أفعل الشيء ثم أشك في فعله وأحب العزلة عن الناس

0 444

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

لن أطيل عليكم، وقبل البدء أنا لا يمكنني التواصل مع طبيب نفسي؛ لأني أعيش في مكان بعيد جدا عن المدينة، وبالتالي صعوبة الوصول والتواصل مع طبيب نفسي.

أعاني من وساوس التأكد الكامل من أشياء غريبة مثل: التأكد من إغلاق باب الشقة لمرات كثيرة، بالرغم من أني أعلم جيدا أنه مغلق، ولكني أتأكد أكثر من مرة ولكن ليس كل يوم؛ علما أني متزوج.

الشيء الثاني: أحب الانعزال عن الناس, وأصدقائي معدودون جدا، يعتريني خوف كبير من المشي وحدي ليلا، وذلك بسبب خوفي من الكلاب, بالرغم من عدم تعرضي لموقف مخيف معهم، يعتريني خوف لحظي, يصل لدرجة الرعشة, والانتباه الرهيب والملحوظ من الغير في بعض الأوقات لأسباب تافهة، مثل ظهور شيء مفاجئ لي.

أعاني من التنميل الشديد في بعض الأحيان، والشد العضلي في بعض الأحيان، ويحدث معي على فترات أن أقوم بحركة مفاجئة، وأنا مستلق على السرير مثل: هزة عنيفة، تلاحظها زوجتي.

أرجو أن تصفوا لي العقار المناسب، وكذلك مدة العلاج والجرعة، مع العلم أن أحد أصدقائي نصحني بعقار الأنفرانيل، ولكني لم أجربه سوى مرة واحدة (25) مليجرام، وأحدث لي أعراضا مثل: الإحساس بالغثيان، وكذلك ارتخاء في عضلاتي كلها.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ما ذكرته من أعراض تردد حول التأكد من إغلاق الباب من عدمه هو عرض من أعراض الوساوس القهرية, ولاشك في ذلك، كما أن حبك للانعزال ووجود بعض المخاوف هو دليل على وجود قلق نفسي، والقلق النفسي من أحد مكوناته الوساوس القهرية، الشعور بالتنميل والشد العضلي، ومن وجهة نظري أيضا, هي أعراض قلقية، وليست أكثر من ذلك.

بالنسبة الحركة المفاجئة التي تأتيك حين تكون مستلقيا على السرير، والتي تتمثل في ظهور هزة عنيفة إذا كنت على وعي تام بهذه الهزة، فنحن نعتبرها هزة عصابية, بمعنى أنها مرتبطة بالقلق النفسي، لكن إذا كانت تأتيك في لحظات من افتقاد للوعي فهذه لابد أن يتم فحصها بواسطة طبيب الأعصاب، والأمر قد يحتاج للقيام بتخطيط للدماغ، لكن إذا كنت مدركا لها إدراكا كاملا فأعتقد أن الأمر لا يحتاج لفحوصات طبية، خاصة وأنك ذكرت أنك بعيد عن مكان تواجد الخدمات الطبية.

بالنسبة للوساوس، أرجو أن تكون حريصا على تجاهلها, على تحقيرها, والقيام بفعل مخالف لها، لا تتأكد من إغلاق الباب، كرر هذا المنهج، أي أن تقابل الشك بالصد والرفض وعدم الاستجابة، فهذا من الوسائل العلاجية الممتازة جدا.

بالنسبة للخوف من الكلاب أيضا فهو يعالج من خلال تجاهل الفكرة, والقيام بما هو ضدها، وتحقير الفكرة في الأصل هذا مهم جدا، لابد من أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، هذا مهم جدا بغض النظر عن وجود هذه الأعراض، لكن لا تدعها تعطلك أبدا، والإنسان حين يسعى لتطوير مهاراته, وينخرط في أنشطة اجتماعية ومجتمعية وأسرية، وأنشطة مهنية مختلفة، وهذا لا شك أنه يصرف عنه الانشغال بعلته التي يشتكي منها، وفي حالتك هي الوساوس القهرية، وما يصاحبها من قلق.

هناك دراسات كثيرة جدا أيضا أشارت أن ممارسة تمارين الاسترخاء فيها فائدة كبيرة جدا، فأرجو أن تتدرب على هذه التمارين، وذلك من خلال تصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية القيام بها.

بالنسبة للعلاج الدوائي أنا أتفق معك أن الأدوية مهمة ومفيدة جدا، وعقار أنفرانيل لا بأس به, لكن -كما ذكرت وتفضلت- فهو كثير الآثار الجانبية، لذا أنصحك بتناول دواء أخرى يعرف باسم فلوزاك، وهو متوفر في مصر, وصناعة مصرية جيدة، والاسم العلمي للدواء هو فلوكستين، ابدأ في تناول هذا بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، تناوله بعد الأكل, وبعد شهر ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وهذه الجرعة المطلوبة في علاج مثل حالتك.

استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم خفضها لكبسولة واحدة كل يوم لمدة ثلاثة أشهر, ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي: -الدواء سيساعدك على التخلص من الوساوس، وكذلك المخاوف, ويزيد -إن شاء الله تعالى- من رغبتك في التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال تحسين المزاج، والدواء ليست له أي آثار جانبية سلبية؛ فقد يؤخر القذف المنوي قليلا عند بعض الرجال لكنه قطعا لا يؤثر مطلقا على مستوى هرمون الذكورة.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، نسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد, ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات