تذكر مشاكل الماضي قد يجلب الاكتئاب أحياناً.

0 364

السؤال

لدي استشارة موجهة للدكتور محمد عبد العليم -حفظه الله-: أنا رجل عمري 29 سنة، طولي 160 سم، ووزني 125 كلغ، مشكلتي يا دكتور هي أنني تعرضت لخيانة من زملائي قبل عشر سنين أثرت في، إلى أن صرت لا أخرج من البيت إلا للتنزه قليلا، و شراء الاحتياجات الخاصة بي.

بعد تلك الخيانة بخمس سنوات تعرضت للضغط من أخي الأكبر؛ لأنني كنت أسكن عنده ولأنني يتيم، وهو لا يريدني أن أبقى عنده، ويريدني أن أتزوج لكي يتخلص مني، وبالفعل حصل ذلك، المهم زادت الضغوط النفسية والمالية علي في تلك الفترة، وصار عندي اكتئاب شديد وإحباط، وضيق في التنفس، ونوبات غضب، وضعف جنسي شديد وخوف من أي أحد، ولكنني أحاول أن لا أظهر ذلك لزوجتي حتى أحافظ على استقرار أسرتي.

بعد الزواج فتحت محلا تجاريا -والحمد لله- تحسنت أموري المالية جدا، مع أنني أدير المحل بنفسي ولكن من بعيد، وقبل أربعة أشهر تناولت حبوب مودايد وعشبة القديسين -والحمد لله- خفت الأعراض لدي، ولكن الآن لا أشعر بأي تحسن، أنا الآن أعاني من الضيق عندما أستيقظ، وعندي ضيق في التنفس أشبه بالربو، على الرغم من أن فحوصاتي سليمة، وأخاف من أي أحد ينظر لي، وأحيانا أشعر بالإحباط قليلا، وعندما أسمع بأن هناك دواء لحالتي أشعر بنشوة وفرح، لدرجة أنني أشعر أني شخص طبيعي، ولكنني أخاف من تأثير الأدوية النفسية.

ما الحل يا دكتور؟ أرجو منك النصح، ولك مني دعوة أخ لك في ظهر الغيب، وشكرا لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بسيطة جدا، فأنت تعاني من قلق اكتئابي بسيط من الدرجة الأقل من المتوسط، ويظهر أن التراكمات السابقة تلعب دورا أساسيا وعاملا مهيئا لهذه النوبات القلقية وذات السمات الاكتئابية.

لا بد أن تتجاوز الماضي، -فالحمد لله تعالى- أنت الآن كل أمورك إيجابية: تزوجت، ولديك محل تجاري، وتحسنت الأمور المالية، فهذه الإيجابيات وهذه الإضافات الجميلة في حياتك يجب أن تكون ركيزة من أجل انطلاق نحو حياة أرحب وأوسع وأقوى، وأن تنظر للمستقبل بأريحية وتفاؤل وقبول، الماضي هو عبر، والخبرات أيا كانت حتى وإن كانت في أسوأ الحالات وسلبية جدا فإنها مفيدة، وهي وسيلة ليستفاد منها في الحاضر والمستقبل، فلا تنظر إليها أكثر من ذلك أخي الكريم.

وزنك لا بد أن تقوم بإجراءات عملية من أجل تخفيفه، هذا مهم جدا، وزنك لا يناسبك أبدا، ويعرف أن السمنة في حوالي أربعين بالمائة من الذين يعانون منها تؤدي إلى حدوث اكتئاب نفسي، فأرجو أن ترتب نظام التغذية لديك، وأن تدخل في برنامج غذائي منضبط، وأن تمارس الرياضة -ولو رياضة المشي- ولا تستعجل النتائج فيما يخص تخفيف الوزن، لكن لا بد أن يكون هناك برنامج واضح ومنضبط، -وإن شاء الله- في نهاية الأمر سوف تصل إلى ما هو محمود ومرغوب.

استجابتك لعشبة القديس دليل واضح على أن هناك حاجة بالفعل لدواء مضاد للاكتئاب ومحسن للمزاج، الأدوية الحديثة لا شك أنها أقوى من عشبة عصبة القلب أو عشبة القديس، وكلاهما -أي العشبة والأدوية الحديثة- يعمل من خلال تنشيط كيمياء الدماغ -خاصة المادة التي تعرف باسم (سيروتونين)- وبفضل من الله تعالى هذه الأدوية الآن تعتبر مضمونة وفاعلة وسليمة جدا.

أرى أن عقار بروزاك والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) سيكون مناسبا جدا لك، لأنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، بل ربما يساعدك في تخفيف الوزن، كما أنه محسن للمزاج، ومزيل للقلق والوساوس، وليس له تأثيرات جنسية سلبية حقيقية، خاصة أن الجرعة التي سوف تتناولها هي جرعة صغيرة، وهي كبسولة واحدة في اليوم فقط، تناولها بعد الأكل لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها.

يجب أن تكون ملزما وملتزما بممارسة الرياضة، ذكرنا لك فائدتها فيما يخص تخفيف الوزن، والآن نريد أن نتعرض لفائدتها فيما يخص تحسين الحالة النفسية لديك، فهنالك دلائل وإثباتات علمية قوية جدا أن الرياضة تساعد على ترميم بعض الخلايا الحساسة جدا الموجودة في الدماغ والجسم والمتعلقة بالنشاط وتحسين الحالة النفسية، فكن حريصا عليها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

لا بد أن تكون متفائلا، وأن تكون إيجابيا في تفكيرك, اكثر من زيارة الأرحام، كن حريصا على بر الوالدين، ولا شك أن الصلاة في جماعة هي ذخيرة المؤمن الذي يتحرك من خلاله لمنافع الدنيا والآخرة.

نشكرك كثيرا على تواصلك وثقتك في إسلام ويب، وأرجو أن تطمئن تماما من حيث تأثير الأدوية النفسية، فكما ذكرنا لك هو دواء سليم وبسيط، وهو قليل -بل قد يكون منعدم- الآثار الجانبية السلبية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات