خوف ورجفة وخفقان عند الكلام أمام الناس..كيف أتخلص منها؟

0 1169

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا شاب في الثالثة والثلاثين من عمري، صرت أعاني مؤخرا من الخوف، وسرعة نبضات القلب، والرجفة في يدي عند مقابلة الجمهور، أو الشروع في التكلم في موضوع أدري أني سأتكلم فيه يبدأ عقلي في التفكير بالأشياء السلبية قبل المواجهة كأن أنتقد أو أن أخطئ وهكذا، وهذا قد يحدث لي بنسبة أكثر أمام أناس يكبرونني سنا.

في الحقيقة هذا الشعور سبب لي متاعب، أتمنى أن أجد الحل المناسب والعلاج الجذري.

مشكلتي: أنني أفكر في المواضيع سلبيا، يعني لو أني ذهبت لأطالب بحقي مثلا أحس أن الذي أمامي لن يتفق معي وأبدأ أبني أفكار خاطئة؟

في انتظار الرد، ولكم مني فائق الاحترام والتقدير، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنت مصاب بدرجة بسيطة من المخاوف الاجتماعية، وهي أيضا مرتبطة بالوساوس، والتفكير السلبي التشاؤمي دليل أيضا على وجود عسر في مزاجك لم يصل لمرحلة الاكتئاب المطبق.

العلاج إن شاء الله سهل إذا اتبعت التعليمات، وأول الخطوات هي أولا: أن تفهم أن الخوف الاجتماعي ما هو إلا نوع من القلق النفسي الذي لا نعرف أسبابه بالضبط، وإن كان في بعض الناس المخاوف التي قد تكون حدثت لهم في صغرهم، تكون مسببا رئيسيا للمخاوف في الكبر، خاصة الخوف الاجتماعي.

ثانيا: الخوف الاجتماعي ليس دليلا أبدا على ضعف شخصيتك أو ضعف في إيمانك، هو حالة نفسية مكتسبة تحدث لجميع الناس ولجميع قطاعاتهم.

ثالثا: من تقابل من الناس صغارا كانوا أو كبارا من أصحاب المناصب الكبيرة أو الصغيرة هم في نهاية الأمر بشر، لا يتميزون عليك بأي شيء، وعلاقتنا مع الناس تقوم على الاحترام، لا على تضخيم بعضهم وإعطائه هالة أو صورة في مخيلتنا تدفعنا نحو المخاوف.

رابعا: ضرورة أن تكثر من المواجهات، وهنالك مواجهة نسميها بالمواجهة في الخيال، وأفضل مثال لهذه المواجهة في الخيال هو أن تتصور أنك أمام تجمع كبير من الناس وأنه قد طلب منك أن تقدم حديثا في موضوع معين ليستمع إليه الجميع، وبعد ذلك يكون هنالك مجال للأسئلة وتبادل الآراء، عش هذا التفكير بدقة، ويا حبذا أيضا لو قمت أيضا بتمثيل ذلك، أي أن تحضر الموضوع ثم تأتي وتسرده أمام من يفترض أنه تجمع من الناس، ويمكنك أن تقوم بتسجيل ما قمت بأدائه والإدلاء به، وبعد ذلك تستمع له مرة أخرى، هذا نوع من التعرض في الخيال ويعتبر ممتازا.

خيال آخر: هو أن تتصور أنك في المسجد يوم الجمعة في الصف الأول، ولم يحضر الإمام أو تأخر لسبب ما، وحدث شيء من الضجر لبعض المصلين، فطلب منك بعض الأخوة أن تقوم فتخطب في الناس وتصلي بهم، عش هذا الموقف واسترسل في أنك قد أصبت بالخوف أولا، ثم بعد ذلك جمعت قواك وإمكاناتك الجسدية والنفسية والوجدانية، وواجهت الناس وقمت بالأداء المطلوب.

خامسا: من الضروري جدا أن تنخرط في أنشطة اجتماعية مثل الرياضة الجماعية، ومشاركة الناس في مناسباتهم، أن تكون دائما في الصفوف الأمامية، وأن تحرص على صلاة الجماعة.

سادسا: ننصحك بالتدريب على تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة كبيرة جدا، وسوف تجد تفصيلها في هذه الاستشارة: ( 2136015 ).

سابعا: الجزء الأخير من العلاج – وهو مهم – وإن شاء الله تعالى ييسر لك تماما ما ذكرناه لك من إرشادات سلوكية. العلاج هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، أفضلها عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) ويعرف علميا باسم (باروكستين)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) تناولها يوميا بعد الأكل، يفضل أن تتناولها ليلا وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبة ونصف، واستمر عليها لمدة شهر آخر، ثم اجعلها حبتين يوميا واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة ونصف واستمر عليها لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعدها اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه هي الطريقة المثلى لتناول هذا الدواء، والذي أسأل الله تعالى أن يجعله لك مفتاح خير للتخلص من هذه المخاوف والتوترات.

هنالك دواء بسيط أيضا يعرف تجاريا باسم (إندرال)، يتميز بأنه يتحكم في الأعراض الفسيولوجية مثل الرعشة وتسارع ضربات القلب عند المواجهات، أرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إن شاء الله تعالى باتباعك لما ذكرناه لك من إرشاد سوف تجد، وتكتشف أن الأمور كانت أبسط مما تتصور.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات