هل الارتجاع البسيط في صمام القلب يسبب حالة من الخوف والرجفة؟

0 662

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكتب ويدي ترجف من الخوف، أنا في حالة قلق وخوف شديد!! قبل 5 سنوات تقريبا رأيت حلما وفسرته، وكان التفسير مخيفا جدا، وبعدها بدأت أوسوس وأقلق وأخاف، وأحس بألم في صدري وقلبي، وخائفة من الموت.

وبعدها ذهبت للمستشفى وعملت تحاليل، وكلها كانت سليمة، وعملت تخطيطا للقلب وكان سليما، ولكني كنت خائفة ومتوترة، ودقات قلبي زادت، وبعدها طلب مني الدكتور أن أكشف على قلبي بجهاز أكثر دقه، لا أعرف اسمه! وذهبت وأخبرني الدكتور أن بي ارتجاعا في صمام القلب، وأنه بسيط جدا، حتى هو قالها بكل سهولة، وكأن الموضوع عادي، وأنا اطمأننت من رده لأنه لم يعط الموضوع أهمية.

وأنا خالتي طبيبة معه، وهي التي أخبرتني، ولو كان الأمر خطيرا لكانت قالت لي، وقال لي لو جاءتك كحة، أو ذهبت لطبيب أسنان أخبريني، وأنا قبل أسبوعين تقريبا ذهبت لطبيب أسنان، وعملت تنظيفا وركبت تقويما ولم أخبره، لقد نسيت الأمر ولم أحس بشيء، وعندما قرأت أنه لابد من إخباره بدأت ضربات قلبي تزيد، والخوف سيطر علي، وأحسست أني سأموت!!

والذي أقلقني أكثر أنني قبله سمعت في برنامج أن الذي يحس بألم في يده اليسرى به عرض من أمراض القلب، وأنا يأتيني ألم في يدي اليسرى من فترة لأخرى، ولذلك قبل 6 شهور بدأت الوساوس ترجع لي، أنا ميتة من الرعب، وخائفة مما بي، أقول عندي مرض في القلب!! أنا موسوسة بدون أن يكون عندي مرض.

قبل ما أكتب قرأت بعض أمراض الناس الذين يستشيرونكم - الله يشفيهم- وكان ردكم لهم مطمئنا، لهذا كتبت لكم لأني أخاف كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيما يخص ارتجاع صمامات القلب: غالبا هذا الارتجاع يكون فيما يعرف بالصمام الميترالي، وهذه الظاهرة شائعة جدا، دراسات كثيرة أشارت أن حوالي عشرة بالمائة من الناس يعانون من ارتجاع في الصمام، وهي تعتبر من الحالات البسيطة ومن الحالات الحميدة وغير الخطيرة، والارتجاع يتفاوت من شخص إلى آخر، وطريقة تشخيصه بسيطة جدا تتم عن طريق تخطيط القلب وعمل فحص الإيكو، وغالبا هو الفحص الذي طلبه منك الطبيب.

إذن هذا فيما يخص ارتجاع الصمامات القلبية.

أما فيما يخص الحالة التي أصابتك؛ فهي حالة هلع، أو ما يسمى بالفزع النفسي، وهي حالة يصاب فيها الإنسان بخوف شديد، ويكون هنالك تسارع واضح في ضربات القلب، وقد يحس الإنسان بشيء من الألم في الصدر والضيق في التنفس.

الحالة حالة نفسية بحتة، ومن نتائجها حتى بعد أن تختفي يحدث للإنسان ما يسمى بالقلق التوقعي، وهو أن يظل متخوفا أن هذه الحالة سوف تنتابه مرة أخرى، وهذا هو الذي حدث لك.

ما ذكرته لك خالتك الطبيبة من إخطار طبيب الأسنان بأنك تعانين من ارتجاع في صمام القلب حتى يتحوط ويقوم بإعطائك مضادا حيويا وقائيا قبل القيام بأي إجراء علاجي للأسنان، المطلوب هو حقيقة إخطار طبيب الأسنان بوجود أي علة قلبية، هذا مهم.

لكن ارتجاع الصمام ليس من الحالات التي تتخذ فيها أي إجراءات تحوطية، إنما ضيق أو توسع الصمام الناتج عن الحمى الروماتيزمية هو الذي يجب التحوط في حالته، وأن يقوم طبيب الأسنان بإعطاء مضادات حيوية تحوطية قبل البدء في خلع أو حشو الأسنان مثلا، فإذا ليس هنالك ما يدعوك للقلق أبدا، هذه الحالة لا تتطلب أي تحوط علاجي من قبل طبيب الأسنان.

أرجو أن يكون ذلك مطمئنا لك.

أنا أقترح حقيقة أن تذهبي إلى الطبيب النفسي. هذا لا يعني أنك مريضة أبدا، لكن الشرح المباشر لحالة الهلع أو الفزع وما صاحبها من قلق ووساوس، الشرح المباشر سوف يفيدك كثيرا، كما أن الطبيب سوف يقوم بتدريبك على تمارين الاسترخاء ويعلمك كيف تصرفين الانتباه عن هذا القلق، وربما يصرف لك علاج دوائيا.

هنالك أدوية ممتازة جدا تجهض هذه النوبات وتزيل الأعراض على الأقل، من هذه الأدوية يعرف تجاريا باسم (سبرالكس)، وعقار آخر يعرف تجاريا باسم (إندرال)، كلها جيدة ومفيدة.

بالنسبة للعلاقة ما بين ارتجاع الصمام الميترالي وحدوث نوبات الهلع والفزع: هذا الموضوع استحوذ على بحوث كثيرة جدا، ويوجد تباين واختلاف في الآراء العلمية، لكن الأرجح هو أن الذين يعانون من ارتجاع الصمام الميترالي ربما تكون لديهم قابلية أكثر من غيرهم لأن تحدث لهم نوبات القلق والفزع، والنوبة الأولى دائما هي الأقوى، وبقية النوبات تكون بسيطة جدا ومتباعدة جدا، ومن يقومون بتلقي العلاج بواسطة الطبيب النفسي لا شك أن الشفاء والتعافي سوف يأتي إن شاء الله تعالى.

لا تنزعجي أبدا، الحالة بسيطة جدا، ركزي على دراستك، طبقي تمارين الاسترخاء كما ذكرنا لك بعد أن يقوم الطبيب بتدريبك عليها، وأنا على ثقة تامة أن هذه الوسوسة وهذه المخاوف، خاصة الخوف من الموت سوف تزول إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات