تسارع القلب مع شد في الرأس يؤخر النوم فما الحل؟

0 539

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزى الله القائمين على الموقع خير الجزاء,
وبعد:
أود استشارة الدكتور محمد عبد العليم عن حالتي, وهي: شد في أعلى الرأس والجوانب وأسفل الرأس, يزداد عند إرادة الدراسة أو المطالعة والبدء بها؛ مما يدفعني إلى عدم القدرة على المتابعة رغم محاولاتي، وعدم يأسي, بالإضافة إلى تعب العيون، وراجعت أكثر من طبيب عيون، فقال: ليس الوجع من العين، مع العلم أني ألبس النظارة منذ صغري، وإن حفظت شيئا فلا أستطيع تذكره حيث يزداد شد رأسي عند محاولة التذكر، إضافة إلى التوتر الذي أشعر أنه يلازمني، والشعور بأن عقلي يعمل خارج إرادتي، وأعيد التفكير بالأمور لأقنع نفسي بها.

كذلك عند النوم أحيانا أشعر بأن قلبي غير طبيعي ويتسارع, مترافقا مع شد الرأس، وهذا يؤخر نومي، بالإضافة إلى اضطرابات في الرؤية، والشعور بالتعب الدائم من أدنى جهد أقوم به يؤثر على شد رأسي, بالإضافة إلى الوهن العضلي.

مع العلم أنه لا يوجد فقر دم، ولا نقص كالسيوم، ولا مغنيزيوم، وتحليل الغدة سليم، لكنه حصل معي منذ أشهر فقد تناولت دواء (سيمباثيل) فيه (مغنيزيوم) بقدر الحاجة اليومية، وبعد فترة أجريت تحليلا، فإذا (بالمغنيزيوم) مرتفع فوق الحد الطبيعي، بنسبة تعد عالية، والكالسيوم منخفض تحت الحد الطبيعي.

وقد أخذت عددا من إبر الكالسيوم فعاد (المغنيزوم) طبيعيا والكالسيوم بقي منخفضا، والآن الكالسيوم طبيعي والمغنيزوم ضمن آخر حد للطبيعي، مع العلم أني لا أتناول دواء يحوي المغنيزوم، مع العلم أني أمارس تمارين الاسترخاء دون جدوى, وهذا حالي الآن.

هذه المشكلة حدثت بعد أن ضغطت على نفسي كثيرا أثناء دراستي في السنة الرابعة منذ سنة، وأدى ذلك إلى اضطرابات في التفكير، ووساوس شديدة.

تناولت أدوية مثل (الأتاكس) في البداية، وداومت عليه، ولم أستفد منه سوى تهدئة الوساوس، ثم أخذت (الأوربانيل), ثم (زولام) لأيام, ثم دواء أجنبي, ثم (أنافرانيل), ثم دواء يحوي (سيرترالين), ثم (لوكستان) 1.5 ملغ حبة, صباحا وحبة مساء، والآن أتناول (أوربانيل) حبة صباحا ومساء، وهذه الأدوية آخذها لأيام، ثم أتوقف حسب رأي الطبيب لعدم الفائدة، ولم أستفد منها كثيرا إلى أن وصلت إلى الحالة التي ذكرتها، وأنا صابر ـ والحمد لله ـ وأدرس في كلية الشريعة، لكن هذه الحالة عرقلت دراستي، ولم أدر ما أقول أمام الناس لامتناعي عن إتمام الدراسة.

بالنسبة للفحوص: أجريت صورة للدماغ طبقية محورية متعددة الشرائح، وكانت سليمة ـ والحمد لله ـ.

أود أن أذكر أني منذ صغري وأنا أتعب من الرياضة بسرعة، وإلى الآن, حيث أمارسها لمدة دقائق، ويضيق نفسي، ويتسارع قلبي، والوهن العضلي يلازمني, ويتعبني بسرعة، ولا أستطيع أن أكمل، وتناولت لفترة (أنديرال) كل يوم حبة ونصفا عيار 40 ملغ مقسمة على ثلاث جرعات، ولم أجر فحصا للقلب، كما أنني في طريق تحصيلي وأنا بالمدرسة وإلى الجامعة أحيانا قليلة ترى ذاكرتي وفهمي جيدين، وأحيانا كثيرة سيئين، وهذا أثر على نتائجي ـ والحمد لله على كل حال- وتطلب ذلك بذل جهد كبير, إضافة إلى التوتر والخوف والوهن منذ الصغر، ولا أدري ما سبب هذا؟

علما بأنني دائم المرور بضغوط نفسية في عائلتي, مع السعي المتواصل لتحسين حالي.

أسأل الله أن لا يضيع جهدي، وجهد جميع المسلمين.

فأرجو من حضرتكم التكرم بالإجابة الشافية بسرعة راجيا لكم الأجر عند الله, مع خالص الدعاء للجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالذي يظهر لي أن حالتك هي مزمنة، وأنت -كما ذكرت- أنك تعاني من نوع من الوهن والضعف العام منذ الصغر، وجل الأعراض التي تزعجك الآن تحتوي على مكونات القلق البسيط، ولديك أيضا وساوس من الدرجة البسيطة.

الذي أراه هو أنك ربما تكون مصابا بحالة وهن مزمن -كما ذكرت وتفضلت- وهذه لم توجد لها تفسيرات علمية قاطعة، والرأي الأرجح أنها حالات بسيطة معادلة أو موازية للاكتئاب النفسي، وعلاجها يتمثل في تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، وقد وجد أن (البروزاك) – والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) – هو الأفضل والأحسن؛ لأن (الفلوكستين) بجانب أنه يزيل الكدر والقلق والتوتر فهو يحسن الطاقات الجسدية والنفسية عند الإنسان، كما أنه يرفع مستوى اليقظة والانتباه؛ مما يكون له عائد إيجابي جدا - إن شاء الله تعالى - .

فمن وجهة نظري يجب أن تجرب عقار (فلوزاك) – وهذا اسمه التجاري المعروف في مصر - تجربة حقيقية، وأعني بحقيقية أن تعطي الدواء الفرصة التامة من حيث تناول الجرعة بصورة منضبطة، وأن تكون مدة العلاج صحيحة.
والجرعة في حالتك هي: تبدأ بكبسولة واحدة يوميا، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجراما، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين يوميا، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة ثلاثة أشهر.

وهنالك دواء آخر إضافي يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل), ويعرف علميا باسم (سلبرايد) أيضا أفضل أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجراما.

هذه أدوية ممتازة وفعالة وسليمة، ومن وجهة نظري عليك إعطاءها فرصة وتجربة حقيقية, ربما تعود عليك بنفع كامل وشامل، وهذا هو الذي نتمناه -بإذن الله تعالى-.

الأدوية مهما كانت فعالة فهذا لا يعني الاعتماد الكلي عليها، ولابد أن تدعم هذه الأدوية من قبلك، وذلك من خلال ممارسة الرياضة، رياضة المشي بصورة منتظمة سيكون لها عائد إيجابي جدا.

ضرورة إدارة الوقت بصورة ممتازة، وذلك حتى تعزم نفسك بأداء ما هو مطلوب في الوقت المطلوب, وبالطريقة المطلوبة, وإذا طبقت هذا النظام تكون قد قدمت أفعالك على مشاعرك، وحين تقدم الأفعال على المشاعر تتبدل المشاعر السلبية وتصبح إيجابية؛ مما يزيد رغبة الإنسان في الفعل المطلوب.

مطلوب منك أيضا أن تكثر من التواصل الاجتماعي, فالتواصل الاجتماعي جيد, وهو تأهيل نفسي واجتماعي ممتاز, ويصرف انتباهك عن موضوع التكاسل, وكذلك يصرف انتباهك عن التمركز في التحسس حول هذه الأعراض.

الإنسان الذي لا يصرف انتباهه بصورة صحيحة تجده كثير الشكوى حول وظائف جسده بصفة عامة, وحتى الانقباضات العضلية البسيطة التي تحدث لأي إنسان تجدها تزعجه كثيرا، ومن ثم يبدأ في التنقل من طبيب إلى آخر، وهذا ليس أمرا جيدا.

أنا أريدك أيضا أن تكون تحت الملاحظة الطبية، أن تراجع الطبيب كل ثلاثة أشهر مثلا، وذلك للقيام بفحوصات عامة روتينية, خاصة فيما يتعلق بمادة الكالسيوم والمغنيزيوم, ومن الضروري أيضا أن تتناول غذاء متوازنا.

بالنسبة للألم والصداع الذي يأتيك في الرأس، والذي ربما يكون مرتبطا بالعيون:
أرى أنه من الضروري جدا أن تجلس جلسة صحيحة, الجلسة الصحيحة مهمة جدا للقضاء على مثل هذه الآلام، ولابد أن ترفع رأسك قليلا؛ لأن الانحناء الشديد يؤدي إلى التقلص العضلي، والتقلص العضلي يؤدي إلى آلام شديدة في منطقة الرأس والرقبة، خاصة أن عضلات العيون لديك ربما يكون فيها إشكالية.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأعتقد أنك إذا طبقت هذا الذي ذكرناه لك سوف يزول ما تعاني منه، وتنطلق - إن شاء الله – انطلاقة جديدة وفاعلة لكي تستفيد من حياتك, وتكون من المتميزين والموفقين، خاصة أنك تدرس في كلية الشريعة، ولا شك أن اقتناء المعارف والعلوم الإسلامية لهو أمر ممتاز، نسأل الله تعالى أن ينفعك به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات