لا أريد أن أعيش مخدَّرًا طول حياتي؛ فماذا أفعل؟

0 397

السؤال

السلام عليكم.

منذ كنت صغيرا وأنا أفكر دائما أنني قبل أن أتزوج سوف تقوم الساعة -أي يوم القيامة- وعندما كبرت أصبح تفكيري كيف سأحاسب فقط؟ وكيف سيستقبلني ربي؟ ولذلك لا أعطي أي بال للدنيا، أنفق كل ما أملك لمساعدة عائلتي، ولا أفكر بالزواج أبدا، أقول في نفسي: الحياة الأخرى هي الأهم، ولماذا التفكير بالدنيا؟!

نتج عن ذلك أنني دائما لا أمتلك شيئا؛ لأنني أنفق كل شيء، وأيضا عندما يأتي الليل في بعض الأحيان أشعر بضيق النفس، وكأن روحي تخرج مني, عندها أستمع للقرآن، وأنطق الشهادتين، وأنام.

الشيء الآخر الغريب: أني عندما أصحو كي أذهب للعمل أحس بشيء يمسكني، وكأني تحت مخدر، ولا أريد أن أفارق السرير، ودائما أحلم أنني في جامعة، وعندي امتحان، ولكن ليس عندي كتاب المادة، ولم أدرس، فلا أستطيع الإجابة عن أي سؤال، وأغضب غضبا شديدا، وعندما أصحو أشكر الله أن هذا كان حلما فقط.

ذهبت إلى شيخ للرقية، وقال لي: إنني مصاب بسحر "تعقيد وتربيط", هل هذا صحيح؟ وأنا في الإمارات، فهل يوجد شيخ موثوق يمكن اللجوء إليه؟ أم أن الموضوع نفسي؟

كنت في السابق أتناول (Seroxat) مع (Deanxit) حبتين من كل منهما يوميا، لكني تركت الدواء؛ لأني أعتقد أن الموضوع ليس نفسيا.

ولا أريد أن أعيش مخدرا طول حياتي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأيها الفاضل الكريم: كجزء من الخدمة المتكاملة التي تقدمها إسلام ويب سوف تحال استشارتك إلى أحد المشايخ ليفيدك فيما يخص الرقية الشرعية، واعتقادك المستحوذ عليك في موضوع السحر.

أنا من ناحيتي أقول لك وبكل موضوعية ومصداقية: إن حالتك هي حالة نفسية بحتة، آخذا في الاعتبار أنني أؤمن بالعين والسحر والحسد، أؤمن بها إيمانا مطلقا، لكن ليس بالطريقة التي ذكرها لك الشيخ الذي ذهبت إليه، نحن نؤمن أننا في حرز الله, وفي معيته وحفظه، ونؤمن أن الله هو الذي يبطل السحر، ونؤمن أن الإنسان أكرم وأقوى ما دام يحافظ على صلاته, ويحسن الظن بربه, ويتلو قرآنه وأذكاره, ويكون دائما لسانه لاهجا بالدعاء والشكر لله تعالى.

أنا أعرف أنك على وعي تام بما ذكرته لك، لكن هذا فقط من قبيل التذكرة.

أرجع مرة أخرى لأعراضك: منذ الصغر بدأت معك الوساوس، هذا الفكر الذي تسلط عليك وبصورة ملحة كله فكر وسواسي، بعد ذلك ظهر القلق وبصورة جلية جدا، وهذا هو التاريخ الطبيعي للوساوس التي تنشأ في الصغر.

أنا أنصحك بتلقي العلاج الدوائي، العلاج الدوائي مفيد جدا، وعقار (ديناكسيت)و(زيروكسات) هي من الأدوية الطيبة والمثالية، واعتقادك بأنها مخدرة هذا ليس صحيحا، فهذه أدوية ممتازة فاعلة، ومن وجهة نظري هي من نعم الله تعالى؛ لأنها قد غيرت حياة الناس.

عموما أنا أدعوك لتناول الأدوية المضادة للقلق والتوتر والمخاوف، وتقديرا لحالتك النفسية وموقفك من (الزيروكسات) و(الديناكسيت) فسوف أصف لك علاجا بديلا، والعقار الأفضل والأميز لحالتك هو عقار (زولفت), والذي يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال), واسمه العلمي (سيرترالين), أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ويجب أن تتناول الدواء بعد تناول الأكل، وبعد انقضاء الشهر ارفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، حبة صباحا وحبة مساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة في اليوم، تناولها ليلا لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء - إن شاء الله – يقضي على الخوف والوساوس والقلق والتوترات ويحسن من مزاجك جدا، لكن الدواء يتطلب تماما الالتزام القاطع بتناوله، فأرجو أن تختار طريق العلاج الصحيح, وهو الذي نصحناك به، ويجب أن تجعل لحياتك معنى، وأن تكون إيجابيا، ركز على عملك, وطور من ذاتك، تواصل اجتماعيا، ولا تنس أن تطور مقدراتك المعرفية من خلال الاطلاع النافع، وبر الوالدين، وصلة الرحم فهي من أكبر أسباب الاستقرار النفسي.

ممارسة الرياضة مطلوبة ومهمة جدا، فكن حريصا على ما ذكرته لك، وأرجع مرة أخرى، وأقول لك: إن المشايخ في إسلام ويب - إن شاء الله – سوف يقدمون لك النصح اللازم بخصوص حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات