد لله.

قبل أكثر من شهرين بدأت أحس أن حلقي مسدود، وبدأ عندي حالة إسهال - أجلكم الله - ولساني عندما أستيقظ أبيض اللون، وتظهر به تقرحات وتختفي، وظهر لي نتوء صغير تحت اللسان مع وخز بالرقبة واليدين أحيانا.
والإسهال عندي مستمر إلى هذا اليوم.

أسنان العقل تظهر عندي منذ عامين لكنها معاقة من قبل الأسنان الأخرى، والسن الأيسر الأسفل ظهر قليلا، ويلتهب بشكل متقطع، ويوجد في اللثة تحته ما يشبه شق ملتئم ممتد ل2سم تقريبا.

الوخز الذي يحصل عندي في الرقبة هو في جهة اليسار أيضا عند منتصف الفك وعند يسار تفاحة آدم.

أحيانا أحس هناك شيء يتحرك في جفني وليس عيني مثل الرجفان.

تحصل عندي حمى متقطعة أحيانا لا تدوم طويلا، حرارة في الوجه، وربما أحس أني أصاب بالنسيان كذلك.

لا أواجه صعوبة في البلع ولا في التنفس، وعندما أشعر أن حلقي مسدود بمجرد أن آكل أو أعلك يختفي الشعور.

آسف على الإطالة ولكن حاولت أن أوفر كل المعلومات اللازمة.
ساعدوني أرجوكم، لم أبقي مرضا إلا وقرأت أعراضه إلى أن وصلت إلى موقعكم الكريم.

أتمنى أن أجد تشخيصا وعلاجا لحالتي، لأني لم أجد طبيبا يصف لي علاجا دقيقا،
بل إني ذهبت إلى ثلاثة أطباء في نفس اليوم، كل واحد منهم أعطى تشخيصا مختلفا وأدوية مختلفة.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أؤكد لك أننا قد اطلعنا على رسالتك وحالتك بكل اهتمام، ونسأل الله تعالى أن يمكننا بأن نساعدك.

حالتك معروفة جدا وهي تأتي ما يعرف بالحالات النفسوجسدية، تظهر لديك أعراض عضوية متعددة مثل الصداع، والإسهال، الآلام في الرقبة، النتوء الصغير تحت اللسان، والتقرحات، هذه كلها أعراض عضوية ولا شك في ذلك، لكن الرابط النفسي معروف تماما، وهو القلق، أي القلق ربما يعبر عنه في شكل أعراض عضوية مثل هذا النوع الذي ذكرته.

حقيقة وصفك دقيق ومتميز جدا، إحساسك بأن هنالك شيء يتحرك في الجفن وليس في العين مثل الرجفان، الشعور بالحرارة في الوجه، هذه ليست توهمات، إنما هي إفرازات للقلق، والرابط معروف، حيث إن النفس والجسد لا يمكن الفصل فيما بينهما.

إذن خلاصة الأمر: لا أرى أبدا أنك تعاني من حالة عضوية، الحالة قلقية نفسية، أو ما يسمى بالسيكوسوماتية – أي النفسوجسدية – والعلاج أهم نقطة فيه هو أن تفهم أن حالتك ليست عضوية – هذا مهم جدا - .

ثانيا: أؤكد لك أنها عابرة، ويجب أن لا تهتم بها.

ثالثا: حاول أن تعيش حياة صحية، وذلك من خلال ممارسة الرياضة، تنظيم الأكل، تنظيم مواعيد النوم، واستغلال وقتك بصورة صحيحة، هذه أسس عامة جدا لإدارة الحياة، وهي مفيدة جدا.

رابعا: لا تتنقل بين الأطباء.

بالنسبة لموضوع الأسنان، اذهب إلى طبيب واحد وسوف يقوم بتقديم الرعاية الكافية لك، ويجب أن تقتنع بما يقوله لك.

خامسا: من المهم جدا أن تصرف انتباهك إلى ما هو أفيد، ركز على دراستك كما ذكرت لك، وهذا يتأتى من خلال الإدارة الجيدة للوقت.

النقطة الأخيرة في العلاج هو العلاج الدوائي، هنالك أدوية مضادة للقلق والمخاوف، أفضلها العقار الذي يعرف باسم (دوجماتيل) ويعرف علميا باسم (سلبرايد) والجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة صباحا ومساء، وقوة الكبسولة خمسين مليجراما، تناول هذه الجرعة لمدة شهرين، بعد ذلك اجعلها كبسولة واحدة مساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما الدواء الآخر وهو المهم فيعرف علميا باسم (سيرترالين) ويعرف تجاريا باسم (زولفت) أو (لسترال) لكن ربما تجده في العراق تحت مسمى آخر، فيمكنك أن تسأل عنه تحت مسماه العلمي.

جرعة السيرترالين هي أن تبدأ بنصف حبة ليلا، وقوة الحبة هي خمسين مليجراما، يعني أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراما، تستمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة – أي خمسين مليجراما – تناولها ليلا بعد الأكل، استمر على هذه الجرعة لمدة خمسة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إن شاء الله تعالى باتباعك لهذه الإرشادات وتناول الدواء بصورة منضبطة ومنتظمة - وأنا أطمئنك تماما أن هذه الأدوية سليمة - سوف تجد أن حالتك قد تحسنت بصورة ملحوظة.

التحسن غالبا يبدأ ثلاثة إلى أربعة أسابيع بعد المداومة على الدواء، وأنا على ثقة تامة أن حياتك سوف تتبدل لتصبح إيجابية جدا وتحس بالتعافي الحقيقي، وعليك بالجهد في الدراسة، وعليك بالدعاء، ومن جانبي أسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات