أعاني من حالات هرع، فما العلاج؟

0 329

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من حالات هرع، بدأت معي هذه الحالة منذ تغربي عن وطني، وبسبب التفكير السلبي بأنه سوف يحدث لي شيء في الغربة، ولن أجد من يساعدني على سبيل المثال جلطة أو دوخة أو من هذا القبيل.

الوضع تطور، وبدأت بالتفكير السلبي بكل شيء، حتى إنني أتوهم أني إذا تحركت من السرير إلى الحمام فإنني سوف أقع في الحمام .

المشكلة الأكبر أني بدأت أشعر بفراغ في عقلي، أجاوب عن الأسئلة من دون تفكير، وأعيش حياة كأنها حلم، أحس أني في فراغ وأن عقلي صفحة بيضاء، وأنه خال تماما من أي شيء. الأشخاص أو الطقوس التي كنت أمارسها في عقلي فجأة اختفت. أحس بفراغ وكأن عقلي فارغا.

مع العلم أن هذه الحالة أتتني من قبل عندما كنت في ال 16 من عمري، والآن عاودتني، وذهبت إلى طبيب نفسي شخص حالتي بأني أعاني من قلق شديد، وحالات هرع، ووصف لي السيروكسات نصف حبة يوميا ومن ثم نرفع الجرعة، وعندما رفعت الجرعة بدأت أفكار غريبة تراودني! مثل الانتحار أو أنني سوف أرمي بنفسي من الشرفة، لأني أعيش بطابق عال.

جلست على الأرض خوفا من أن أفعل شيئا بنفسي، واتصلت بزوجتي وطلبت منها المجيء إلى المنزل، لأني في حالة يرثى لها، ومن وقتها توقفت عن السيروكسات.

تعرضت لحالة اغتصاب عندما كنت في الرابعة من عمري، توفي أبي عندما كنت في ال12 من عمري إثر إصابته بسرطان الرئة، وأنا مدخن أيضا.

أعيش في الغربة وحدي من دون عائلة فقط أنا و زوجتي. و أخاف من كل شي وتحديدا أنه سوف يحدث شيء لي، ولن أجد من يساعدني وأنني سوف أموت!! مع العلم أني أجريت كافة الأمور اللازمة من الناحية القلبية وكلها سليمة والحمد لله.

وأعاني من ارتفاع ضغط و الطبيب قال لي إن منشأه عصبي؛ حيث أن الضغط العالي يكون مرتفعا فقط وليس الاثنان معا، وأعاني من التالي:

1-حالات هرع بسبب من دون سبب.

2-الشعور بالفراغ في عقلي وأحيانا أنظر إلى المرآة، ولا أستطيع التعرف على نفسي.

3-الخوف من الأمراض بشكل كبير جدا.

4-عدم الاستمتاع بأي شيء بالحياة.

فهل تشخيص الطبيب صحيح؟ وهل يمكن أن تتطور الحالة؟

وشكرا جزيلا، وبارك الله في مجهودكم، وفي ميزان حسناتكم إن شاء الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أؤكد لك أن تشخيص الطبيب صحيح، فالحالة في جوهرها هي نوبات قلق شديدة، وهذا القلق له جزئيات منها الوساوس، وكذلك المخاوف وعسر المزاج البسيط، ونوبة الهرع التي أصابتك، هي جزء أساسي ورئيسي من حالة القلق النفسي التي تعاني منها.

أنا أريد أن أؤكد لك تماما أنني قد تفهمت رسالتك واطلعت عليها أكثر من مرة، فأرجو أن تقتنع بالإرشادات العلاجية التالية:

أولا: أعراضك ليست خطيرة.

ثانيا: تجاهل مثل هذه الأعراض يعتبر علاجا في حد ذاته.

ثالثا: تطبيق تمارين الاسترخاء( 2136015 )، وكذلك التمارين الرياضية بصفة مستمرة.

رابعا: غير من نمط حياتك، نعم أنت تعيش في بلاد بعيدة، وليس لك تواصل اجتماعي كثير، لكن من المهم الآن أن تحاول وأن تفتح صفحة جديدة. لا شك أنك إذا ذهبت إلى المركز الإسلامي سوف تكون هناك فرصة لك ولزوجتك؛ للتعرف على بعض الإخوة المسلمين، والذين إن شاء الله تعالى يكونون سندا لك في غربتك، وأنت كذلك تكون سندا لهم.

ضغط الدم العصبي قد يتسبب فيه القلق، لكن معظم الذين عانوا مما يسمى بضغط الدم العصبي، اتضح في نهاية الأمر أن لديهم ارتفاعا حقيقيا في ضغط الدم، فلا تنزعج حول هذا الموضوع، ولا توسوس حوله، لكن في ذات الوقت أيضا لا تهمله، وذلك من خلال الفحص الدوري المتباعد لمعرفة مستوى ضغط الدم.

أنا أرى أنك في حاجة شديدة للعلاج الدوائي، وعقار سبرالكس والذي يعرف علميا باسم (إستالوبرام) سيكون مناسبا جدا لك، فهو أكثر فعالية بنسبة قليلة من الزيروكسات.

كما أن مستوى السلامة فيه كبير جدا، ابدأ في تناول السبرالكس بجرعة بسيطة، وهي خمسة مليجرام – أي نصف حبة – تناولها يوميا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم ارفعها إلى عشرين مليجراما يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة شهرين.

هذا الدواء إن شاء الله تعالى سوف تجد فيه خيرا ومنفعة كبيرة وكثيرة.

بجانب السبرالكس أريدك أيضا أن تتناول عقار يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول)، ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول)، والجرعة المطلوبة هي نصف مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم نصف مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، هذه أدوية جيدة، فعالة، وإن شاء الله تعالى سوف تفيدك كثيرا.

تغيير نمط الحياة كما ذكرت لك مهم جدا لك، وما تشعر به من خواء أو فراغ في داخل رأسك هو ناتج من القلق النفسي، وربما يكون لديك أيضا شيء مما نسميه باضطراب الآنية، وهو أيضا نوع من إفرازات القلق النفسي، وما ذكرناه لك من علاجات وإرشادات -إن شاء الله تعالى- سوف يكون سببا في زوال هذه الأعراض.

عليك أيضا بأن تكون حريصا على تلاوة القرآن، قراءة القرآن بتؤدة وتفكر وتمعن واستدراك لمعانيه يحسن من تركيز الإنسان جدا، ويزيل -إن شاء الله تعالى- حالة الفراغ والخواء والتغير الغريب الذي تحس به حول ذاتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق، وإن شاء الله تعالى تستمتع بالحياة تماما.

مواد ذات صلة

الاستشارات