أتنقل من طبيب إلى آخر بسبب القلق والخوف وأريد حلا لذلك!!

0 454

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منكم المساعدة!! أنا شاب بعمر 32 عاما، أعاني منذ 12 عاما من حالة أسماها الأطباء قلقا معمما، ومنهم من يسميها نوبة هلع.

المهم أنني تعودت على مرضي، تأتي كل فترة حالة لا أستطيع وصفها وتمضي، ولكن من أكثر من ثمانية أشهر، وأنا متخبط من طبيب إلى طبيب، في العادة أشعر بعدم القابلية للطعام إلى ما بعد الظهر، ودائما متعب، ولكن منذ ثمانية أشهر جاءتني آلام في البطن، وتسارع قلب وضيق نفس وتخبط، عملت من جديد كل التحاليل، والمناظير، والتخاطيط التي تخطر، ولا تخطر على بال، وكلها سليمة، لم أعد أستطع العمل والدراسة، وفقدت أغلب أصدقائي من الكذب غير المقصود، على العلم أني في أعيش في النمسا.

أشعر أن الموت قريب مني وأني بحاجة إلى إسعاف دائم على الرغم من أنني ملتزم، ومتعود على مرضي ولكن لم تأت هذه الحالة على مدى 8 أشهر خمس دقائق ممتاز وخمس دقائق التي بعدها بحاجة إلى إسعاف، أخذت جميع الأدوية حتى صرت لا أقدر على أي دواء، ومتعود أن آخذ (برومازيبام) ليس دائما، وآخر دواء هو (السيبرلكس) 10، ولكن من أول أسبوع نصف حبة، وأنا متخبط .. حتى أنني لا أستحمل الدواء، وأخاف من أي دواء، وإذا حدث شيء جديد، أقول أكيد من الأدوية.

أرجو منكم المساعدة لا أعرف ماذا أعمل؟ أحس بالفشل، ولكن أحب العمل والحياة وأخاف أن أتزوج بسبب هذه الحالة؟ وأبقى وحيدا في المنزل وأخاف السفر وأحس أحيانا أنني سأجن ومتعب ... سامحوني للإطالة واعذروني، أرجوكم انصحوني، وهل هناك حل؟

جزاكم الله خيرا، وقواكم على فعل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن كوك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرى إنه لأمر جيد وإيجابي أن يتوصل الأطباء إلى تشخيص حالتك، والقلق المعمم يقصد به القلق الشامل، وهذا يكون مرتبطا بشخصية الإنسان في معظم الحالات.

أما حالات الهلع أو الفزع أو الذعر فهو نوع من القلق الحاد الذي يأتي في شكل موجات ويسبب لصاحبه خوفا شديدا وتوترا وتخبطا – كما ذكرت – ومن الأعراض الرئيسية لنوبات الذعر هو الخوف من الموت.

إذن تشخيص الحالة هو التشخيص الصحيح، وهذا يجب أن يشجعك كثيرا، لأن معرفة المشكلة أيا كان نوعها يمثل جزءا كبيرا من حلها.

الآن المطلوب منك هو أن لا تنزعج، أن تعرف أن هذه الحالة حتى وإن كانت تضايقك كثيرا إلا أنها ليست خطيرة، وعليك أن تبني قناعات جديدة وهي أن العلاج الدوائي يعتبر علاجا رئيسيا ومهما بل مطلوبا في حالتك، والدواء قد يسبب أعراضا وآثارا سلبية في بداية الأمر، لكنه في نهاية الأمر سوف تجد أنه مفيدا وقد أفادك كثيرا.

(السبرالكس) هو من أفضل الأدوية، بل هو الدواء الذي أجمعت عليه كل المحافل العلمية النفسية، وذلك نسبة لفعاليته الممتازة وكذلك لسلامته العالية جدا، حيث إنه لا يسبب الإدمان، ولا يضر أبدا على أعضاء الجسم الرئيسية، فأرجو أن تتوكل على الله تعالى وأن تأخذ دواءك، وأن تصبر على الدواء حتى تتحصل على فعاليته، وأنا لدي أشخاص يأخذون ثلاثين إلى أربعين مليجراما يوميا من (السبرالكس) دون أي مشاكل.

ما وصفته بعدم تحمل الدواء، هي مرحلة عابرة وإن شاء الله تعالى لن تواجهك أي مشاكل. يمكنك أن تتناول الدواء ليلا، هذا لن يجعلك تحس أبدا بأعراضه الجانبية، وكما أسلفت لك هذا الدواء أصلا يمكن أن نقول أنه ليس لديه أعراض جانبية سلبية.

استمر على جرعة (السبرالكس) بمعدل عشرة مليجرام ليلا، وبعد شهر ارفعها إلى خمسة عشر مليجرام ليلا، وبعد شهر آخر ارفعها إلى عشرين مليجراما ليلا، هذه هي الجرعة العلاجية التي من الضروري أن تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلا، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا هو البروتوكول المتفق عليه لعلاج مثل حالتك والنتائج رائعة جدا لمن يلتزم بذلك.

أما بالنسبة لدواء (البرومازبام)، فأرجو أن تقلل منه ولا تتعاطاه باستمرار، ويجب أن تتوقف منه بعد ستة أسابيع، ولا تزد على هذه المدة.

بجانب العلاج الدوائي: يجب أن تعيش حياتك بصورة فعالة وطبيعية جدا، كن حذقا في إدارة وقتك بصورة صحيحة، تواصل اجتماعيا، ابتعد عن الكذب فهو ليس من سمات المؤمن، كن حريصا على عباداتك، الصلاة الخاشعة وتلاوة القرآن والدعاء والذكر مدعمات عظيمة للإنسان في حياته، ولها ثواب الدنيا والآخرة، الإنسان حين يكون في بلاد بعيدة عن أهله ووطنه إن صلى ركعتين بخشوع يحس بقيمة عظيمة جدا.

كن متفائلا، كن إيجابيا، ليس هنالك ما يجعلك أن تكون وحيدا ومنعزلا وأن تخاف من السفر، طاقاتك موجودة، خبراتك موجودة، استودع الله تعالى فيك الكثير من القوة التي يجب أن تستفيد منها لكي تتغير.

لا تتردد على الأطباء كثيرا. لا مانع من أن تتواصل مع طبيبك النفسي، والمتابعات سوف تكون في بداية الأمر مكثفة بعض الشيء، بعد ذلك سوف تكون في فترات متفاوتة.

الالتزام بممارسة الرياضة سيكون له عائد إيجابي ممتاز عليك، فأرجو يا أخي الكريم أن لا تجهل ولا تهمل هذا الموضوع.

هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء نحن ننصح بها دائما، حيث إنها مفيدة كثيرا، ويمكنك الاستفادة من هذه الروابط في كيفية عملها: ( 55095 - 244577 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات